جور نار

السياسيون في أوج الهستيريا، و الشعب في قلب “الميزيريا” !

الحكومات هي من صنعهم يمتدحونها متى كانت طوع بنانهم ويرجمونها متى أرادت تحمل مسؤولياتها…

نشرت

في

parlement tunisien

لم يعد المشهد السياسي في تونس في حاجة إلى وصف أو توصيف فالكل يرى و يسمع و يتألم مما يجري ….مشهد تسيطر عليه نزعات الإستحواد والغطرسة و لأجلها استبيحت كل الوسائل ….من سباب وشتائم ودسائس بعضها ظاهر و بعضها خفي … حكومات متعاقبة أرادوها مكبلة مشلولة حتى تظل الدولة تنزف و تسير نحو موت محتوم …

أما ما خفي طيلة هذه السنوات العجاف فقد بدأت ملامحه ترتسم بوضوح أكبر من خلال ما يجري داخل البرلمان وعلى صفحات الفايس بوك الذى تحول الى ساحة وغى وغوغاء

يريدون إعادة البلاد إلى منطقة التناحر المجتمعي الذي استشرى ما بين 2011 و 2013 و أفضى إلى ما أفضى إليه من كوارث ومنزلقات كادت تعصف بالبلاد وتحولها إلى ركام ورماد…

<strong>محمد الواد<strong>

اليوم صرنا نرى العدوانية بعين مجردة لا تحتاج إلى شرح أو تفسير و نسمع ألفاظا موغلة في الوقاحة و الانحطاط بدعوى الحرية وممارسة الديمقراطية و الحقيقة أن النمادج الماثلة أمامنا لا تعبر إلا عن نزعات استبدادية و أغراض اقصائية وحتى تصفوية

و طالما أن مجلس النواب هو مرجع السلط بحسب الدستور و المدافع الأول عن هموم الشعب فإن منطق الاشياء يفترض منه أن يكون مختبرا للإصلاح من مختلف الوجوه…

فاين نحن من كل هذا؟ لا شيء على الإطلاق فكل الشغب و التناحر و الضوضاء لا غاية منها سوى تكريس منطق الغورة و الاستيلاء و ترسيخ عقلية الإقصاء و التخوين و لو بالتنمر و الاستئساد المرضي المقرف…

إن هذه الهستيريا و هذا المجون لم ينجرّ عنهما سوى إحساس عام بأن الطبقة السياسية ببرلمانها و أحزابها و جزء كبير من إعلامها هي أصل البلاء و هي التي فتحت الباب واسعا أمام كل من هب ودب لفرض قانونه عبر الاستقواء على الدولة ومقايضتها بمنطق التحوز و الاستفزاز…

يحدث كل هذا و البلاد تئن تحت وطأة التداين المتعاظم و المؤسسات و الشركات المتهاوية و اتساغ رقعة العاطلين عن العمل وتزايد المنضمين الى قوافل الفقر المدقع…

وحين تسأل رموز البؤس السياسي عن مصير البلاد و العباد يجيبونك بنبرة استعلاء وتعفف منافق: هذا شان الحكومات… طيب أوليست الحكومات هي من صنعهم يمتدحونها متى كانت طوع بنانهم ويرجمونها متى أرادت تحمل مسؤولياتها…

أما الشعب المسكين المغلوب على أمره فبقي صاغرا مذهولا و هو يعاين… الكل يتحدث باسمه ويمارس عليه جميع الأساليب من أجل تقسيمه وتحويله الى كتل متباغضة متناحرة…

أهذه هي تونس؟ أمن أجل هذا انتخبتهم ؟

أبدا، أبدا … فلا هذه تونس التي استأمننا عليها الأجداد ولا هذا ما يريده الشعب … فكفانا هستيريا فالناس لم يجنوا منكم سوى الإنهاك والميزيريا، و لن يرحموكم يوم تعودون لطلب ودهم … و وقتها هيهات

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version