سليمان العيسى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ها أنتِ .. لو تدرين أين
الآن شاعركِ المجيدُ ؟!
من أين يُرسل همسَهُ
شعراً ، ليحضنَه الخلودُ !
من أين يخترق الظلام
مزغرداً .. هذا النشيدُ !
تُصغي له الجُدُر الثخانُ
بجانبيَّ .. وتستزيدُ
ويكاد ينشده معي
السجّان ، والبابُ الحديدُ !
ها أنتِ .. فوق قصيدتي ،
وأنا ، وأنت هنا قصيدُ
صمتُ “النظارة” ، والرطوبةُ ،
والدُنى حولي همودُ
والليلُ .. كالشبَح المسمّر ،
ليس ينقُصُ ، أو يزيدُ
وخيال شاعركِ القديم
جوانحٌ – أبداً – ترودُ !
خفاقةٌ .. ودّت – لتهدأ –
لو يكون لها حدودُ
مجنونةُ النّزوَات .. تُسكرها
المهاوي .. والنجودُ
والسهلُ ، والقِمم المخيفةُ
والتردّي ، والصعودُ
مجنونةُ النّزوات .. أجهلُ
مثلَ غيري .. ما تريدُ
تنهدّ أبياتاً بواقيَ ،
حينَ تصدمها القيودُ
وتصكّها الجُدُر الثخانُ ..
فلا تموت ، ولا تبيدُ