من / محمد الزمزاري
مهما يكن أي رأي أو تاويل للحراك الذي نزل اليوم و لايزال إلى الساحة باعداد وافرة جدا فاتت حتى تقديرات المصالح الحكومية و عمّت جل أرجاء المدن الكبرى و اذا اجتهدنا في تقييم الأعداد التقديرية بتحركات و مظاهرات شباب الحراك، فإنه يمكن حوصلة ذلك كالتالي ؛ ساحة باردو : رغم الحضور الأمني المكثف جدا والذي (والحق يقال) لم يبد أثناء انطلاق الاحتجاجات أي عداء و عم شعور متقارب و كأنه اتفاق ضمني بين فرق امن لم تتلق أوامر بالاعتداء أو التضييق و بين شباب حراك كان متميزا في انضباطه، و لكنه عبّر عن مطالبه باصوات عالية : حل برلمان لم يعد يمثل أحدا، تنديد بالغنوشي و الاخوان، هزيج بالنشيد الوطني كل مرة، تكرار لفظة “ديقاج” ...
توافدت الجموع على ساحة باردو و ازداد الحضور وغصت الساحة و الأركان القريبة و بعد منتصف النهار اختلط الحابل بالنابل كما كان الامر متوقعا، وبدأت المناوشات بين اعوان الأمن و المتظاهرين الذين قد يكونون ضحية خطة محددة المعالم والتوقيت. أحجار لم تظهر طوال انطلاق المظاهرات سجلت حضورها لتستفز الفرق الأمنية وتنطلق إشارة أو اوامر. لتفريق و تشتيت و ملاحقة الشباب. ولايمكن الآن التكهن بعدد الايقافات أو الاعتداءات من هذا الجانب أو ذاك و قد وصلت اعداد المتظاهرين بساحة باردو قبالة البرلمان الى حوالي 6000 او 6500.
أما بمدينة سوسة حيث الحضور الأمني أقل بكثير من ساحة باردو. فقد انطلقت المظاهرات على اشدها حوالي العاشرة و النصف لتصل الى اوجها و كأنّ كامل سكان المدينة قد انخرطو ا في هذه المسيرة الغفيرة الغاضبة و المنادية بنفس مطالب حراك باردو. هنا تراوحت الأعداد بين 10 الاف و 12عشر الف متظاهرة و متظاهر. و تم انتزاع علم النهضة من مقرها ثم انطلقت المظاهرات تجاه مقر الولاية.
في صفاقس، بدات المظاهرة باحتشام خلال الصباح مع حضور امني كبير ثم تزايدت الأعداد بصورة فائقة بعد الحادية عشرة صباحا لتصل الى ذروتها وتقع مواجهات مع قوات الأمنو ذلك في توقيت قريب من توقيت بساحة باردو مما يعطي استنتاجا بوجود تنسيق …
في قفصة، انطلقت المظاهرات حاشدة مقابل نقص في قوات الأمن و نادى المحتجون بنفس المطالب وقد يمكن تحديد اعداد المشاركين المتنوعة بين 4 الاف الى 5الاف متظاهر من مختلف الشرائح العمرية. و هنا أيضا تم اقتلاع شارة النهضة من مقرها.
في المنستير، جدت ايضا مظاهرة عارمة جمعت اكثر من 8 الاف مشارك يمثلون ايضا جل الأعمار، وتم نوع شارة النهضة و التنديد بمنظومة الاخوان.
أما في الكاف وسيدي بوزيد وبنزرت فلم نتمكن بعد من أخذ فكرة كافية عن المظاهرات التي تمت هناك.
أما في توزر فالغضب بلغ اشده حيث تم حرق مقر حركة النهضة ونثر وثائقها و تقاريرها بالطريق العام، في ظل حضور محتشم لقوات الأمن. ويقدر عدد المتظاهرين بين 2 الفين الى 3 الاف .
في مدينة قابس مظاهرة محتشمة جدا امام مركز الولاية ودون حضور لافت للأمن لم تتجاوز المظاهرة 200 شخص على الاكثر إلى حدود الحادية عشر ة صباحا. …
بالقيروان تنديد و غضب و تحركات لم تظهر فيها القوات الأمنية. و يقدر تعداد المحتجين بنحو 300 متظاهر انتزعوا لافتة النهضة من مقرها ..
و كما ذكرنا تحركت اليات القمع بفعل فاعل إما حسب خطة مسبقة لمواجهة حالة معينة أو لاختراق الحراك بفريق من المنحرفين الذين رموا اعوان الأمن بالحجارة في اطار عملية مسبقة الحبكة من اطراف يحز في نفسها نجاح تحركات ننادي بحل البرلمان و التنديد بالنهضة و الغنوشي و المشيشي .
هل سيستمر هذا الحراك الذي يطالب رئيس الجمهورية بحل البرلمان ؟ هل ستتم اقالة الحكومة قريبا كاقل تضحية لتهدئة الاوضاع التي تشير الى المزيد من الاحتقان ؟
ان مواقف الاحزاب والمجتمع المدني وحتى البعض الذي ينتصب في اول المواجهة ضد الاخوان. برهنوا جميعا على استقالتهم بخصوص دعم هذه المظاهرات. وحتى الطرف الذي سيكون اكبر رابح من حل البرلمان وتنظيم انتخابات تشريعية سابقة لاوانها ابدى برودا محيرا تجاه الالاف من الشعب المنادين بحل البرلمان المذكور و التنديد بالمنظومة الفاشلة .
وان استمرت المواجهات، فقد ينتهي الأمر برئيس الجمهورية إلى دعوة الجيش لفرض الأمن وسيجد الطريق سالكا لتعليق عمل البرلمان أو تنظيم استفتاء شعبي. سيقود لا الى حله بل الى غلق ابوابه