عبد الله البرَدوني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لأنهم من دمهم أبحروا
كالصبح، من توريدهم أسفروا
تكسروا ذات خريف هنا
والآن من أشلائهم، أزهروا
وقبل إعلان الشذى، حدقوا
وعن سداد الرؤية استبصروا
تجمروا في ذكريات الحصى
ومن حنين التربة اخضوضروا
***
هناك رفوا… ههنا أعشبوا
هل تضجر الأمواج كي يضجروا؟
من كل شبر، أبرقوا، أشرقوا
كيف التقى الميلاد والمحشر؟
كيف هموا لوناً، سنى؟ كيف من
تحت الشظايا والحصى أمطروا
***
ماذا يقصّ التل للمنحنى
عنهم، ويروي الحقل والبيدر؟
وكيف تحكي الدار أخبارهم
ويستعيد القصة المهجر؟
***
ناموا شظايا أنجم في الثرى
وقبل إسحار الدجى أسحروا
مؤقتاً غابوا ، لكي يبزغوا
كي يشمسوا، من بعد ما أقمروا
عادوا إلى أعراقهم، أورقوا
منها … ومن أشجارهم أثمروا
***
وقيل : ذابوا ذرة ذرة
والأرض في ذراتهم تكبر …