جور نار

السعودية… بين عصا التطبيع وجزرة وقف إطلاق النار

نشرت

في

محمد الزمزاري:

اسئلة ملحة تطرح عن زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية إلى السعودية للمرة الثالثة في ظرف لم يتجاوز السنة او اقل…

هذا الوزير الذي صرح مؤخرا انه صهيوني متطرف أكد المرات العديدة أيضا دعمه لما قام ويقوم به الكيان الغاصب على مدى اكثر من سنة… ووصف تقتيل الأطفال و المدنيين وهدم المستشفيات و محاولات التهجير و التجويع بـ”الدفاع عن النفس” فيما ينعت المقاومة بالارهاب… هذا وتدفع الولايات المتحدة بكل انواع الاسلحة المدمرة و تهدي الكيان النازي اخر صيحة من الطائرات لرمي القنابل على آخر ما بقي ومن بقي من غزة… لكن بصفتنا صحفيين و محللي أحداث محاولة لاستشراف بعض الوقائع، نجد ان هذه الزيارة تكتسي أبعادا مختلفة عن زيارات بلينكن السابقة… والتي الحت كل مرة على ضرورة التطبيع بين اسرائيل والسعودية…

اولا لان زيارة وزير الخارجية الأمريكي جاءت إثر الجولة التي أوصلت منذ اكثر من اسبوع وزير خارجية إيران إلى لمملكة وبعض الدول الخليجية الأخرى… ثانيا، زيادة عن “تحييد” سلطات المملكة عن أي ترابط او اتفاقيات مع إيران (التي دعمت الحوثيين وهم كانوا وربما سيستمرون لاحقا في مواجهة السعودية)… أما اهم ما افرزته هذه الزيارة فهو “مزيد الضغط” على الرياض لتسريع التطبيع مع الكيان، ولكن أيضا لاستعمال القواعد الأمريكية المقامة على اراضيها و فتح الأجواء السعودية لمرور الطائرات او الصواريخ لضرب إيران…

خلال هذه الزيارة الاستثنائية كشف بلينكن عن هدفه العاجل وهو ان الوقت “مناسب جدا ” لإرساء علاقات رسمية مع الكيان النازي… ومن يتابع طرق تسويق السياسات الأمريكية، يمكن له ان يستنتج بسهولة ان بلينكن يرغب في جر المملكة وراء الولايات المتحدة واسرائيل لضرب “الشيطان الايراني”… ثم إن العجلة في إعادة هذا الإلحاح اليوم يؤكد ان الرد الصهيوني الأمريكي على إيران، قد ينفذ قبل التوقيت الذي صرح به بايدن، أي 5 نوفمبر.

ورغم ان العاهل السعودي قد وضع شروطا للتطبيع الكامل مع اسرائيل منها إعادة حقوق الفلسطينيين فيما كان بلينكن يعرض حلولا جديدة بـ”ايقاف القتال و رفض احتلال اسرائيل لغزة”.. لم تتسرب اية معلومات عن الاتفاق بين بلينكن و وزير الخارجية السعودي… ومهما يكن من امر حول جر المملكة لـ”التعاون” لدى ضرب إيران فإن الولايات المتحدة و اسرائيل ستقومان باستعمال اية أجواء انطلاقا من القواعد العسكرية او غيرها ..

مرة أخرى قد تكون العاشرة او اكثر من ذلك، يقوم بلينكن بالضغط على السلطة السعودية لأجل “ايجاد فرصة سانحة للتطبيع” لكن هذه المرة مقابل إمكانية ايقاف الحرب بغزة ولينان… كل هذه الأحداث تشير إلى قرب الرد الصهيوني الأمريكي على هجمة إيران… والاكيد ان إمكانية ضرب المفاعل النووي الإيراني اكثر من محتملة رغم التسويق الأمريكي لمقترح اجتناب ذلك …

كيف ستكون طبيعة الرد الإيراني على الرد الذي لم يطبخ إثر أحداث غزة منذ اكثر من سنة، بل هو مترسخ ضمن اكبر أهداف اسرائيل منذ اكثر من عشر سنوات؟… و مستبعد جدا أن يفلت نتنياهو هذه الفرصة التي قد لا تعاد…

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version