شعريار

الطريق إلى السيّدة

نشرت

في

أحمد عبد المعطي حجازي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يا عمّ
من أين الطريق ؟
أين طريق ‘ السيّدة ‘؟

أيمن قليلا ، ثمّ أيسر يا بنيّ
قال,, و لم ينظر إليّ
و سرت يا ليل المدينة
أرقرق الآه الحزينة
أجرّ ساقي المجهده
للسيّدة
بلا نقود ، جائع حتّى العياء
بلا رفيق
كأنّني طفل رمته خاطئة
فلم يعره العابرون في الطريق
حتّى الرثاء

إلى رفاق السيّدة
أجرّ ساقي المجهدة
و النور حولي في فرح
قوس قزح
و أحرف مكتوبة نم الضياء
‘ حاتي الجلاء ‘
و بعض ريح هيّن ، بدء خريف
تزيح عقصة مغيّمة
مهمومة
على كتف
من العقيق و الصدف
تهفهف الثوب الشفيف
و فارس شدّ قواما فارغا ، كالمنتصر
ذراعه ، يرتاح في ذراع أنثى ، كالقمر
و في ذراعي سلّة ، فيها ثياب
و الناس يمضون سراعا
لا يحلفون
أشباحهم تمضي تباعا
لا ينظرون

حتّى إذا مرّ الترام
بين الزحام
لا يفزعون
لكنّني أخشى الترام
كلّ غريب ههنا يخشى الترام
و أقبلت سيّارة مجنّحة
كأنّها صدر القدر
تقلّ ناسا يضحكون في صفاء
أسنانهم بيضاء في لون الضياء
رؤوسهم مرنّحة
وجوههم مجلوّة مثل الزهر
كانت بعيدا ، ثمّ مرّت ، واختفت
لعلّها الآن أمام السيّده
و لم أزل أجرّ ساقي المجهده
و الناس حولي ساهمون
لا يعرفون بعضهم.. هذا الكئيب
لعلّه مثلي غريب
أليس مثلي غريب
أليس يعرف الكلام ؟
يقول لي.. حتّى.. سلام

يا للصديق
يكاد يلعن الطريق
ما وجهته ؟
ما قصّته ؟
لو كان في جيبي نقود
لا. لن أعود
لا لن أعود ثانيا بلا نقود
يا قاهرة
أيا قبابا متخمات قاعدة
أنا هنا لا شيء ، كالموتى ، كرؤيا عابرة
أجرّ ساقي المجهدة
للسيّده
للسيّده

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version