جور نار

اييييه يا أكتوبر !

نشرت

في

كان ذلك تحديدا في مثل هذا اليوم سنة 1973 …كنّا كشباب ثويري مازلنا نتجرّع مرارة حرب حزيران الحزين جوان 67 …كانت الهزيمة العربية امام العدوّ الصهيوني طعنة خنجر مسموم في شخصيتنا العربية ..كنّا حالمين برمي ذلك الكيان في البحر فاذا به يرمي بنا في خندق الذلّ والمهانة والخزي …

<strong>عبد الكريم قطاطة<strong>

ما ابشع ان يمنّوننا بحلم جميل فنستفيق ذات صباح على كابوس العار ..ما ابشع ان تنتظر الغيث النافع فتهطل عليك السماء صواعق واعاصير ..لذلك لم يكذب اكثر المتفائلين بقدرتنا على المواجهة والنصر ،عند وصف ما حدث بالنكسة …وما اشبه حزيران 67 بما جاء بعد جانفي 2011 ..ومازالت تلك الاقوام تتبجّح بانجازاتها …ولحدّ هذا اليوم ينعتون ما حدث يوم 25 جويلية بالانقلاب …نعم هو دون ادنى شكّ انقلاب ..ولكنّه انقلاب على المنقلبين على جانفي 2011 وانتفاضة واحلام شباب جانفي 2011 وسيسّجل التاريخ انّ كلّ ما حدث قبل 25 جويلية وبعد 26 جويلية من خور وهوس ومراهقة سياسية هم المتسببون فيه …

وعودة لـ 6 اكتوبر 1973 …وبشيء من الحكمة والهدوء وبقراءة موضوعية للاحداث وبعد قرابة نصف قرن من الوقائع لابدّ من الاعتراف بانّ نخوتنا بما اسميناه انذاك بزلزال هزّ الكيان الصهيوني من خلال معركة العبور خاصة … كانت نخوة اعادت الينا شيئا من العزة والكرامة بعد نكسة حزيران، لكن وعلى الورق ثمّ عمليّا نتائج لم تتغيّر الخارطة … ففي الايام الاولى حققت القوات المصرية والسورية انجازات لعلّ اهمّها تحطيم جدار بارليف وعبور القوات المصرية لقناة السويس وتوغل القوات المصرية 20 كم في سيناء، فيما نجحت القوات السورية في التقدم داخل هضبة الجولان المحتلة حتى بحيرة طبريّة ..

لكن بعد انتهاء الحرب العربية الاسرائيلية يوم 24 اكتوبر 73 وبعد نخوتنا بالحدث المزلزل خاصة وهو مغموس بعبق رمضان …كانت النتائج بعيدة عن تلك اللوحة التي رسمناها لنصرنا …جاءت التدخلات ـ امريكا من جهة والاتحاد السوفياتي من جهة ثانية ـ وجاءت المعاهدات والموائد المستديرة لتُختم باتفاقيات السلام ضمن معاهدة كامب دافيد …وخان من خان في نظر البعض وحسنا فعل السادات في نظر البعض الاخر لكن تبقى الحقيقة واحدة ..نحن لم نتحرّر كعرب في داخلنا لنكون على كلمة واحدة ..بل الادهى والاتعس ان يتكاثر يوما بعد يوم المهرولون نحو التطبيع …

فبماذا افادتنا حرب اكتوبر ان لم تكن ولمدّة وجيزة عنوانا للفخر وعودة الروح كعرب كُتبت علينا الهزائم والذلّ والانحدار والانكسار منذ سقوط المعقل الاخير من معاقلنا في الاندلس …وها هي دويلاتنا وامورها وحتى اكتوبر 2022 تزداد تدهورا وتشتتا وفقرا وارهابا .. في اكتوبر 73 كنا نقاتل عدوا مشتركا ..ان لم يكن بالسلاح فبالايمان والدعم المعنوي .. اليوم اصبح ابناء البلد الواحد يقاتلون بعضهم البعض بتخطيط ودعم من عدونا الذي كان يوما ما عدونا ..

اصبحنا وبعد الربيع العربي كما اسموه وكما خُطّط له وكما نفّذه اعوانه في تونس ومصر وليبيا وسوريا والعراق واليمن ..اصحنا نقاتل بعضنا البعض وذلك المغتصب وفي كلّ اكتوبر من كلّ سنة يقهقه ملء شدقيه على بلاهتنا ونحن نزغرد للديموقراطية ولحقوق الانسان وحرية التعبير ..

ايييييه يا اكتوبر ……حتى بلدي مازالت تعاني من اوهام النصر الذي خلناه حلّ بيننا في 25 جويلية 2021 ولم يدم الحلم اكثر من 24 ساعة { وانتبهنا بعدما زال الرحيق ..وافقنا ليت انّا لانفيق } و هاهي بلدي مازالت تنتظر حرب العبور من هذا الواقع المزري الى تونسنا التي ماعادت تشبهنا ولا عدنا نشبهها …

6 اكتوبر 2022

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version