جور نار

البحر وراءكم والعدوّ أمامكم !

نشرت

في

قائل هذه الجملة الشهيرة هو العسكري التونسي طارق بن زياد …كان ذلك سنة 92 هجرية عندما كلّفه موسى بن نُصير بغزو اسبانيا لتصبح فيما بعد الاندلس ….

<strong>عبد الكريم قطاطة<strong>

وقف يومها طارق خطيبا في جيشه قائلا …_ ايّها الناس اين المفرّ ..البحر من ورائكم والعدوّ امامكم .. وليس لكم والله الا الصدق والصبر ..واعلموا انكم في هذه الجزيرة اضيع من الايتام في مأدبة اللئام .. _ المحلّلون لموقف ابن زياد بعد حرقه لسفن جيشه ووضعهم امام الامر المقضي انقسموا الى فصيلين ..فصيل يهلّل ويكبّر لرجاحة عقل طارق ورباطة جأشه وللحماسة التي زرعها في اوصال جيشه، وفصيل يرى انّ ابن زياد ارتكب خطأ استراتيجيا فادحا في إدارة الحروب …

و يعلّل الفريق الثاني طرحه قائلا لو انهزم طارق في المعركة لحكم على كلّ جيشه بالاعدام في ظلّ عدم وجود سفن ولو لهدنة صغيرة .. …خاصة انّ بعض قادة المسلمين كانوا اكثر حنكة وذكاء عندما انسحبوا يوما ما من المعارك حفاظا على ارواح جنودهم (غزوة مؤتة وخالد بن الوليد مثال على ذلك) ربما الاختلاف بين خالد وطارق انّ هذا الاخير “مصعصع” كجلّ التوانسة …والّا كيف نفهم منطق من يصف الوضعية بانّهم في جزيرة اضيع من الايتام في مأدبة الضّباع …ثمّ يقوم بحرق السفن ؟؟…. يلزمو يكون من كوكب آخر ..والكوكب الآخر هو تونس …

كم حوالينا في كوكبنا من مصعصعين مثل طارق بن زياد ..في السياسة والرياضة والاقتصاد والاعلام بل في كلّ القطاعات ؟؟ هل هي جينات ابن زياد التي توارثنها فاصبحنا عناترة في الحرق ؟ حرق بعضنا البعض ..حرق محاصيلنا هنا وهنالك ..حرق اعصابنا بأناس وضعوا البحر امامنا والبحر وراءنا (مغرّقينّا مغرّقينّا) .. حرق اعصابنا لأناس وضعوا العدوّ امامنا والعدوّ وراءنا فلم نعد نجد اصدقاء الّا من رحم ربّي ..

جيش طارق محظوظ مقارنة بنا فهو على الاقلّ كان له خياران العدوّ او البحر ..نحن لا خيار لنا وحتّى كول والّا طيّر قرنك لم تعد بامكاننا … لم تعد خيارا ..الان نعيش مرحلة طيّر قرنك ..انتحِر .. اتفلق .. اتجلط ..موت بغبينتك … متى يخرج علينا طارق بن زياد جديد نرضى به حتى لوكان مصعصع _ .. شريطة ان يكون حاملا لهذه الصفات … قبضته لا ترتعش … يده من حديد .. عقله نابض بالعدل والحنكة … يقول ويفعل وخاصة يفهم ما يقول كي نفهم ما يقول ….

مرحبا به …ومرّة اخرى .سنرضى به حتى لو كان _ مصعصع .. اما على الاقلّ مصعصع سميّح …

26 ماي 2022 ..

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version