أعيدي خيوط اللّيل علَّي أرانيا
أنا من رُوا الأحلام أسقي الأمانيا
<strong>محيي الدين الدبابي<strong>
أنا دون هذا اللّيل أسكن غربتي
فليلي بلا طول، يمرّ ثوانيا
إذا جاء بابَ البيت تشرق بسمتي
فيمسي قتامُ الكون نورا مواتيا
و ينزاح همّ قد عنيت بوزره
و انسى دروب الشّوك اذ سرت حافيا
و أخلق أكوانا عجيب فتونها
و يقرّب طوعا ما يكون منائيا
صديق أنا ليلي سعيد إذا أتى
أبوح باسرار تكون خوافيا
أنا من عيون اللّيل أرنو إلى البها
و كم في سواد الليل أُغوي المعانيا!
وحيدا أرى ليلي جميلا و مؤنسا
فلي ذكريات كم تروق انا ليا!
اذا ما ظلام الليل أرخى جناحه
أهيم بتذكاري رفاقا غواليا
و يفجأ نفسي أن ارى ما يسوؤني
فهذا زمان ليس إلّا مداريا
يُحلُّ كريم النّفس شرّ مثابة
ليلقى متاع السّقط فخرا معاليا
أحوم على دار الأحبًة التقي
كريما و مجروحا وعطشان راويا
يكون عييُّ الجهل مثل منارة
و يمسي البصير الفذّ يلقى التّجافيا
و يُزرى الجريء الشّهم شرّ ازدراءة
و يمسي أخو جبن شجاعا و ضاريا
انا عندما الإمساء يأتي يبوح لي
فأحكي له عمّا يُفيض فؤاديا
أعيدي مرايا اللّيل تتضح الرّؤى
انا من ضيا الدّيجور قد بتّ صاحيا