طبقا لمعلومات صادرة عن المخابرات الجزائرية التي مد بها الضابط القسنطيني زميله التونسي “حسان” والذي ارسل “فلاش” سريع للادارة الاستعلامات، انطلق المحافظ أعلى بالمخابرات التونسية “مراد”ومساعداه سامي و خالد يراقبون عن كثب تحركات الجاسوس الخطير “اندرسن” الاسترالي الجنسية …
يلاحظون في البداية ان هذا العميل كان مرفوقا بامراة جميلة لم يتبين مراد ان كانت جمعتهما الصدفة أم هي “متعاونة ” من معارفه القديمة .. الجاسوس اندرسن يودع تلك المرأة بانحناءة مهذبة وهو يقف من كرسيه بالمقهى القريب من المساحة التجارية بـ”لافايات” . بعد لحظات قليلة يتقدم منه احد ضباط المخابرات الفرنسية وهو رجل في الخامسة و الاربعين تقريبا طويل الشعر أسوده ومعروف لدى مراد . يتظاهر العميل الفرنسي باقتناء جريدة كبيرة الصفحات باللغة الفرنسية من الكشك القريب، ثم يسلم لفة من الاوراق النقدية من وراء جريدته الى “اندرسن” قبل ان يتصافحا ويفترقا. و يتتبع خالد العميل الفرنسي ..
تابع سامي المرأة التي دلفت الى شقة بالطابق الثاني بنهج الكويت …. عاد اندرسن الى كرسيه بالمقهى فيما جلس قبالته بعيدا المحافظ أعلى “مراد” …بعد إجراء اتصالات مع قائد الفريق مراد دق الضابط أول سامي باب الشقة عدد 12 واضعا يده على ثقب منظار الباب وممسكا بمسدسه …في هذه اللحظة يفتح أحد الاجوار باب شقته المقابلة فيدعوه سامي الى الدخول مشيرا له بأنه ضابط امن ..يطبق الرجل باب شقته ..يدق سامي الباب مجددا باكثر وقعا فتجيب امراة من داخل الشقة دون فتح الباب
المرأة: من؟ من هنا ؟ من انت؟
الضابط سامي: هذا صديق ..افتحي الباب
المرأة : لن أفتح. ..زوجي ليس هنا
الضابط سامي: شرطة ! افتحي الباب حالا قبل خلعه فوق راسك ..
(..تفتح المرأة الباب في هلع وخوف واضحين. يدعوها الضابط الى رفع يديها ..يتفحصها ثم يلقي نظرة عامة على غرفتي الشقة بحذر ويفتح باب المطبخ و بيت الحمام ..يطالب المرأة ببطاقة التعريف فتسرع مرتعشة بمدها من حافظتها … يخطف سامي الحافظة و يفرغها على طاولة صغيرة
الضابط سامي: اذن أنت سلوى الزيدي المولودة سنة. 1986 بتونس و القاطنة بحي النوار؟ كنا نبحث عنك منذ مدة …
المرأة: سلوى نعم سيدي سلوى
(يستطرد الضابط) : لماذا اذن أنت هنا؟ في هذه الشقة ماذا تفعلين؟
سلوى : لتنظيفها سيدي …لا اكثر .
الضابط سامي : لا تحاولي الكذب حتى لا اضطر لإيقافك بتهمة ممارسة البغاء يا مدام ..!
سلوى : هل ضبطتني بشيء ما ؟ أنا هنا لتنظيف الشقة لا اكثر وليس معي اي أحد …
الضابط سامي: هههه سنرى ذلك بسرعة ….(يمسك ببطاقة تعريف المرأة يتظاهر باستعمال الهاتف للتمويه .. ينقره لحظات متفحصا بطاقة التعريف) ثم يصيح: كنت موقوفة بسجن منوبة بتهمة البغاء السري مرتين على الأقل
سلوى: لا لا سيدي، الحقيقة مرة واحدة “جرّت عليّ” إحدى الصديقات
الضابط سامي: طيب لا تعيدي معي الكذب و إلا فسأعيدك للسجن
…. (“يصمت سامي قليلا ثم يدفع بالسرير ..كأنه يبحث عن شيء ثم يلتقط رباطات شعر و”واقي ذكور” . ..
و يضيف: ماهذا اذن يا سلوى؟ ..
سلوى: ساقول لك الحق يا سيدي
الضابط سامي: طيب .سنرى ذلك ..أه نسيت. ماذا عن الرجل الاجنبي البدين الذي كنت برفقته منذ نصف ساعة في بهو المساحة التجارية؟
سلوى: غازلني في قاعة الشاي ووعدني بأنه سيهتم بي . قال ان اسمه “جورج” وان له معارف كثيرين و سيساعدني على ايجاد شغل في معمل فرنسي بضاحية مقرين
الضابط سامي: لقد كذب عليك. أسمه ليس جورج نحن نعرفه ..ثم ماذا واصلي؟
سلوى: مدني بخمسين دينارا ..قال لي انها تسبقة فقط
الضابط سامي: واصلي، لا تتركي أية تفاصيل
سلوى (تحني راسها خجلة): حددت له موعدا في نفس المكان الذي التقيته فيه ثم أجيء به الى هذه الشقة
الضابط سامي: حسنا و متى هذا الموعد الغرامي؟
سلوى: الثانية ظهرا … اقسم اني لا أقول إلا الحق ارجوك سامحني سيدي من اجل ابنائي ..انهم جياع و اني اقوم بهذا لاجلهم فقط . الولد الأكبر انقطع عن الدراسة ومدمن مخدرات، والدهم طليقي مدمن ايضا، خمرا و مخدرات لا يلتزم بواجباته ولا يدفع النفقة بعد طلاقنا .. هو الآن في سجن المرناقية منذ اكثر من شهرين. يمكنكم التثبت من اقوالي
(تحاول فتح ازرار ثوبها من على صدرها الناهد): سيدي. افعل معي ما تريد . لا احتمل الذهاب مرة أخرى للسجن
الضابط سامي: كفى كفى مدام سلوى .. لست مطالبة بشيء غير التصرف بصورة عادية …عليك بجلب الاجنبي الى هنا وكان شيئا لم يكن …حذار ان ترتكبي أية حماقة أو تتفوهي بكلمة واحدة والا فإني أعدك باعادتك إلى السجن . …
ـ(الحلقة القادمة : “العميل اندرسن يسقط في الفخ”) ـ