العريضة تجاوزت النصاب المطلوب … لكن هل سنغير بردعة الحمار بأخرى؟
نشرت
قبل 4 سنوات
في
وصل النصاب المتعلق بسحب الثقة من رئيس البرلمان الى اكثر من العدد المطلوب ( 109) بعد ان انضم عدد من نواب قلب تونس او بالاحرى عبروا عن انضمامهم للقائمة لكن المشكلة الان تكمن في لعبة التجاذب و شد الحبل بين اعضاء المجلس المطالبين بسحب الثقة من الغنوشي و ذلك ابتداء من الاسابيع القادمة او قبلها من التاريخ الاسود لمجلس اتسم بالصراعات و التكفير و الاحكام بمكيالين و تلاعبت فيه البلطجة و الاعتداءات، وخنافيس الفول و جرذان الخنادق ..
شد الحبل يبدو انه يفوق طاقة احتماله و قد ينفلت و يتسبب في انسحاب بعض الاعضاء ..فلكل مرشحه لخلافة الغنوشي المدحور ..لكن من يا ترى سيحلحل عمل و اجواء البرلمان و يرتقي بمستواه الذي ينعت بكل النعوت الى مستوى مجلس نواب يفرض النظام و العدل و ابدال الصورة الدهماء بصورة اقل تلوثا؟ ام ان البعض يسعون لإبدال جبة الغنوشي بـ “هركة” افغانية اخرى؟…هل ان التحاق جماعة قلب تونس بقائمة سحب الثقة من الغنوشي يدخل في صلب خطة مسبقة لتعويض شيخ منبوذ بشيطان سيستعاذ بالله منه؟ هذا ما سيفصح عنه الايام او حتى الساعات القادمة ..
يذكر أن البرلمان التونسي الذي أحيت تونس منذ أسبوع الذكرى 83 للمظاهرات التي استشهد فيها و أصيب و اعتُقل عشرات الوطنيين المطالبين به و بحكومة ولاؤها و انتماؤها للوطن … يذكر أن هذا البرلمان في نسخته الجديدة أدار ظهره كليا لمشاكل البلاد و شواغل المواطن المتعلقة بالشغل و الحرية و الكرامة الوطنية … و عزل نفسه عن مجزرة الكوفيد التي تفتك بأعداد مهولة من بني جلدتنا، و تنتشر بشكل مهول في مناطق بكاملها صارت محاصرة … بل أن البلاد كلها في طريقها إلى حصار شامل بعد مقاطعة عديد البلدان (و آخرها الولايات المتحدة) للوجهة التونسية كبؤرة عدوى من الخطورة الاقتراب منها … فضلا عن وضع اقتصادي كارثي يدفع فاتورته عموم المواطنين و خاصة الفئات الهشة و على رأسها المتقاعدون الذين يتم نهبهم بانتظام …
هذا البرلمان الذي من المفترض أنه انتُخب ليعبّر عن طموحات الشعب و يحلّ مشاكله و يذود بشراسة عن مصالحه … تحوّل بدوره إلى جزء من المشكل، بل إلى مشكلة المشاكل و إلى قاعدة استعمار و نهب و صراعات فوقية لا تعني المواطن في شيء … بل إلى عقبة و مضيعة للوقت و إهدار للمال العام، إن لم نقل وكرا للتآمر على البلاد و تسليمها جملة و تفصيلا للقوى الأجنبية و عملائها من قوى الكمبرادور المحلي …