لنتفق منذ البداية أن: -حكومتنا ضعيفة و قراراتها في معظمها ارتجالية.. خزينة دولتنا شبه مفلسة و من المستحيل إرضاء طلبات موظفيها و متقاعديها و بطاليها.. و الأيادي المرتعشة لا تصنع دولة قوية..
لكن مقابل ذلك لنعترف أيضا أننا كمواطنين لم نحترم أبجديات الثورة و التغيير و لم نساعد على المضي نحو غد أفضل.. فالثورات الناجحة لايمكن لها أن تحقق الأفضل إلا إذا وجدت أرضية مناسبة تساهم فيها جميع مكونات المجتمع.. أمس هاتفني صديق من سلطنة عُمان للتهنئة بالعيد و جرّنا الحديث عن الكورونا لموضوع الحجر و الحظر و الحصر.. يؤكد لي انه ذات يوم كان عائدا لمنزله بعد توقيت منع الجولان بدقائق..
مع العِلم أن صديقي هذا عضو مجلس الشورى العُماني (كما تقول مجلس النواب عندنا..) و تفطن الى أن طائرة صغيرة دون طيار (درون) ترافقه حتى وصل منزله.. و باختصار: في الصباح فتح عينيه على سيارة الشرطة في انتظاره.. سلطنة عمان هذه لا تعتبر دولة بيترولية غنية مقارنة بجاراتها.. لكن تطبيق القانون خلق سلوكا جيداً لدى المواطن يضاهي ما نراه في ما سمّيناها دولا متقدمة..
لأن من يشعر بأن دولته تحميه خدّاما أو بطّالا.. صحيحا أو مريضا.. فقيرا أو غنيا.. و أن متجاوز القانون ينال جزاءه مهما كان مركزه.. وقتها سيحترم دولته و رجالها و قوانينها و سياسييها.. بخلاف ذلك ها نحن على ما نرى: لا احترام للحجر و لا للحظر.. و لا اعتراف بقرارات اللجنة الطبية و لا رئاسة الحكومة..