الطّريقُ المؤدّي إليكِ عصيٌّ و منحدرٌ…
جانباه يغطّيهما الخوفُ و الشّوكُ و الانحناءْ
و المزالقُ فيه و فيه الكمائنُ…
قرّرتُ أنْ أُسرجَ القلبَ، أجعلَ نبضي شراعًا
و أُنبتَ للشّوقِ ريشًا
فأُسريَ برًّا و بحرًا و جوًّا إليكِ…
كما يحمِلُ الغيمُ ماءْ
و لأنّ الطّريقُ المؤدّي إليكِ
عصيٌّ و منفردُ…إذ يمرُّ على عتباتِ اللّيالي
فإنْ لم تُضيءْ نبضاتي الدّجى
فسيلفظني الكونُ… أذهبُ طيَّ الفناءْ
و لأنّ الطّريقُ عصيٌّ
يعلّمني اللّيلُ أنّ النجومَ
حروفٌ يخُطُّ بها العاشقون تراتيلَهم في كتابِ السّماءْ
و المجرّةَ نبعُ حياةٍ وماءْ
و الحصانَ المجنّحَ يأتي البحيرةَ… يزرعُ فيها الضّياءْ
و الإلهَ يغادرُ عرشَه في نشوةٍ ليطلَّ على الحالمينَ
فينشد شعرًا و يرقصُ سكرًا كأنّ بداخلهِ النّورَ يعزفُ لحنًا
فيغفو الزّمانُ و يَغرقُ في الصّمتِ حتّى الرَّواءْ
………………
ها أنا في طريقي إليكِ دجًى،
و لأنّ الطريقَ عصيٌّ…
خلعتُ الحذاءَ… فبئس الطريقُ بدونِ دماءْ !