دراما نار

الفخ وسقوط المتطرف

نشرت

في

رأينا خلال الحلقة الماضية كيف عاد المحافظ حسان الى شقته بشارع باريس محبطا و غاضبا من تذبذب القرار متسائلا هل أن في الأمر خيانة ما .. وحال وصوله الى منزله بجد زوجته ريم غاضبة ايضا بسبب تكرر عودته متاخرا، و كذلك بسبب تخوفاتها من وجود شخص كان يدق الباب اثار ريبتها و ذعرها في ظروف خطرة تمرّ بها البلاد

<strong>محمد الزمزاري<strong>

حاول حسان تهدئة ريم لكنه في ذات الوقت طلب من زميله الضابط عماد ان يرسل حراسة إلى العمارة لفرض مزيد من الحيطة ..

الضابط عماد: قلي كوميسار حسان؟ هل انك متاكد ان لا أحد بالعمارة ونقاط البيع المحيطة يعرفك بصفتك الامنية؟

حسان: لا، لا أبدا. أنا معروف كـ”استاذ'” و أحمل جل اوقاتي للمحفظة العجوز بكتبها ! .. (يضحك ثم يضيف): هناك أحد الاجوار طلب مني إن كان بامكاني ان أتدبر له كتاب نجيب محفوظ “,بين القصرين” المفقود بالمكتبات.

الضابط عماد: هههه أكيد أن الأمر كلفك البحث عنه !

حسان: وجدته لدى أحد الأصدقاء الادباء المترددين على دار الثقافة “ابن رشيق” القريبة ..و اهديته إلى جاري.

الضابط عماد: يالك من كريم شهم .. عذرا حسان يجب ان اتركك الآن فلديّ مهمة دقيقة ..لكن كن مطمئنا سأتولى أمر الزائر الثقيل …ههه عليك يجلب سبّاك حقيقي لاصلاح عطب الحمام و طمانة زوجتك.

(ينهي حسان المكالمة ويدلف لمطعم قريب لاقتناء “بيتزا ” للعشاء مع زوجته، متفحصا من حين لآخر وجوه المارة حول مبنى العمارة التي يقطن بها)

بعد ساعة من ذلك وامام باب العمارة يقبع ماسح الأحذية الذي لم يكن إلا المفتش “أنيس” بينما استقر الضابط محمود على السلّم ببهو نفس العمارة بزي عون كهرباء يتفحص العدادات من حين لاخر للتمويه، ويتابع حركة الدخول و الخروج …

رجل قصير يمر أمامه فيتبعه محمود حتى الطابق الأول لكن الرجل يفتح باب شقته و يدخلها … تمر امراة بدينة أمام محمود وتحملق فيه و هو يفحص العدادات ثم تشكو ارتفاع فواتير الكهرباء لحد لا يطاق … على إثر ذلك يمر شاب ملتح يناهز الثلاثين من العمر فيرمق محمود ويتابع الصعود إلى حد الطابق الثالث حيث يسكن حسان ..يقف الزائر امام باب الشقة هنيهة ثم يلتفت يمنة ويسرة .وهنا يشير محمود لزميله انيس بالالتحاق ليتم القبض على الشاب المشبوه بعد صراع قصير و محاولته الإفلات.

المفتش انيس: بطاقة التعريف ..شرطة …

الشاب الملتحي: سيّبوني، سيبوني … واقف على روحي اشنوّة عملت؟

المفتش انيس: ما تسمعش؟ هات بطاقة التعريف!

الشاب: معنديش بطاقة … نبدل فيها في المركز ياخي تحرق البارح .

انيس: ورأس امك اليوم لاني مسيبك

(يضع الضابط محمود طوق الحديد حول معصميْ الشاب، بيننا يمرر المفتش انيس يديه حول جسمه ليسحب حافظته الحاملة بطاقة تعريف وكارت بنكية و صورة لفتاة منقبة بالإضافة إلى مبلغ مالي بخمسين دينارا .. و وصل تبرع لفائدة بناء جامع التوبة ..كما يكشف لديه سكينا وانبوب غاز مشل للحركة).

يمسك الضابط محمود الشاب بكل قوة ويقتاده بينما كان هذا يصيح : اتركوني اتركوني يا طواغيت

المفتش “انيس”: من منا الطاغوت يا حثالة ..قل لي ماذا تفعل هنا؟

الشاب: ماذا افعل؟ اني أبحث عن صديق مقيم بهذه العمارة على ما أظن!

أنيس: ههه على ما أظن! …وماذا تفعل بالسكين و انبوب الغاز المشل للاعصاب؟

الشاب: لحمايتي ..الوضع خطير بالبلاد ..يحسن بكم معاملتي بلطف وتركي حالا .. فإن غدا لناظره قريب

الضابط محمود: ههه ..ستقول كل ذلك لفرقة مقاومة الارهاب (ثم يضيف غاضبا جدا): تخزر ؟ وربي العظيم إلاّ ما نوريك الساعة الي فكرت فيها في الاعتداء على أسيادك اللي يحميو في البلاد … نعرفوه اشكون اللي وراك يا وبش !!! و منين جايبها الخمسين دينار؟ …و راس امك الزنوس اللي وراك ما عندهم وين يوصلو .. طال الزمان أم قصر …

ـ يتبع ـ

(الحلقة القادمة: اخر اجتماع بالطابق الثالث قبل “تسفير” بن علي)

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version