جور نار

الجامعة العربية: هل مازال لوجودها داع … !!

نشرت

في

لما فكر العرب عام 1945 في تأسيس جامعة تضمهم كانت النية متجهة لتوحيد الاختيارات و القرارات.. إذ أنهم كانوا يؤمنون بأننا كيان توحده اللغة و التاريخ و حتى الدين يجمعهم أكثر مما يفرقهم.. خاصة أن العالم كان خارجا من حرب عالمية أكدت أن الدويلات المتشتتة لن تقوى على الوقوف في وجه الامبرياليات الجديدة..

<strong>سالم حمزة<strong>

أجدادنا فكروا في مصالح أوطانهم إيمانا منهم بأن في الاتحاد قوة و أن الذئاب لا تفترس إلا الخروف الشارد عن بني جلدته.. فكان عبد الرحمان عزام أول أمين عام لها حتى 1952 و لم يمض على تأسيس الجامعة العربية عشر سنوات إلا و أغلب الأقطار العربية قد استقلت.. و في عهد ثاني أمين عام (عبد الخالق حسونة من 1952 إلى 1972) لم تبق و لو دولة عربية تحت الاحتلال.. لكن جاء الأحفاد و لم يحافظوا على الأمانة فإذا العرب شعوب و قبائل متشرذمة دون وزن أمام الغير.. بل لنقل إن كل أعراب قبيلة منهم يتصور نفسه ذو الوزن الذي لا يضاهيه أعراب قطر شقيق آخر.. ألم يقل المرحوم أنور السادات لما قرر زيارة تل أبيب في عهد الأمين العام محمود رياض (من 1972 إلى 1979) قال السادات (اخترت أن أكون في صف الدول المتقدمة..)

و مرت السنون و جاءت حرب الخليج الأولى منذ ثلاثين سنة فإذا بها تضع حدا لفترة الشاذلي القليبي (1979-1990) و إذا بالشرخ يتسع و الهوة التي تفصل العرب عن بعضهم البعض تتضاعف.. إلى درجة أننا صرنا الأشقاء الأعداء و بذلك دققنا أول مسمار في نعش الجامعة التي أصبحت لا تحمل من التجميع إلا الاسم.. و مع بداية الألفية الثالثة و منذ الحادي عشر من سبتمبر 2011 و مع إعلان الولايات المتحدة الحرب على الإرهاب بدأت كل دولة عربية تفكر في مصلحتها الضيقة لتنتهي مع تلك السنة مسؤولية الأمين العام وقتئذ عصمت عبد المجيد و تبدأ فترة تدحرج الجامعة العربية بأكثر سرعة مع عمرو موسى (من 2001 إلى 2011)..

لم يعد الجار جارا و لا الشقيق شقيقا.. أنا و بعدي الطوفان.. إلى أن حلت سنة 2011 سنة وصول نبيل العربي للأمانة العامة وهي سنة سقطت فيها أنظمة و ولدت أخرى و انتشرت الحروب الأهلية في ليبيا و سوريا و اليمن.. و الجامعة العربية نائمة في العسل: لا حياة لهيكل كان بإمكانه التدخل لفض النزاعات بأي شكل من الأشكال.. و حتى مجيء أحمد أبو الغيط سنة 2016 لم يغير من واقعنا العربي شيئا: فها نحن نصل إلى أقصى و أقسى درجات التشرذم و انحلال الجامعة العربية بتطبيع العرب مع الكيان الصهيوني دون تشاور أو تنسيق بين الأشقاء..

لتعلن الجامعة أنها لم تعد جامعة و أن الدويلات العربية لم تعد تؤمن بتوحيد القرار و أن مصير كل قبيلة تحدده ظروفه و أطماع حكامها..

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version