عملا على استعادة ريادتها في مجال استكشاف وغزو الفضاء وبعد توفير ما يلزم لاستغلال أفضل لقدراتها العلمية الفائقة، أطلقت روسيا يوم الجمعة أول مسبار إلى القمر منذ نحو 30 عاما.
ويذكر أنّ إطلاق المسبار “لونا-25″، هو أول مهمّة فضائية لموسكو منذ 1995 حين تم إرسال آخر وحدة من وحدات المحطة الروسية الفضائية “مير” التي كانت أول محطة من نوعها في العالم..
جدول الرحلة
أقلع الصاروخ “سويوز” الذي يحمل المسبار، صباح الجمعة، من قاعدة “فوستوشني كوزمودروم”، وفق لقطات حيّة بثتها وكالة الفضاء الروسية “روسكوزموس”. ومن المقرَّر وصول المركبة الفضائية إلى مدار القمر في غضون 5 أيام. وذكرت روسكوزموس أنها ستبقى في هذا المدار بين 3 و7 أيام لاختيار المكان المناسب قبل الهبوط في منطقة القطب الجنوبي للقمر.
وأوضحت الوكالة، في بيان لها، أنّ وضع المسبار في مدار القمر بارتفاع 100 كلم مرتقب في 16 أوت (آب)، ومن المتوقَّع هبوطه السلس في 21 أوت شمال “فوهة بوغسلافسكي” على القطب الجنوبي للقمر.
في هذا السياق، قال أحد كبار المسؤولين في «روسكوزموس»، ألكسندر بلوخين، في مقابلة أجرتها معه مؤخراً صحيفة “روسيسكا غازيتا”: “للمرة الأولى في التاريخ، سيتم الهبوط في القطب الجنوبي للقمر. حتى الآن، هبطت كل المهمّات السابقة في المنطقة الاستوائية”.
من المتوقّع أن تبقى المركبة على سطح القمر مدة عام، في مهمة لأخذ عينات وتحليل التربة، وإجراء بحوث علمية طويلة المدى. وهذه المهمّة هي الأولى لبرنامج القمر الروسي الجديد الذي ينطلق بعدما ألغت “روسكوزموس” شراكتها مع الغرب، في حين تسعى موسكو إلى تطوير التعاون الفضائي مع الصين.
والطموحات كبيرة، وفقاً لخبير الفضاء الروسي فيتالي إيغوروف، الذي قال إنها المرة الأولى التي تحاول فيها روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي وضع مركبة على جرم سماوي.
ووعد الرئيس فلاديمير بوتين بمواصلة برنامج الفضاء الروسي على الرغم من العقوبات الغربية، مستذكراً أن الاتحاد السوفياتي أرسل أول رجل إلى الفضاء في عام 1961، وسط تصاعد التوتر بين الشرق والغرب. وقال، متحدثاً في فوستوشني العام الماضي: “نحن نسترشد بطموح أسلافنا للمضي قدماً، رغم الصعوبات والمحاولات الخارجية لمنعنا من القيام بذلك”.