قرار الفيفا بإجبار جامعتنا على إرجاع مبالغ الخطايا التي قبضتها من هلال الشابة مع إضافة قيمة المصاريف: خبر تداوله الجميع كل من زاوية معينة..
لكن ثمٌة جزئية لم يركٌز عليها أغلبهم وهي تلك الجملة التي أوضحت من خلالها الفيفا سبب بطلان العقوبة.. (ما وردبالتدوينات يعتبر حرية تعبير كما ينص عليه الدستور التونسي..) هكذا قالت الفيفا.. قالت لكم: يا قوم عندكم دستور يضمن حرية التعبير.. فلماذا تكبتون الناس و تسلبونهم حقاً منحه لهم دستوركم..
وهي رسالة واضحة للمكتب الجامعي لكرة القدم.. لكن من خلاله لكل الهياكل الرياضية و الثقافية و السياسية: أن احترموا شعبكم.. احترموا دستوركم.. خلٌوا الناس تعبٌر.. و بحكم أن الفيفا هيكل رياضي عالمي يشترط عدم خلط الرياضة بالسياسة..
و انطلاقا من أن قراراتها ملزمة أكثر من قرارات مجلس الأمن.. و نظرا لحيادها و عدم التدخل في قراراتها.. فإن رسالة الفيفا أعادت لنا الاعتزاز بدستورنا و كأنها تقول لنا (دستوركم باهي.. أما تطبيقو هو الخايب..) لذلك نتصور أن المحامين القضاة المحيطين بجامعة الكرة من المفروض أن يكونوا قد خجلوا من قرار الفيفا..
لأنهم أرادوا إلجام أفواه منتقديهم.. لأنهم رأوا السب و الشتم و الثلب في تدوينات لم تر فيها الفيفا إلا مجرد تعبير عن الرأي.. لابد أن يكونوا قد خجلوا من حكم الفيفا لأن القضاة الذين اتفقوا و حكموا بقرار جائر كهذا إرضاء لشخص أو هيكل: من يضمن لنا أنهم لم يسلطوا عقوبات خاطئة و جائرة في قضايا مدنية على أناس أبرياء خدمة لجهات سياسية..!!!