أعيدي خيوط اللّيل علَّي أرانيا
أنا من رُوا الأحلام أسقي الأمانيا
أنا دون هذا اللّيل أسكن غربتي
فليلي بلا طول، يمرّ ثوانيا
إذا جاء بابَ البيت تشرق بسمتي
فيمسي قتامُ الكون نورا مواتيا
و ينزاح همّ قد عنيت بوزره
و انسى دروب الشّوك اذ سرت حافيا
و أخلق أكوانا عجيب فتونها
و يقرّب طوعا ما يكون منائيا
صديق أنا ليلي سعيد إذا أتى
أبوح باسرار تكون خوافيا
أنا من عيون اللّيل أرنو إلى البها
و كم في سواد الليل أُغوي المعانيا!
وحيدا أرى ليلي جميلا و مؤنسا
فلي ذكريات كم تروق انا ليا!
اذا ما ظلام الليل أرخى جناحه
أهيم بتذكاري رفاقا غواليا
و يفجأ نفسي أن ارى ما يسوؤني
فهذا زمان ليس إلّا مداريا
يُحلُّ كريم النّفس شرّ مثابة
ليلقى متاع السّقط فخرا معاليا
أحوم على دار الأحبًة التقي
كريما و مجروحا وعطشان راويا
يكون عييُّ الجهل مثل منارة
و يمسي البصير الفذّ يلقى التّجافيا
و يُزرى الجريء الشّهم شرّ ازدراءة
و يمسي أخو جبن شجاعا و ضاريا
انا عندما الإمساء يأتي يبوح لي
فأحكي له عمّا يُفيض فؤاديا
أعيدي مرايا اللّيل تتضح الرّؤى
انا من ضيا الدّيجور قد بتّ صاحيا