ويل للمترشحين، الذين إذا خطبُوا في الناس يكذبُون، وإذا صرخوا للُعَابهم ينثُرون، وإذا أكَلوا لا يَشْبعُون، والثمنَ لا يدفعُون، وإذا وعدوا لعُهُودهم يتنكّرون، ألا يعلم هؤلاء أنهم مُنْتَخَبون، ومن الشعب مُختَارون، في انتخابات قد لا يصل عدد اصواتها المليون…
يوم ينام الناس في بيوتهم ولصناديق الاقتراع، صباحا، مساء لا يذهبون، كلا إنهم لا يُدركون، أن النواب لا دور لهم، ولا وزن، ولا سلطة، ولا هم يحكمون، في نظام دستوره غير مضمون، لا أحزاب فيه ولا حركات، ولا كتل نيابية ولا هم يتكتلون، ويل يومئذ للناخبين، الذين إذا ذهبوا للصناديق للأسماء لا يقرؤون، فإذا انتخبوا، الأغبياء والحمقى يختارون، وإذا نصحتهم، لنصيحتك يرفضون، ولأقوالك يكذّبون، وبأبشع الأوصاف اياك ينعتون، وبالطوب لبيتك يقذفُون، أولئك في الجهالة يسبحُون، وفي غيّهم يَعْمهُون…
ألا يُدْركُون أن من اختاروهم للمجلس، لهم ولمن انتخبهم يخدعُون، فهم عن مصالحهم ومصالح أقاربهم، فقط يبحثُون، وعن عُهُودهم ووعُودهم سينقلبُون، وهم عمّن سبقهم لا يختلفُون، وللفوضى والرداءة يعشقون، ثم إنهم للكفاءة يفتقرون، وللخطابة لا يتقنون، فهم من الأتباع مُختارون، ومن بعض ولاة جهاتهم مقرّبون…
أيها الناس، اعلموا أن من ستختارونهم، لمصالح مولاهم يخدمون، وله أعلنوا البيعة والولاء، وبأوامره يأتمرون، فماذا تنتظرون، من نواب لوعودهم سيتنكرون، ولن ينجزوا لكم شيئا مما تطلبون، وتنتظرون، فالوزراء لهم لا يستمعون، ولا يهاتفُونهُم ولا حتى يلتفتُون، ولأوامرهم لا يمتثلون، فهم نواب لا قدرة لهم ولا ينفعون، لهم مهمّة واحدة، أيديهم للموافقة لما يطلبه مولاهم يرفعون، وعقيرتهم بالصراخ حين يلتقونكم يرفعُون، وألف حجّة وتبرير على مسامعكم يسردُون، حين تذكّرُونهم بما وعدُوكُم به وما منهم تنتظرون …
حتى المدراء بهم لا يأبهون، ولما يطلبونه لا ينتبهون، ولمقابلتهم يرفضون، فعن أي نواب تتحدّثون؟ عمّن ستنتخبون، أم عن العشرة النواب المبشّرين بالمقاعد دون منافسة ولا هم في حملاتهم يخطبون، وللــ”كابوسان” أسوة بمولاهم يشربون، ولسيجارتهم يلثمون…فويل…ثم ويل…ثم ويل لكم يوم على كراسيهم يجلسون… ويوم بداء النسيان يصابون …وحين تلتقونهم لا يأبهون…وإلى وجوهكم لا ينظرون…
أفلا تعقلون أنهم لا يعبدون ما تعبدون…وأنهم كانوا فقط لأصواتكم يراودون…