النهضة بين مطرقة الانصياع للقرارات الرئاسية … أو الدخول في مواجهة مع الشعب التونسي !
نشرت
قبل 3 سنوات
في
لم تفقه حركة النهضة رغم تجربة عشر سنوات من الحكم مباشرة أو بالوكالة مفاوز السياسة و قواعد المنهزم الذي يحيي غريمه بشجاعة لا تقل وزنا عن وزن الانتصار، اذا ما اعتبرت الحركة انالسياسة حرب وصراع بقاء و هيمنة متواصلة و عقلية غنيمة، وان الوطن بالنسبة للمنظومة الاخوانية” لا يتعدى حفنة من تراب عفن ” (على حد تعبير ملهما سيد قطب)
واليوم. يصرح القرضاوي. الذي بارك و “أحلّ” محاربة الجيش السوري الشقيق لصالح اجندات صهيوامبريالية، ان القرارات الرئاسية انقلاب على الحكم و “أفتى” بتحريم ذلك شرعا ! قالها بوقاحة و تطاول على الدين و القانون الدولي معا وتدخل سافر في شؤون التونسيبن .. قالتها ايضا تركيا ولها مصالحها المقاولاتية في بقاء منظومة الاخوان بما انها فتحت لها الابواب على مصراعيها كي تغرق سوقنا الوطنية بقمامة صادراتها و تجد في بلدنا محطة غزو ثقافي من خلال مسلسلاتها المعدّة لاستبلاه المشاهدين و ترويج ملابسها الرخيصة الجودة وابوابها الحديدية وحتى اسلحتها و المواد المتفجرة التي تسوقها إما بتونس أو عبر ترابها.. …
النهضة لم تع رغم تجربة عشر سنوات و رغم السجون الانفرادية و الهجرة و كل ما مرت به من ملاحقات تماما كما حصل لغيرها من الاتجاهات، ان لكل فترة حدودا زمنية و ان الدوام من المحال و ان ابتزاز شعب مفقر يعاني الاوبئة بانواعها والكورونات ايضا بانواعها، سيصل حدا يدرك فيه انه لم يعد له ما يخسر مادام قد خسر خبزه اليومي و شغله و كرامته، وانه يواجه حزبا فاشيّا عدوّا منذ أحداث سليانة عندما كان “الخليفة السادس” رئيس حكومة، مرورا بأحداث أخرى كثيرة حيث الماتراك وقنابل الغاز. التي لم تختف، زائد الاغتيالات و التهديدات بالاغتيال و عقلية الغنيمة و التمكن و الجاهز السري و الخلايا النائمة و روابط الإجرام المسماة بطلا حماية “الثورة” حيث شملت الاعتداءات المثقفين و المسرحيين و النقابييين و الصحفيين …
اليوم، وبصورة براغماتية، أصبحت قيادات حركة النهضة محشورة بين وضعين لا يوصل كلاهما إلا الى نفق مسدود: إما الانصياع للقرارات التي فرضها الشعب و الانخراط ـ مثلهم مثل غيرهم ـ في عهد مغاير لاحلامهم و اضغاث احلام شيخهم القرضاوي الذي صار يتناول الشأن التونسي بدلا منهم، أو ان يغرقوا في اتون الفتنة و المواجهات ويرموا الورق الأخير الذي طالما هددوا به شعبهم.
عندها فقط سيدركون انه ليس الشعب فقط قد لفظهم بل وايضا جزء كبير من قواعدهم ان بقيت لدى البعض منهم روح وطنية ..و بالنهاية لن يكون النصر إلا للشعب الذي صمم وقرر ونفذ و هو خصمهم الرئيسي الآن، لا قيس سعيّد.