جمر نار
رضا عزيّز: الخطوط (الحمراء) الجوية التونسية
نشرت
قبل 4 سنواتفي
من قبل
رضا عزيّز Ridha Azaiezالمطلع على واقع قطاع النقل و خاصّة النقل الجوي يعلم أهميّة النقابات و تأثيرها الكبير في واقع النقل نجاحه و فشله … و لكن أن تتحوّل النقابة إلى قوّة لليّ ذراع الإدارة و فرض بعض الاختيارات الهدّامة و استعمال طرق و أساليب هي أقرب إلى البلطجة منها إلى العمل النقابي البنّاء، فهذا لا يمكن أن يقبله أي مواطن يحمل فكرا وطنيا نزيها …
و ما رأيناه أخيرا في الخطوط التونسية هو دليل على انفلات خطير لن تكون عواقبه إلا وبالا على المؤسّسة الوطنية التي تمرّ بأصعب فترة في تاريخها … و المدهش حقّا أن بعض وسائل الإعلام و المحلّلين حوّلوا الأمر إلى فشل اتصالي قامت به الرئيسة المديرة العامة للمؤسسة، و هي سيّدة تتّقد حيويّة و رغبة في الإصلاح، متناسين الأصل في ما حدث و هو تجمّع بعض الغرباء عن المؤسسة أمام مكتب الرئيسة في الطابق الخامس يلعبون الورق و يدخّنون السجائر عابثين بهيبة المؤسسة و رئيسة المؤسسة… قالوا إن الشهادات العليا من أكبر الجامعات الأمريكية غير كافية للنجاح في تسيير شركة وطنية في حجم الخطوط الجوية … هذه حقيقة، و لكن لماذا ينجح زملاؤها في كامل أنحاء العالم و لا تفشل إلا هي و هي المتفوّقة عليهم في الدراسة؟
الأمر بسيط جدا لأن زملاءها في كامل أنحاء العالم لم يواجهوا اتحادات عمال بلدانهم، إن وجدوا … و حتى الذين وجدوا التقوا مع المبادرين على طاولة حب النجاح و معاداة الفشل و إرادة الخير لأوطانهم فلم يختلفوا و في بعض الأحيان اتفقوا رغم حجم الخلافات. إلا نحن نبحث عن نقطة الخلاف بالميكروسكوب لنتشبّث بها و نبدأ عملية الهدم منها باعتبارها مصيرا لابدّ منه و لا يمكن تجاوزه. موقف السيدة الرئيسة المديرة العامة قرأ على أنه تعال و بحث عن بطولة وهميّة خارج الإطار الزماني لأن عهد البطولات الحقيقية و الوهميّة قد مرّ و انتهى … و هنالك من ذكر في استغراب و تعجّب كيف لطائرات متوقّفة عن الطيران لأشهر عديدة أن تصلح في أربعة أيّام و السؤال بهذا الشكل طُرح تهكّما على المسؤولة و ليس من باب البحث عن الحقيقة …
لو كان السؤال مثلا ما الذي أوقف طائرة عدة أشهر و قد تبيّن أنّه كان من الممكن إصلاحها خلال بضعة أيام؟ و لو عرف السائل أن طائرة توقّفت لأشهر عديدة بسبب حاجتها لقطعة غيار لا يتجاوز ثمنها المائة يورو، ما كان ليطرح سؤاله التهكمي و لاقتنع بحجم الفساد الذي ينخر شركتنا الوطنية … و هنا أضيف عيّنة أخرى لأعود بكم إلى بداية انهيار الخطوط التونسية، يوم قرّر من قرّر تقسيم الشركة الى عدة شركات تحت غطاء مجمّع واحد فما كان حجم العملية و من تحمّل الخسائر؟ ثم يوم تقرّر إصلاح الخطأ و عودة الشركة إلى حالها الأول فما كان حجم الاستثمار و من دفع الثمن؟
حالنا في حاجة لطرح السؤال المناسب في المكان المناسب والزمان المناسب للشخص المناسب بحثا عن الحقيقة و لا شيء غيرها. أما إذا أكثرنا من الخطوط الحمراء كما نفعل الآن و جعلنا من كل قطاع خطا أحمر فلا غرابة في أن نجد قطاعات و أشخاصا أعلى من القانون و محرّم مجرّد الاقتراب منهم و سؤالهم، إنهم untouchable .
تصفح أيضا
اقرأ كلّ يوم جديد الجديد في ميركاتو الاذاعات وخاصّة الخاصّة ..وبكلّ نزاهة وشرف اتفهّم وبكثير من الهدوء ما يحدث من بيع وشراء وتنقلات لاعبي الساحة الاعلامية من فريق الى اخر ومن دكانة الى اخرى _وتلك هي قواعد اللعبة في ايّ ميركاتو رياضي .. سياسي .. اعلامي .. الخ ..تبدا تماما كذلك “الدلاّل” قديما في اسواقنا وهو يدلّل بنعجة جلدة على العظمة ..هو يبدأ بـ “باب الله” ..و “اشكون زاد” ..لتنتهي بـ “مبروك عليك” …
قلت اتقبّل بهدوء ما يحدث لاننا اعلاميا مع احترامي للنزر القليل القليل القليل، نحن في عصر النخاسة والخساسة والدناسة والنجاسة والبهناسة والوسواسة …وكلّ يبحث عن ليلاه اي بوزاه ..اليس هو عصر البوز ..والله يكون في عون البوّازين والبوّازات .. في المقابل اندهش من ردود الفعل المتشنجة لبعض ابطال الامس والمغضوب عليهم اليوم .. لهؤلاء فقط اقول .. اما كان عليكم ان تشمّوها قبل ما تقراص ..؟؟.. اش لزّكم تخلّيو ارواحكم للاهانة ؟؟ اذا قبلت باسلوب النخاسة الاعلامية ومهزلة الميركاتو فكيف تلوم النخاس واذنك بيده دامية وقدرك بالفلسين وهو مردود ..؟
اش لزّك حتى الدلّال يهزك ..؟.. انت قبلت بقواعد اللعبة بكلّ تفاصيلها ..انت تعلم وانا اعلم والكلّ يعلم اللي اليوم وقت حاجتهم بيك يصنعون لك تمثالا .. وغدا ودائما من اجل البوز وصانعي البوز وجلّهم اتفه من قشرة موز ..غدا تمشي في العفس وثمنك يصبح لا يساوي قشرة زلّوز … مرّة اخرى وكما تعلّمنا .. انا لا الوم الطغاة الذين يركبون على ظهور العبيد ..لانّ انحناء العبيد يسّر لهم مهمة الركوب ..
اذن اليوم وقد اخرجك الطغاة من اجندتهم فذاك يعني انهم كانوا امهر منك ..وانك كنت مغفّلا … والمغفّلون لا يحميهم القانون ولا ينفعهم التنغنيغ .. مرّة اخرى واخيرة ولهؤلاء النادبين حظوظهم على وجودهم خارج الدائرة الاعلامية ..ليكن ذلك درسا لكم حتى تتعلموا تجبدوا سفيركم وتجبدوا بيهم قبل ما يجبدوا بيكم …
اختم بهذا المثال الواقعي .. _ واحد من الاعلاميين ولا تسالوني مااسمه حبيبي لن اجيبكم لانه ببساطة ليس حبيبي هذا العفريت شمّها منذ اوّل يوم تعاقد في ميركاتو جديد مع اذاعة ما … اشترط ان يكون عقده لمدّة خمس سنوات .. معناها يلعب مرتاح حتى لو كان منتوجه لعب عيال .. البورة مكرية وكراها ثابت وهي تجيب والا لا جعلها جابت …هذا طلع مهفّ عليهم وتعشّى بيهم قبل ما يتسحّروا بيه ..
يبارك في ترابك يا تونس قداش تبوّز وتجيب …
3 سبتمبر 2022
… بعد قرار اعادة مباراة نصف النهائي في الكرة الطائرة ..ياتي اليوم قرار منع جماهير النادي الرياضي الصفاقسي من حضور شرعي لا جدال فيه لمباراة نصف النهائي في كرة القدم ضدّ النادي الافريقي …
انّها محطّة اخرى من محطات الظلم في حقّ النادي الصفاقسي ….انا من الراديكاليين في مثل هذه المواقع … واعني بالراديكالية الرفض المطلق للقرار وعدم التحوّل لاجراء هذه المياراة …اي الانسحاب ..فالانسحاب في مثل هذه الامور شرف وفخر لا يساوي حتى الحصول على اغلى الكؤوس … الخضوع لمثل هذه القرارات هو ذلّ ..وهل هنالك اي معنى للالقاب ملوّن بلون بشع بلون الذلّ ؟؟
الكرامة خطّ احمر .. وقبولنا بالامر الواقع ومهما كانت المبررات هو اهانة لكرامتنا ..
السيّد محمد الطرابلسي … هل تسمعني وانت الان رئيس الهيئة التسييرية للنادي ؟؟؟ انت نقابي المنبت ..فكن نقابي المبدأ وارفع راسك عاليا وقل لا لهضم حقوق النادي …قد نخسر ترشحا او حتى كأسا …ولكن نربح موقفا سيسجله التاريخ لنا ولك باحرف من ذهب ..انه رفض الظلم والظالمين …
30 اوت 2022
جمر نار
“هشتكنا وبشتكنا ياريّس … ده انت رئيس والنعمة كويّس” !
نشرت
قبل 3 سنواتفي
15 أغسطس 2021من قبل
محمد الأطرش Mohamed Alatrashمنذ مساء 25 جويلية، تاريخ انقلاب جزء من المنظومة الحالية، على بقيّة مكوناتها ونحن ننتظر ما أعلن عنه وما وعد به ساكن قرطاج…وكأني بهذا الأخير لا يعي فعلا خطورة ما نحن فيه من فراغ…ومنذ ذلك اليوم ونحن ننتظر كشف حقيقة كل من كان ساكن قرطاج يهددهم ويتوعدهم بالويل والثبور وعظائم الأمور...
جميعنا يسأل أين الغرف المظلمة التي سمعنا عنها أكثر من مائة مرّة في سنة واحدة؟ اين الخونة؟ وما هي الخيانة التي كثيرا ما ذكرها ساكن قرطاج في خطبه النارية؟ وأين من توعدهم بسحب الحصانة واحالتهم على القضاء…فجميع من تمّ ايقافهم أو ذكرهم في ما تمّ الكشف عنه لا علاقة لهم بمن كان ساكن قرطاج يحدثنا ويحدث به كل من يزورهم وكل من يزوروه في مكتبه…لم نر شيئا مما كنّا ننتظره وما كان يذكره في خطبه … فساكن قرطاج لا يزال يتعامل مع كرسي قرطاج وكأنه المساعد الذي يقف أمام طلبته ليركلهم بالكلمات تلو الكلمات ولا أحد منهم يفتح فمه ليردّ أو يعقّب عن كلام المساعد … فهل انتهى مخزون الرئيس من كلام وأحلام ووعود…ووعيد…أم أنه اصطدم بواقع مغاير عمّا كان ينتظره…فهو لم يعرف ما تعنيه كلمة الحاكم بأمره قبل أن ينقلب على رفاقه في المنظومة فهم من كانوا يسيّرون دواليب الدولة، وعلى بينة من كل أوجاعها وما تعانيه…
هل انزلق ساكن قرطاج دون أن يدري إلى نفس الحفرة التي انزلقت إليها النهضة وكل أحزاب الإسلام السياسي .. فالنهضة “تطاوست” على الدولة، واعتبرت الحكم لعبة بسيطة في متناول الجميع ودخلت معركة الحكم والسلطة دون برنامج أو فكر أو أجندا واضحة غير ما تعلموه عن أسلافهم من حسن البنا وصولا إلى يوسف القرضاوي، فخرجوا من الحكم والسلطة خالي الوفاض، وليس ذلك فحسب بل بجسد متآكل يعاني من الكدمات والأوجاع…وشلل نصفي قد يأتي على ما تبقى من الحركة في قادم الأشهر إن لم يسرعوا خطاهم نحو الربوة لتضميد جراحهم…واللطم والولولة…
وكأني بساكن قرطاج لم يتعلّم مما حصل للنهضة… فالمبعوث الأمريكي لم يأت ليجامل أو ليسعد بدرس من دروس ساكن قرطاج، أو حتى ليستمع إليه، بل جاء لأن الإدارة الأمريكية أعطت كثيرا من الوقت لساكن قرطاج وهاتفته عديد المرّات لينفّذ ما وعد به، وللعودة إلى المسارات الديمقراطية التي وعد بعدم المساس بها…وما خفي كان أعظم …وقد ينفد صبر بقية الفاعلين السياسيين في العالم، وقد يتحركون نحو قصر قرطاج لمعرفة نوايا وخفايا إطالة الحالة الاستثنائية التي تعيشها البلاد منذ انقلاب بعض المنظومة على بعضها الآخر…
وقد يستهزئ ساكن قرطاج بكل من يأتيه من الغرب أو من بلاد العمّ سام طالبا توضيح ما يجري …لتدخل البلاد مرحلة من الشكّ خاصة وتونس مقدمة على قانون مالية تكميلي لا أحد يعلم اين وصل…ومقدمة على دفع قسط آخر من ديون البلاد…ومقدمة على عودة مدرسية وجامعية قد تزيد الطين بلّة…فهل تعامل ساكن قرطاج مع جميع الدعوات بلامبالاة أم ماذا؟ وهل أغراه حجم الدعم الشعبي الذي وجده منذ عشية الانقلاب؟ وهل أسكرته خمرة التأييد وصراخ الشعوب المصفقة…المهللة…والمزغردة…والمطالبة بسحق الخصوم والأعداء وكأن الفارس قيس سعيد جاء على حصان خالد بن الوليد معلنا الحرب على الجميع…
هل قرأ ساكن قرطاج حسابا للوقت وعامل الوقت؟ هل قرأ حسابا لصبر أتباعه وأنصاره ومن هللوا بما أتاه؟ أظنّ أن ساكن قرطاج نسي وضع البلاد وما تعانيه، فالرجل قال أن المرافق تعمل وكل دواليب الدولة بخير…إذن لماذا انقلبت على من معك يا ساكن قرطاج إن كانت الأمور كما ذكرت أم هل تغيّر حال البلاد والدولة في نصف شهر…يا سلام… وكأني بساكن قرطاج يستمع كثيرا إلى جوقته المصفّقة… والمهللة… والمزغردة و الحالمة ليلا نهارا بالمدينة الفاضلة أو بعدل عمر الفاروق وبإنجازات العهد السعيد لدولة سعيد…أنَسِيَ أن أنصاره وأتباعه قد يخذلونه كما فعل أنصار وأتباع بقية الأحزاب مع أحزابهم وزعاماتهم…وقد يطالبونه بالرحيل إن أدركوا أنه لن يغيّر شيئا من حالهم…ولن يخفف من آلامهم …ولن يضمّد جراحهم…أنسي أنه عادَى كل الأحزاب والمكوّنات السياسية، ولن يمنعها، بل ولن يقدر على منعها من أن تكون رافعة ودافعة لغضب الشارع وغضب من أضناهم الفقر والظلم والتهميش و”الحقرة”…هل يأمل في أن يصمت الناس وأن يقبلوا بالعيش منكسرين متخاذلين وهم يرون القهر والاستهتار بمصالحهم وبمستقبل أبنائهم…
على ساكن قرطاج أن يدرك جيدا أن بعد كل “انقلاب” نحتاج الى “انقلاب” آخر يقوم به صاحب الانقلاب يفرض به النظام من جديد ويعيد به الهيبة للدولة، ويخفّض خلاله من حماسة من هم حوله ومن قد يجرونه إلى مهالك هو في غنى عنها، كما يعيد بها عديد الأمور العالقة إلى نصابها…ففي كل الانقلابات يكثر الانتهازيون والمتزلفون والوصوليون والطامحون إلى تحقيق مآربهم…والأكيد أن كل تنسيقيات “الريس” تنتظر نصيبها من الغنيمة كيف لا وهو الذي جعل من وصوله إلى كرسي قرطاج غنيمة بتعيينه لكل من ساندوه في مناصب حوله في القصر وخارجه…أليس هذا تعاملا “غنائميا” أم هي الصدفة يا ترى؟ جميعنا يدرك أن هذا التعامل “الغنائمي” هو تعامل مشروع ولا أحد ينكره على ساكن قرطاج، شرط اختيار من هم أكفأ، ومراعاة عامل التجربة فالبلاد تمرّ بأزمة خانقة ولا أظنّ أن عاطلا عن العمل عاش المأساة بجميع تفاصيلها سيكون الرجل المناسب في المكان المناسب…
هل من صالح ساكن قرطاج ان يتزايد عدد خصومه؟ وهل من صالح ساكن قرطاج أن يكتفي في كل خطبه بالشعارات والوعود التي لا ترى النور؟ وهل من صالح ساكن قرطاج أن تضطرب علاقاتنا في هذا الوقت بالذات مع الدول المانحة والمؤثرة اقتصاديا؟ وهل من صالح ساكن قرطاج أن تطول هذه الفترة لتدخل البلاد مرحلة شكّ قد تنقلب في كل لحظة إلى فوضى يستغلها البعض في مآرب أخرى؟ وهل من صالح ساكن قرطاج أن يستحوذ على كل السلط وهو الذي لم يجرّب أية سلطة سابقا فهل هو قادر على النجاح فيها؟ وهل من صالح ساكن قرطاج أن يظهر العداء إلى كل المكونات الحزبية وكل المؤسسات والمنظمات الرافضة لمشروعه؟ وهل من صالح ساكن قرطاج أن يكون حوله من ساندوه في حملته الانتخابية فقط، والحال أنهم يفتقرون إلى تجربة الحكم وتسيير مؤسسات الدولة؟ وهل من صالح ساكن قرطاج معاداة المؤسسة القضائية في هذا الوقت بالذات؟ وهل من صالح ساكن قرطاج أن يغرق أنصاره والشعب التونسي بالوعود التي هو أعلم بأنه لن يحقّق منها وعدا واحدا؟ وهل من صالح ساكن قرطاج أن يواصل طريقته في إعطاء الدروس إلى كل ضيف يزوره في قصر الرئاسة أو في أي مكان آخر، ألم يحن الوقت ليتخلى عن إعطاء الدروس؟ وهل من صالح ساكن قرطاج أن تتضمن كل خطبه ومداخلاته تهديدا ووعيدا وحديثا لا أحد يفقه ما يعنيه؟ وهل من صالح ساكن قرطاج أن يتم التفاوض على الاصلاح ومراحله وبرنامجه الداخلي مع الخارج وليس مع مكونات المشهد السياسي في البلاد؟
الأخطر في كل ما يجري اليوم بالبلاد هو تعامل أتباع “الريس” مع من يعارضهم ويعارض سياسات مولاهم وسيدهم…هؤلاء هم من سيفسدون الأمر على “سيدهم”…هؤلاء وضعوا كل من لم يعلنوا عشقهم لسيدهم في السجن افتراضيا…وأصدروا بطاقات إيداع في كل من يخالف تعليمات مولاهم…ونكّلوا وهتكوا عرض كل من قال لمولاهم “أنا لا أحبك سيدي الرئيس”…لذلك على ساكن قرطاج أن يعمّق وجود من سيعارضه من الشعب في مخيّلة أتباعه ومن أعلنوا له البيعة، عليه أن يعمّق وجود معارضيه على أنهم من هذا الشعب أيضا وليسوا مجرّد قطعان تساق لصالح مولاها وسيدها ساكن القصر…فالقبول بمعارضة واضحة وواسعة لساكن قرطاج هو الحلّ الأمثل للخروج من صراعات واهية قد تكبّل كل محاولات الإصلاح…
على ساكن قرطاج أن يعيد النظر في الكثير من الأشياء في خطابه السياسي، فتونس ومنذ أكثر من عشر سنوات تمتاز بكل ما تمتاز به الدول التي عانت من ويلات “الربيع العربي” المزعوم …تعاني تخبطات تساهم يوميا في تردّي الأوضاع وقد تتردى أكثر في ظلّ الخطاب الذي يتعاظم هذه الأيام خطاب “أهمية ووجوب الالتفاف” حول الزعيم الأوحد الذي يفكّر للشعب ونيابة عنه …فأتباع “الريس” جعلوا من مولاهم “معبودهم”، فهو فوق النقد وفوق المحاسبة…وهو المعصوم من الخطأ…ومن يخرج عن هذا الخطاب هو خائن مدفوع الأجر يسكن قاعات انتظار السفارات الأجنبية…
على ساكن قرطاج أن يبتعد أكثر ما يمكن عن لعب دور الضحية نيابة عن هذا الشعب…فالنهضة فعلت ذلك وخسرت بيدها كل شيء…لأن قياداتها افتقدت للفكر الواقعي وسجنوا أنفسهم وعقلهم في ظلمات السجون التي عاشوا بعض سنوات عمرهم فيها…فالغنوشي ومن معه تباهوا كثيرا بعدد سنوات سجنهم…وبكم مرّة حوكموا وعذبوا…فهم يولولون كل يوم ويسردون قصصا عما عانوه ويجيدون جيدا لعب دور الضحية…ولم يفكّروا أبدا أن الدول لا تدار بعدد سنوات السجن أو بعدد حصص التعذيب …فصدمهم الواقع الذي كثيرا ما شيطنوه واعترفوا أنه ليس من السهل حكم دولة من دول العالم الثالث بعقلية سجينة تاريخ وجب فكّ الارتباط به لصنع حاضر أجمل وأفضل…
ليعلم ساكن قرطاج أن هذا الشعب كان يمنّي النفس دائما بالديمقراطية التي يقرأ عنها في صحف الغرب…وكان يمنّي النفس بحرية الرأي والاختلاف التي كان يسمعها من أصدقائه في دول الغرب… كان حلم المعارضة…وحلم الفقراء… وحلم بعض النخب…وحلم الشباب …وحلم من همشوا ومن فقروا، ومن عاشوا الخصاصة أن يعيشوا ديموقراطية لم يعيشوها… لكنهم اليوم يلعنونها صباحا مساء وكل أحد…لأنها لم تأت بمفردها بل جاءت ومعها الفوضى والخراب…أتدري يا مولاهم أن حكام العشر العجاف التي مرّت نزعوا من على أفواهنا الكمامة اللاصقة التي كانت تمنعنا من التعبير عن رأينا وعن معارضتنا لهم….وألصقوه على اذانهم …ولسان حالهم يقول…”تكلموا ما شئتم وقولوا ما شئتم فنحن لن نسمع ما ستقولون”….فهل ستفعل ذلك أيضا …ألم تقل كثيرا في خطبك العنقودية أنك ديموقراطي…وأنك لن تسجن أحدا بتهمة كتب عنها في محضر البحث “هذا المواطن لا يحب الرئيس…” …هل علينا أن نحبك و”نموت في دباديب حبك سيدي الرئيس” حتى يبتسم لنا الرئيس الذي لا أحد إلى يومنا هذا رآه ضاحكا…فهل ستكون فعلا ديموقراطيا …
اعترضني شاب لم يتجاوز العشرين من عمره وسألني سؤالا لم أجد إلى ساعتنا هذه إجابة عنه، فهل لي بإجابة منك لهذا الشاب يقول هذا الشاب حرفيا: ” شبيه سيدنا ديما مغشّش؟”…فهل ستفعلها يا ساكن قرطاج …بالله عليك افعلها واضحك في خطابك القادم…أم تريدني أن أقول لك ما قاله عادل إمام في احدى أروع مسرحياته: “هشتكنا وبشتكنا ياريّس..ده انت رئيس والنعمة كويّس”….
استطلاع
صن نار
- جور نارقبل 18 ساعة
ورقات يتيم… الورقة 92
- اقتصادياقبل يومين
النكهة التونسية في الصالون الدولي للشكلاطة والمرطبات
- اجتماعياقبل يومين
غدا الاثنين… انطلاق امتحانات الثلاثي الأوّل
- ثقافياقبل يومين
اختتام أيام قرطاج المسرحية
- ثقافياقبل يومين
قريبا… “أيام سينما الجبل” بعين دراهم، والسينما التونسية إلى أين؟
- صن نارقبل يومين
الذكاء الاصطناعي و إدارة المشاريع بتونس
- صن نارقبل يومين
مستبقا صراعه مع الصين… “بايدن” يمهّد لخلفه “ترامب”، الطريق نحو إفريقيا
- صن نارقبل يومين
“الأونروا”: أكثر من 415 ألف نازح بغزة يحتمون في مدارسنا