أمسية هادئة للتذكر …
للبوح مرتعش النبض أجلس إليها ككل مساء…
خطوط يدي أشد ٱحتمالا للإشتياق…
و البكاء على ما آل إليه هذا البلد الذي كان جميلا كهدف في آخر الدقائق !
أمسكت دمعة أشد برودا مما كنت أظن لأمسك قلبي من السقوط في منفى الوطن الهارب…
النار هنا لا تنطفئ …
و البرد شديد بداخلي…
قدِم الخريف باكرا هذا العام قبل أن يتدثر هذا البلد بمعطف الحب و الوقوف…
وتونس ذاك الصبي الشريد الذي لم يعد يذكر لون صباه و لا حلم صبايا الحي الميت !
تونس الآن أرجوحة بين مخالب كواسر تخذله عمرا لم نعرف له مثيلا…
هي الريح قادمة…
هي الريح آتية…
هي الريح تعصف غبارا لكل الثنايا التي تقود لقلبي لهاثا و خذلانا…
انتهى الدرس…
لقد ضاع كل شيء …
كل شيء !!!