جور نار

العميد منصور الشِفّي.. الرجل المتفرّد

نشرت

في

فٌجِعت الأوساط الحقوقية يوم امس الأحد 22 نوفمبر  بوفاة عميد المحامين السابق الأستاذ منصور الشفّي الذي وافاه الأجل المحتوم إثر صراع مرير مع المرض. 

<strong>محمد الهادي البديري<strong>

الأستاذ الشفّي رجل بأتمّ معنى الكلمة، مارسَ مهنة المحاماة بشرف ودافع عن القضايا العادلة ببسالة وإقتدار ولم يَخشَ في الحق لومة لائم ولا سطوة حاكم. لن أنسى ما حيِيتُ اليوم الذي فاجأني فيه العميد سي منصور عندما جاء إلى مقر الجريدة التي كنتُ أعمل بها وأعلمني بأنه سيترافعُ عنّي مجانا في القضية التي رفعتها سفارة سوريا بتونس ضدّ الجريدة التي كنت اعمل بها  بسبب الإفتتاحية التي كُنتُ قد حرّرتُها ضد الرئيس السٌوري حافظ الأسد (والد بشّار الاسد) في جريدة “الأيام”.

بعدها بأشهر صادف أن كنتُ مع صديقي الصحفي المرحوم الناصر الرابعي من دار “الأنوار” في المحكمة الابتدائية بتونس لتغطية محاكمة ثامر عاشور ابن الزعيم النقابي الحبيب عاشور، و كان العميد منصور الشفي ينوبه صحبة مجموعة من المحامين و طلب من رئيس الجلسة القاضي الطيب بن عبيد التأخير للاطلاع و إعداد وسائل الدفاع … ولكنّ القاضي أجاب بأن الملف جاهز ولا موجب للتأخير.أجاب العميد : “اذا كانت المحكمة ترغب في الحكم فلها ذلك اما المحامين فليسوا “عسكر كرذونة” و لابد أن يقوموا بواجبهم كما يرغبون” ، و غادر الجلسة منسحبا صحبة كل المحامين … مِمّا أجبرَ هيئة المحكمة على تأخير القضية لتمكين المحامين من الاطلاع علی الملف و الترافع.

و لقد شاع ذكر العميد الشِفّي في كل المحافل حتى غدا اسمه عنوانا للدفاع عن الحق و وقوفا ضدّ الظلمِ … رحمك الله سيدي العميد منصور الشفي و ألهَم بطيبِ ذِكراك  المحاماة و القضاء حتى يكونا في صفّ الشعبِ المنهكِ.

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version