منبـ ... نار

المحاباة، أو الوجه الآخر الفساد

نشرت

في

متغيرات كثيرة عرفتها بلادنا ظهرت منذ الاستقلال و شهدت توسعا خلال القرن الحالي، لا سيما إثر انتفاضة 2011. متغيرات عديدة المفاهيم لفحوى حريات التعبير و الصحافة و الحريات الفردية. كما طغت مظاهر الفساد الذي عرف توسعا كبيرا بسبب سلطة ضعيفة لم تكن اتجاهاتها اصلاحية قدر ما كانت ترغب في رسم منظومة لبقائها …

<strong>رتيبة محمد سليم<strong>

نتناول في هذه الكلمات احد وجوه الفساد المتفشي في وطننا قبل و بعد الانتفاضة، غير ان المستجدات التي عرفتها تونس منذ 2011 قد خلقت اجواء مساعدة لتفاقم هذه الظواهر السلبية و منها البيروقراطية و الفساد المالي و التهريب و التهرب الضريبي و الإرهاب و المخدرات و أيضا المحاباة و الولاءات …فعلا، فظاهرة المحاباة مثلها مثل الانواع الاخرى من الفساد طالت عديد القطاعات العمومية والخاصة و حتى القطاع الثقافي الذي كان من المفروض ان يكون نقيا من هكذا شوائب.

لعل العديد من المبدعين و المثقفين عاشوا حالات من الاحباط بسبب المحاباة أو الزبونيات في تحديد قيمة الأعمال الفنية أو الابداعات الادبية أو السينمائية. و قد أثر ذلك على نزاهة المسابقات و مقاييس الاختيار و الدعم الرسمي سواء في المسرح أو السينما أو الموسيقى أو الفنون التشكيلية و غيرها من ميادين الثقافة، الشيء الذي يكتسي خطورة كبيرة على مستقبل دورة الابداع بالبلاد وتقدم القطاع الثقافي بكل مرتكزاته …

ويمكن الإشارة الى ان القطاع الثقافي قد عرف على مدى السنوات الماضية اهمالا على مستوى دعم المشاريع المقدمة من مسرح و ادب و سينما بسبب هزالة ميزانية هذه الوزارة. و لم يكف هذا، فإذا بجهود المبدعين تواجه مطبات الولاءات و المحاباة المحسوسة من حين لاخر أثناء المنتديات أو التظاهرات الثقافية المتعددة تعدد الأمثلة على فسادها، و بقي الحقل الثقافي بين مطرقة السلطة و سندان المسؤولين عن سير التظاهرات والنشاطات الثقافية في دور الثقافة و المسارح و مختلف فضاءات العروض …

الثقافة قطاع لايقل اهمية عن أي قطاع حيوي بالبلاد إن لم يكن أهمها في نظر عديدين … غير أنه يصبح خطرا على الجميع إذا نخره الفساد و نفوذ اللوبيات و المحسوبيات و الصداقات على حساب الجدارة و العمل الأصيل.

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version