جور نار

المحصلات الجديدة المحتملة بعد ملحمة 7 أكتوبر

نشرت

في

حرب غزة: لماذا استغرقت إسرائيل وقتا طويلا للتعامل مع هجوم "طوفان الأقصى"  لحركة حماس؟ - BBC News عربي

منذ عشرات السنين و قطاع غزة يخضع لشتى ضروب التقتيل و الحصار … كما تم اصطياد قيادات فلسطين داخل الأرض الفلسطينية او خارجها وحرق المباني وتقتيل الأطفال و ملء السجون الإسرائيلية حتى بالنساء و الأطفال ..

<strong>محمد الزمزاري<strong>

وقد نجحت سابقا المخابرات الصهيونية من الموساد خاصة إلى الشاباك إلى المخابرات العسكرية، في تأسيس بؤر مخبرين و جواسيس مكنتهم من تصفية عدد غير قليل من القيادات بشتى الطرق ..غير أنه ورغم ان الحصار المضروب كان كبيرا ومسلحا بأسيجة حائطية و حديدية فإن الفلسطينيين في قطاع غزة تمكنوا من كسر الحصار بشتى الطرق و فرضوا مناوشات بالصواريخ البدائية اول الأمر… لكن وضعية الحصار و التنكيل لم تمس من معنويات سكان القطاع، غكس الهلع الذي يعرفه المحتلّون والمستوطنون لأقل ضربة، فما بالك بجحافل الأموات و الأسرى التي تكبّدها مؤخرا نظام الصهيونية النازية اليمينية المتطرفة.

لقد مرت سنوات يظللها الهدوء بإستثناء بعض الصواريخ التقليدية كما ذكرنا ..هدوء أوهم بعض وسائل الإعلام بانتهاء قضية الشعب المغتصَب واستكانته ورضوخه لأمر صار واقعا .. لكن المفاجأة حصلت اخر الاسبوع الماضي و هزت الكيان الغاصب لتدفن صورة “الجيش العتيد الذي لا يقهر” وهي صورة كرّسها انتفاخه بنكسة 67 رغم اهتزازها بعض الشيء بفضل استبسال الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، والتي لم ينجُ منها العدوّ إلا بفضل مساعدة القوات الغربية وخاصة الأمريكية، وتخاذل القيادة السياسية وأنور السادات..

عودة إلى حصيلة الهجوم الاخير ضد العدو الاسرائيلي، فأولا كانت ضربة قاتلة لمعنويات الجندي الصهيوني، و ثانيا فضحت فشلا فادحا على مستوى العمل المخابراتي رغم الرقعة الصغيرة لقطاع غزة المحاصر …كما أن تحرك الجيش الصهيوني والطيران كانا بطيئين جدا حسب رأي المحللين العسكريين …. وقد يكون ذلك أيضا بسبب قوة المفاجأة و قدرة منفذي الهجوم التي تميزت بالحرفية و دقة الانتشار و السرعة … وهي لعمري عملية عسكرية عالية الإتقان والنتائج بعد ان ذكرت اخر احصاءات وصول قتلى الصهاينة إلى 1000 وينتظر انيرتفع العدد إلى 1300 مع الالاف من المصابين …

إن محصلة هذه العملية الأقرب بوصفها عسكرية اكثر منها فدائية باعتبار انها فرضت على العدو عددا كبيرا من نقاط المواجهة … كما أسفر الهجوم عن عدد كبير من الأسرى استشرافا لابدالهم لاحقا بعدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين بسجون العدو… ان خيبة وقد حاولت حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة مداراة هزيمتها عبر تقتيل المدنيين بقطاع غزة … كما عمدت إلى هدم البيوت كما جرت العادة كل مرة مع عنف اكبر وقطع للكهرباء و الماء و المعاش على السكان الفلسطينيين وفي إطار حقد عنصري نازي قصفوا حتى المدارس … عسى أن يساعدهم ذلك على تهدئة رأيهم العام الذي ينتظر انتهاء هذه الحرب لمحاسبة نتنياهو الفاشل عسكريا و مخابراتيا خاصة أن ساحتهم تعيش منذ مدة حالة سخط …

و لكن هل سيرضى الفلسطينيون هذه المرة بحل مشاكل نتنياهو على حسابهم؟ و على اي اساس و مساحة ؟ وماهو ترى مسألة إعادة المهجرين و غلق المستعمرات؟؟ شروط دقيقة وحساسية للشعب الفلسطيني البطل …كما يمكن أن نتساءل عن الركود النسبي بالضفة الغربية … هل تتعلق بتوجيهات تكتيكية لعباس الذي يرغب في البروز على الجانب السياسي من القضية ؟ ام ان الاختلاف بينه وبين قيادات غزة أعلى من مصلحة فلسطين ؟ ام ان الضفة الغربية غير معدة ولا ترتقي إلى مستوى مواجهة القوات الصهيونية؟…

وتبقى الحكومات العربية في اغلبها دون وجدان شعوبها الداعمة للقضية الفلسطينية … ومن المخجل حقا أن نرى بعض الحكام يتجاهلون قضية الشعب الشقيق وتعاطف شعوبهم معه، ويهرولون بدل ذلك تقربا او تطبيعا مع دولة عدوة غاصبة مجرمة تحرق الحرث والزرع ..

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version