جور نار

النيجر ـ فرنسا … منعرج التحرر، أم شبح الانتكاسة؟

نشرت

في

أول أمس تأكدت حلقة الاستعداد للمواجهات العسكرية بين تكتل لبعض البلدان الإفريقية الجارة للنيجر وبين البعض الاخر المساند للانقلاب العسكري الذي تميز هذه المرة بدعم شعبي كبير وبهدف شرعي اكبر ...

<strong>محمد الزمزاري<strong>

الهدف هذه المرة هو التوق الى،التخلص نهائيا من الاستعمار الفرنسي و حتى الأمريكي والاحتماء بالرفاق الروس الذين لم يبتزوا، او يستعمروا او يغرسوا جماعات الإرهاب كـ”بوكو حرام” و “داعش” و”قاعدة الغرب الإسلامي” … لاستعمال هذه الجماعات ذريعة لاستمرار الهيمنة على الخيرات من يورانيوم و ذهب و غاز. واستغلال اليد العاملة الرخيصة ابشع استغلال، بل يمكن القول انه بمثابة فصل جديد من تاريخ العبودية .. وفي حين ان بعض البلدان الأفريقية ترزح تحت الفقر و البؤس و الأمراض كان المستعمر الفرنسي يتلذذ بامتلاك احتياطي ذهب من أعلى مخزونات العالم، رغم انعدام اي منجم ببلاده !

لقد صنفت فرنسا كرابع دولة لها اكبر مخزون ذهب بالبنك المركزي نتاجا لحصيلة سنوات من الاستعمار، للبلدان الأفريقية ..أما بخصوص اليورانيوم فإن حاجيات فرنسا من هذه المادة المسروقة من النيجر فقط تصل إلى اكثر من خمسة وثلاثين بالمائة ..وهي نسبة تجعلها اليوم في ورطة وأزمة ستنكشف عن معالمها قريبا عبر استعمال الطاقة و أسلحة الدمار الشامل …

قلنا أمضت أول أمس سلطة النيجر ترخيصا للجيشين (بوركينا فاسو و مالي) بدخول النيجر والمشاركة في صد اي عدوان … و رغم تردد بعض الدول الأفريقية التي كانت تنادي بالتدخل في النيجر و إعادة المخلوع للحكم فإنه يمكن التأكيد ان بقية المتشبثين بالتدخل العسكري تدفعهم بعض الأسباب المحددة:

= اولا: الولاء للمستعمر الفرنسي الذي غرسهم و شحنهم لخدمته

ثانيا = الرعب من ان تطالهم عدوى الانقلابات او الثورات الشعبية التي بدأت بعض اشاراتها خاصة بالسينيغال و نيجيريا و حتى ساحل العاج …

وفي اعتقادنا فانه رغم تشبث البعض من هذه الدول بالتدخل العسكري (مع اعتراض منظمة “سيدياو” ضمنيا في اجتماعها الاخير على أي تدخل) فإن هذه التحركات على حدود النيجر بدعم فرنسي و تحريك جحافل الإرهابيين خلال نفس الايام، لن تتجاوز مجرد التهديد والمناورة ضد حكومة نيامي .. في اعتقادنا أيضا انه ينتظر ان تتدخل فرنسا مباشرة عن طريق محاولة القيام بضربة عسكرية محدودة بهدف القضاء على مجموعة السلطة الجديدة بالنيجر، على شاكلة ما تم سابقا ضد سانكارا سنة 1987 .

لكن الأمس لم يعد اليوم واي تدخل محسوب على المستعمر،الفرنسي سيؤدي الى توسيع دائرة كرهها وحلقات طردها من القارة السمراء … وربما ستبين لنا الأسابيع القادمة ما تنتظره (وما يُنتظر من) هذه القارة البائسة المتمردة.

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version