وهْجُ نار

الفاروق جاء ليزرع الأرض عدلا …ولم يأت ليزرع الأرض حقدا

نشرت

في

منذ ثلاث سنوات وهذا الشعب ينتظر إنجازا واحدا لوعد واحد…ومع كل حدث يخرج علينا أنصار ساكن قرطاج يفاخرون بما سيأتيه غدا سيدهم…ننتظر ما يأتيه…فيأتي الغد ولا شيء مما وعدوا به فيه …منذ ثلاث سنوات وهذا الشعب ينتظر حلا لمشاكله…طال الأجل… ولم يأت الحل… وضاع الأمل في زحام هذه الفوضى التي نعيش منذ وصول ساكن قرطاج إلى كرسي قرطاج…

<strong>محمد الأطرش<strong>

منذ ثلاث سنوات ونحن نستمع إلى نفس الخطاب…نفس الأغنية…نفس المقام…نفس النشاز…نفس التهديدات…نفس الاتهامات…نفس المعنيين بالاتهامات…ونفس الوعيد… منذ ثلاث سنوات ونحن نشاهد نفس الملامح …نفس الغضب …نفس التشنّج … منذ ثلاث سنوات …والابحاث تجري هنا وهناك…اتهامات لهذا…ومنع سفر لذاك…وإقامة جبرية للآخر…ولا شيء تغيّر في حياة هذا الشعب… منذ ثلاث سنوات وساكن قرطاج يتحدث عن الاحتكار…ولم نر شيئا من الاحتكار…

منذ ثلاث سنوات وساكن قرطاج يتحدث عن الفساد ولم نر فسادا… منذ ثلاث سنوات وساكن قرطاج يتحدث عن خروج من الأزمة … ولم نخرج مما نحن فيه… منذ ثلاث سنوات…وساكن قرطاج يتّهم خصومه بكل جرائم العالم…ولا شيء ثبت عن جرائمهم…ولم نر دليلا واحدا يورطهم في ما قيل عنهم وما اتهموا به… منذ ثلاث سنوات ونحن ننتظر حلا للعاطلين…فزاد عددهم ومات المئات منهم بحرا…وهرب الآلاف منهم جوا وبرا …ولا أحد من العاطلين وجد شغلا…قال بعضهم أن الفاروق جاء ليزرع الأرض عدلا…فلم نر عدلا…ولا زرعا…فقط رأينا من يزرع الأرض حقدا…ولم نر الفاروق أصلا…

منذ ثلاث سنوات وأنصاره يفاخرون بوطن سيصبح حقلا من الورود…فلم نر حقلا ولم نر ورودا …فالورود ذبلت…وملأت رائحة النفايات الأرض وخنقت من عليها…منذ ثلاث سنوات وأنصار ساكن قرطاج يعدوننا بمستقبل أفضل…لنا…ولأبنائنا…وأجيالنا القادمة…فلم يتقدّم بنا الزمان…ولم يمض خطوة واحدة إلى الأمام…وكأن ساكن قرطاج وجمعه يشدّونه إلى خلف…فلم نر مستقبلا…ولم نعش حاضرا…فقط رأينا ماضينا جاثما على ركبتيه يبكي حاضرنا…ويتألم لمستقبلنا…فساكن قرطاج لم يلتفت يوما لحاضرنا…ولم يفكّر لحظة في مستقبلنا…فقط كان همّه الوحيد، ولا يزال محاكمة ماضينا الذي لم يكن فيه، رغم أنه منه…

منذ ثلاث سنوات وأنصار الرئيس في كل مكان يدافعون عن عدم الكفاءة…يبررون فشل سيدهم وحكمه بأنه ليس مسؤولا عما يجري، فالرئيس حسب زعمهم ورث دولة مثقلة بالفساد والخراب…ويتهمون كل ناقدي الرئيس وحكمه بالحقد والتآمر والحسد…منذ ثلاث سنوات وساكن قرطاج لم يدرك أن الكفاءة الحقيقية تعنى النجاح في إدارة الأزمات والقدرة على تقديم مبادرات…وإدارة الأزمات لا يكون بالانتقام والثأر وتصفية الحسابات بل يكون باليد الممدودة…للجميع…

منذ ثلاث سنوات والشعب ينتظر أن يقدّم له الساكن الجديد لقصر قرطاج ساسة يسعون إلى بناء مؤسسات حديثة… ويبدعون في إعمار وإدارة شؤون البلاد أكثر من إبداعهم في فنون الكلام والهراء والخطب الجوفاء…والتصرفات الرعناء…والكثير من الغباء…منذ ثلاث سنوات ونحن ننتظر حلاّ لهذا الفشل المخجل والمعيب لوطن بدأ يهرب من جحيمه خيرة شبابه…ووقود مستقبله…

منذ ثلاث سنوات وأنا أمرّ أمام دكّان عمّ صالح “الفحّام” ومنذ ثلاث سنوات وأنا استمع إلى نفس الأغنية في نفس التوقيت…اليوم مات “عم صالح”…ونفس الأغنية تنبعث من مذياع بحانوته…”سلمتك بيد الله…”…

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version