هذه الدنيا انتشت ممّا بها
فغَفت تحلم بالخلد خداعا
إنه الصّمت الذي في طيّه
أسفر المجهول و المستور ذاعا
سمعت فيه هتاف المنتهى
من وراء الغيب يقريها الوداعا
أيّها الأحياء غنّوا و اطربوا
و انهبوا من غفلات الدّهر ساعا
آه ما أروعها من ليلة
فاض في أرجائها السّحر و شاعا
نفخ الحبّ بها من روحه
و رمى عن سرّها الخافي القناعا
و جلا من صور الحسن لنا
عبقريًّا لبق الفنّ صناعا
نفحات رقص البحر لها
و هفا النّجم خفوقًا و التماعا
و سرى من جانب الأرض صدى
حرّك العشب حنانًا و اليراعا
بعث الأحلام من هجعتها
كسرايا الطّير نفّرن ارتياعا
قمن بالشّاطئ من وادي الهوى
بنشيد الحب يهتفن ابتداعا
أيّها الهاجر عزّ الملتقى
و أذبت القلب صدًّا و امتناعا
أدركِ التائه في بحر الهوى
قبل أن يقتله الموج صراعا
و ارعَ في الدّنيا طريدًا شاردا
عنه ضاقت رقعة الأرض اتّساعا