هيا سيدي، فيديوهات و تدوينات فايسبوكيّة و بلاغات رسميّة ما تحكي ها النّهارين كان على المؤامرات … هاي مؤامرة لقلب النظام ، هاي مؤامرة و الا مؤامرات لاغتيال الرّئيس و الأخرى مؤامرة لتغيير التركيبة الديموغرافية للشعب و هاذي مؤامرة لإفساد الشباب وهاذيكا مؤامرة لاحتكار السلع و إخفاء المواد .. و كلّ فشل السبب متاعو مؤامرة موش سوء حوكمة و تصرّف و إلاّ جهل ببعض الأساسيات و تقصير في بعض المجالات …
و رغم أني مقتنعة أنّو ما ينجم يفكّر بالطريقة هذي و ينسب كل الإخفاقات للمؤامرات إلاّ انسان مريض ما عندوش ثيقة في قدراتو و عندو وسواس قهري و خيال تاعب يصوّر لو الجميع على أنهم أعداء
إلا أني باش نركب الموجة أنا زادة و باش نأكد وجود مؤامرة…
اينعم ثمة مؤامرة و مؤامرة كبيرة برشة أحنا قاعدين ننفذوا فيها ضد أرواحنا …
مؤامرة باش بلادنا تظهر في أخيب صورة و نحن نظهرو كأخيب شعب ..
تحكيوا على الأفارقة اللي يتآمروا علينا و يحبوا يفكولنا بلادنا … هو أحنا خلينا فيها بلاد؟؟
هو مازال حد يجي يقرا في بلادنا و يدفع دوفيز باش يسجل في الجامعة و يحوّل دوفيز باش يسكن و ياكل و يتنقل، بعد ما كانت تونس جامعاتها و معاهدها العليا الكلّ مفتوحة للأفارقة وغيرهم و يتخرّجوا منها النخب متاع بلدانهم ؟
مازال حدّ يجي لبلادنا باش يداوي و يدفع فلوس في مصحاتنا و مخابرنا و صيدلياتنا و عند الأطباء متاعنا و مراكز التصوير و العلاج و التحاليل، هذا خلاف السكنى و الماكلة و النّقل و التّفرهيد كان لزم ؟ و احسبوا وحدكم الفلوس اللي تتصرف و العملة الصّعبة اللي تدخل
مازال حد يجي يعمل مشاريع و يستثمر و هو موش عارف اشنية القرارات اللي يمكن تهبط و اشنية الظروف اللي باش يخدم فيها ؟ و بعد ما كنّا عاملين قوانين خاصّة و امتيازات جبائية للاستثمار الأجنبي، غيّرنا القوانين و نقّصنا في الامتيازات في العامين الأخيرين ؟
ما زال يجيوا سياح لبلادنا و هوما يشوفو في الهمجية و الهجوم على الأبرياء و يشوفوا في الزبلة و الخمج و الاستغلال و السّرقة في المطارات و المتاحف المسكرة و الآثار المهمّلة؟
مازال حدّ يحبّ يستورد منتوجات الشركات و المصانع متاعنا اللي اماليها تعبوا باش ينجموا يلقاو بلاصة في السوق العالمية و الافريقية خاصة بعد الخطاب العنصري اللي سمعوه و الاعتداءات اللي تعرضولها أولادهم ؟
مازال العالم يقبل أولادنا يهاجرولو و يخدموا عندو و يبنيو مستقبلهم غادي؟ ماهو هو زادة يخاف منهم و من نواياهم .. بالك حتّى هوما يحبوا يبدلولو تركيبتو الديموغرافية ؟
تقلي ما يهمنا من حدّ و تو نعملوا على رواحنا … نقلك أنا معاك .. يدي على كتفك من اليوم موش من غدوة …
أما كيفاش و بأي آليات و وسائل و انت ما عندكش فلوس باش تبدا تبني و ما عندكش مصداقية قدام العالم باش يسلفوك و علاقتك متوترة مع أغلب المؤسسات و البلدان ؟
أما كيفاش و بأي شعب ؟ و انت جزء كبير من شعبك يستنّى في شهرية الحاكم مسمار في حيط ، يخدم بعقليّة على قدّ فلوسهم و هو يمشي الحيط الحيط لا يبادر لا يقترح لا يطوّر لا يحاول يبدّل و لا يغيّر ..
و جزء آخر يستنّى في الخير يدزّ و تهبط عليه فلوس المصالحة وتتفرّق عليه الملاين المنهوبة من أموال الشعب كيما استنى سابق فلوس الملح و البيترول و الثروات المنهوبة … شادد القهاوي يصدّق في الإشاعات و يبارتاجي في الأخبار الصحيحة و الغالطة من غير ما يخمّم و يثبّت.. يسبّ في النّاس الكلّ و شامت في النّاس الكلّ و ماشي في بالو هو المالك الوحيد للحقيقة … النّاس الكلّ عندو متّهمين حتى تثبت براءتهم .. يصفّق لكل الإيقافات و الاعتقالات و هو ناسي أنّو نهار آخر ينجّم يوصلو الدّور و وقتها موش باش يلقى شكون معاه و الا شكون يدافع عليه
و البعض الآخر يمكمك و عامل شاشيّة هذا على راس هذا شعارو سلّكني و نسلّكك .. وصولي منافق متسلّق عابر لكلّ الأزمنة و العهود يتأقلم مع كلّ نظام و يلقى بلاصتو مع كلّ مسؤول ..
اللي صاير المدة هذي هو بالرّسمي مؤامرة أما مؤامرة ضدّ الذكاء و المنطق و التفكير السليم
مؤامرة ضدّ بلاد مازالت تحبي في خطواتها الأولى نحو الحرّية و الديموقراطيّة و يجي شكون يحبّ يرجعها للوراء و يكرّس من جديد إرساء الرأي الواحد و الفكر الواحد
مؤامرة ضد البلاد من النّاس اللي ينتميوا لها أما يحبوها تعيش بلاش حرية تعبير و بلاش حرية تفكير و بلاش حرية ممارسة و يفرحوا و يصفّقوا وقت مظاهرات تتمنع و ماتاخوش ترخيص لأنو بعض المنتمين إليها في السجن و عندهم اتهامات مازال ما بتّش فيها القضاء و كأنهم ما يعرفوش أنّو في العالم الكلّ الجريمة فرديّة و الحساب فردي و حتى ربي يقول “و لا تزر وازرة وزر أخرى” أما عندنا أحنا التهمة تولّي جماعية و العقاب جماعي و الحساب على النوايا موش على الأفعال
هي مؤامرة ضد البلاد من النّاس اللي ينتميوا لها أما يحبوا يفرّغوها من كلّ صوت معارض و من كلّ نفَس رافض لطريقة التسيير الحالية و يحبوا يبعدوا كلّ طرف ينجّم يكون ملاذ و مهرب للنّاس من التّسلّط و الدكتاتوريّة … لا يحبوا لا النقابيين و لا السياسيين و لا الإعلاميين و لا عندهم ثيقة لا في المثقفين و لا في رجال الأعمال و لا في اللي خدموا في العهد السابق و لا في العهد اللي قبلو .. يحرّضوا على الجميع و ما يحبوا يسمعوا كان صوتهم و صدى صوتهم، يحبوا واحد برك يتكلّم في ها البلاد و يقرر في ها البلاد و ينفّذ في ها البلاد …
هي مؤامرة ضدّ الذّكاء التونسي وقت اللي عندك ناس تفكر و تخمّم و تنتج و تقترح و انت ما اتبّع كان في التقارير الأمنية و في أصوات الحاقدين و الشامتين و في الهستيريا الشعبية و الشعبوية .. و عوض تبني تهدم …تهدم في اللي اتبنى قبل و تهدم في مكانة تعبوا رجال و نساء باش وصلنالها و تهدّ في ثقة موش بالساهل ترجّعها و تشوّه في تصويرة هي راسمالك الرمزي في العالم و تهدد في مستقبل أولادك في كلّ المجالات ….
مؤامرة و الا موش مؤامرة يا متعلمين يا بتوع المدارس ؟