شيء متوقع ان تشح المساحات التجارية من مخزون و عرض المواد الغذائية بل ان التوقعات المنجرة عن ضرب قرارات جويلية كان بالإمكان ان تكون أشد وطاة و دمارا على البلاد، الشيء الذي لايضعه المحللون و النبارة و المتعلمون بنهج التدمير و تحريك غضب شعب لن يفيده اليوم مزيد من الانتفاضة التي يحلم بها من يضعون أهدافهم الحزبية او الوصولية وحتى احتداد معارضة إصلاحات لا تخدم بعض الجهات ..
ان احتداد كل هذه المصائب التي يعيشها المواطن لا يجب أن تنسينا بأنها نتاج كوكتيل من فشل سنوات ما بعد انتفاضة البرويطة و لا تستوجب الا التذكير بروح و منهجية و عقلية الغنيمة التي حصدت اقتصاد البلاد كما تحصد اسراب الجراد أغصان الأشجار … لا يجب أن تنسينا هذه الأيام أن نسبة التداين قد وصلت إلى حدود فاقت التسعين بالمائة من الدخل الوطني الخام في حين انها لم تتجاوز الـ23 بالمائة قبل سنوات 2011 …وان العشرية السوداء قد جمدت موارد البلاد و لم توفق حتى في إصلاح قاطرات نقل الفوسفات والتي تم الآن إصلاحها و ادخالها مجددا للعمل في ظرف شهر واحد ..
ان مهمة الرئيس قيس سعيد أثقل من حمل الجبال و ان صراعه على عديد الجبهات في وقت واحد جمع البعض منها حتى الأعداء التاريخيين لضرب قرارات 25 جويلية بايادي مجتمعة: المافيا السياسية الظلامية التي تمثل أخطبوطا و المافيا المالية التي جمعت تركيبات متعددة منها المهربون و أرباب الأموال الفاسدة و المضاربون و المحتكرون لتنضاف اليهم شبكات متمكنة من توزيع و احتكار المواد في إطار وفاق شيطاني لا همّ له إلا خلق بلبلة او قطع قوت الشعب على نار هادئة لخلق انتفاضة حادة.
لا ننسى أيضا زمرة الانتهازيين الذين أثبتوا ان يافطة التدمير التي كم عانقوها ورفعوها قد رموا بها أرضا لصالح وصوليتهم اما الطائفة المتبقية التي تنعق بالخوف على الديمقراطية فنراهم متشبثين بكرسي الحزب الصدىء فما بالك لو اعتلى الواحد منهم سدة الحكم! ..
ان البراغماتية تشير الي ان الوضع الوطني المنهار اصلا منذ قبل 25 جويلية و ان الحرب التي يخوضها قيس سعيد ضد المافيات السياسية و المالية الفاسدة و عصابات أرباب التهريب و التوزيع و المضاربات وكذلك زمر الكتل الانتهازية التي تستظل بمنظومة فاشلة كانت و ستبقى السبب الأصلي في انهيار الاقتصاد و اليوم تستغل قوت المواطن للرجوع إلى مناخات العشرية السوداء …
حتى لو برزت بعض الاحترازات تجاه الحكومة الحالية ومن يركن عشر سنوات أمام تجميد الانجازات المبرمجة من لدن بن علي و ينام أمام تجميد الموارد ان عجزا على إيجاد الحلول او عنوة لإقناع الشعب المسكين، ليس له أية تعلة للنعيق ضد إصلاحات قد تعترضها صعوبات متعددة ..وحده من ينام في انتظار مزيد إنهاك الوطن ذيتحمل المسؤولية التاريخية التي يُنهب بسببها قوت الشعب