… هو مثل شعبي مفاده انّ بعض القطط بارعة جدّا في القفز ولكن تعوزها الكفاءة في الاصطياد …اليس هذا هو حال جلّ من حكمونا منذ 2011 … منذ بداية خروجهم من الجحور وحتى يوم الناس هذا تسمع جعجعة ولا ترى طحنا ..رغم طحين قطعانهم لهم _و طحين هنا بالمعنى العامي للكلمة _ …
المتتبّع لاوضاع تونس وعلى كلّ المستويات وبعقل واع وطني مخلص يدرك وبالاجماع انّ هؤلاء فشلوا فشلا ذريعا حتّى في المحافظة على مكتسبات تونس قبل 14 جانفي فما بالكم بإضافة مكتسبات جديدة بدل قيادتها الى هاوية الافلاس … فقط النزيه من يعترف بذلك ..وها نحن ننتظر نزيها واحدا من تلك الطبقة السياسية يخرج علينا ان لم يكن في المنابر الاعلامية التقليدية _ اذاعة وتلفزة _ ففي منصات التواصل ليقول _ اعتذر لشعبي العزيز لتونس العزيزة عن مساهمتي في الفشل الذريع طوال عشر سنوات من كبّان السّعد …
هل رايتم او سمعتم واحدا منهم _ يرجع عليه اصلو ويقرّ بمساهمته في سنوات الجمر .. حتّى وان فعلوا فما كان ذلك اعترافا صريحا شفافا دون ولكن … تبّا لـ “ولكن” هذه … والغريب انهم مازالوا مصرّين على الظهور اعلاميا والاغرب تلك القنوات التي تفسح لهم مجال هذا الظهور ..هم مواطنون تونسيون نعم ولهم نفس حقوق التونسين للتعبير عن مواقفهم نعم …ولكن اوّلا لاحقّ لايّ كان ومن ايّ لون سياسي في حقّ التعبير ان ثبت انتماؤه لاجندة خارجية ..تلك الشريحة والاصحّ أولئك الرهوط هم خونة لبلدهم ولا حقّ للخونة في حقوق بلدهم ..
ثانيا وكما اسلفت ..الفاشل وبعيدا عن المذنبين، عليه اوّلا ان يُقرّ بفشله ثمّ عليه الاعتذار … رغم انّ المنطق السليم يقول لو كانت به ذرّة حياء عليه ان يختفي لسنوات عن المشهد السياسي وعن المشهد الاعلامي كعقاب ذاتي عمّا اقترف من مصائب في حقّ تونس .وكما الجاهل لا يُعذر بجهله فالفاشل لا ُيعذر بفشله … الواقع المزري و “المرزي” يقول انّ هؤلاء الفاشلين مازالوا يكابرون ويوهمون انفسهم بانّهم جزء من المشهد ..وانّ المشهد لا يكتمل الّا بهم ..والانكى انّهم يطالبون بحقّهم في الحوار الوطني ..وفي حقّهم المشروع في مناقشة القرارات والمراسيم ..
اليسوا هم من جينات القطط التي صحّ فيها القول _ القفز وقلّة الصيادة _ ؟ هم لم يفهموا يوما هذا ولم يفهموا بعذ انّ جزءا هاما وكبيرا من الشعب بعد تنامي وعيه قفز بهم ولن يكونوا في قائمة مركاتو ما بعد 25 جويلية … وحتّى لو فرضنا جدلا تراجع سلطان الامر 117 عن وعده بلا عودة لما قبل 25 جويلية …فإن الشعب الذي يريد وبمفهومي الخاص وتقديري الخاص سيقفز حتّى بصاحب الامر 117 في حالة التراجع تلك ….
من هذه الزاوية فقط اعيد ما قاله الكبير حشّاد _ احبّك يا شعب …