جور نار

بسبب سياسة رئيسها المنحرفة عن العقلانية الديغولية … فرنسا تخسر مواقعها بالدول العربية بعد إفريقيا

نشرت

في

نتنياهو سيزور فرنسا في 2 فبراير للقاء ماكرون في ثاني جولة له إلى الخارج منذ عودته إلى الحكم تايمز أوف إسرائيل

أثناء جولته الشرق أوسطية التي استهلها بالكيان المحتل خيب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ظن حتى بعض مواطنيه حين لم يشر إلى مذابح الدولة الصهيونية وتقتيل الأطفال و تهجير المدنيين و تدمير البيوت على سكانها … مع قطع الماء و الكهرباء و المعاش عن الباقين على قيد الحياة بقطاع غزة و الاعتداءات المتكررة و قتل الأبرياء بالضفة الغربية أيضا…

<strong>محمد الزمزاري<strong>

بل ذهب إلى اكثر من ذلك مقترحا حشد ائتلاف يجمع الدول الغربية (وهو يقصد الناتو ضمنيا) ضد المقاومة الفلسطينية … ويساند الاحتلال بكل قوّة مقتفيا آثار الأمريكي بايدن، كما يعوّل على مشاركة مفترضة من البلدان العربية ضمن التكتل المشار اليه وتجديد حشر “حماس” كمنظمة إرهابية مع داعش، لتبرير إبادة الشعب الفلسطيني تحت هذا الستار … هذا المقترح يثبت تواطؤ سلطة فرنسية كانت تاريخيا ومنذ مطلع الجمهورية الخامسة مع الجنرال ديغول ورغم قربها من الدولة الصهيونية، تتعامل بحذر وتعقّل مع أطراف الصراع ولا تعلن انحيازا مفضوحا للكيان الغاصب مثلما يفعل ماكرون ..

لذلك أمكن تصنيف زيارة ساكن الإيليزيه الثانية للضفة الغربية ضمن الزيارات غير المرغوب فيها بل كانت في انتظاره مظاهرات رفض ناتجة عن قناعة بأن حضوره استفزاز ومضيعة للوقت … وفعلا فحتى لدى لقائه بعباس لم ينبس باي تنديد او تلميح تجاه المجازر الصهيونية بغزة و الضفة الغربية … فلم تعد تهمّ الشعب الفلسطيني اية مبادرة صادرة عن رئيس فرنسا الذي كرر دعمه و مساندته للكيان الإرهابي، و لا يمكن قبوله كشريك في اية مفاوضات مفترضة.

الواضح للمحللين إن ماكرون الذي خسر عديد المواقع و فشل فشلا ذريعا أمام الثورات الأفريقية التي نسجت تقاربا كبيرا مع روسيا و الصين على حساب مواقعه وسياسته المسكونة بالعقلية الاستعمارية، هاهو ذا يكرر سياسته الخرقاء مع قضية العرب وشعوب العرب ودول العرب … ومن شأن هذه السياسة ستكون في انتظاره أيام صعبة سواء على مستوى الشارع الفرنسي او البرلمان حيث يتربص به عديد السياسيين و الاحزاب و النقابات.

كما أن ماكرون سيحصد غضب الشعوب العربية و كتلة المهاجرين المغاربيين خاصة وربما قد يصل الأمر إلى مراجعة شكل العلاقات مع دول شمال أفريقيا مثل ” كنس:” اللغة الفرنسية من قطاعات التعليم والإدارة لتعويضها باللغة الإنكليزية المجدية والأكثر انتشارا، وهو الأمر الذي تتحمل فرنسا الطاعون ولا تتحمله.

سيواصل ماكرون مسرحيته بالأردن و ربما مصر ليجتر دوره الكاريكاتوري الموجه اساسا لتغطية فشله المدقع داخل فرنسا و خارجها، ووقتها لن تنفعه إسرائيل ولا أمريكا.

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version