ننطلق من الغد في نشر بعض الفصول من رواية الكاتب و السيناريست محمد الزمزاري “جراح عزيزة ” التي تطرح عديد المآسي التي ألمّت بوطن جميل تم تلويثه خلال عشرية ما بعد الثورة بسبب منظومة فاشلة ..
تطرح الرواية الصراع بين المدنية واسس التنوير و التقدم و بين غول الرجعية والظلامية المسنودة احيانا حين تلتقي مع الانتهازية والوصولية السياسوية الفاشلة ايضا ..وجوه الظلام ووجوه اللوح التي اسقطت عنهم رواية ” جراح عزيزة” ورقة التوت . تعالج الرواية هموم و احباطات المراة التونسية الحرة التي تدافع عن كيانها و حريتها ووطنها بكل قوة و شجاعة و تسهم بالقسط الاوفر في الوقوف صد جحافل العقلية القروسطية الظلامية. ..تفشي المخدرات و البراكاجات و التهريب و الارهاب، صعود زمرة البرجوازية و البلطجية و الفاسدين الى مناصب السلطة. .
نترك للقارئ اكتشاف بعص الفقرات من هذه الرواية:
(المنضدة البيضاء …مرة اخرى في نفس المكان حول المنضدة البيضاء يرقب سواد عينيها وبقية العسل الذي يفرزه وجهها الصبوح. يصغي بحلم و سعادة الى قطرات الانوثة المنسابة من صوتها وحركاتها و سكناتها و لفتاتها وبسماتها وضحكاتها المنطلقة كزقزقة عصافير.
بهو هذا المطعم الفاخر :
“كم انت ساحرة يا عزيزة! ….اعادها بجنون وهدوء وحب،..لقد عشق في هذه المراة قوة صبرها و التحامها بالحياة و الحرية و الامل . هام فاروق بصديقته “عزيزة” لانه احس خلال لحظاته معها، وكانها تنتزع منه جذور الهموم و الوحدة القاتلة التي تلفه وسط هذه المدينة البائسة التي تهدد افقها جحافل الغربان والذئاب ..
.. ـ عزيزة. ! …يبدو اني اعشقك وقد اكون سعيدا بقضاء بقية حياتي معك ! …لو .. لو ان …
ـ لو ان ماذا يا فاروق؟ ..
ـ عزيزة ..ساسافر الى بوركينا فاسو خلال اسبوع، لأدير فرع الشركة هناك.
ـ برافو.. ههه هههه وماذا سافعل بهذه المصيبة التي تتحرك في بطني ايها …
ـ اسمعي يا عزيزة … لم يعد لي متسع من الوقت للوقوف الى جانبك في مشكلتك … فحتى ما لدي من رصيد قد يساعدك، نضب بسبب اقتناء لوازم سفري …تصرفي كيفما تريدين انا لم اطلب منك الحمل او الإنجاب ..)