ضوْءُ نار

بين ” الفياغرا ” و “الكورونا”.. الإنتصار مُجدّدا لـ “بفايزر” !

نشرت

في

في أواخر التسعينات وتحديدا في سنة 1998 أهدت مخابر بفايزر Pfeizer الأمريكية لرجال العالم الذين كانوا يشتكون من بعض الركود الجنسي الدواء المعجزة: فياغرا Viagra لإعانتهم على إثباتِ رجولتهم و درءًا لإنتكاسةٍ في “ساحةِ الوغى” … و قد كانت – ولاتزال – الحبّة الزرقاءُ تُباع في الصيدليات ” تحت حِس مِس” سواء في مجتمعاتنا العربية أو في المجتمعات الغربية على حدّ سواء لارتباط استعمالها بنقص “الرجولة” و قدحٍ في إمكانيات سي السيّد على “الحرث والبذر”… 

<strong>محمد الهادي البديري<strong>

و اليوم تستعد مخابر بفايزر الامريكية لطرح لقاح الكوفيد 19 في الأسواق بعد إنتظار و لهفة من كلّ سكان العالم الذين أرهقهم الخوف من فيروس لعين لم يستثنِ من طغيانه أحدًا : الكبير و الصغير، المرأة و الرجل، الغنيّ و الفقير، المؤمن و الملحد…مخابر بفايزر Pfeizer الأمريكية الكافرة تهُبّ لإجراء البحوث و التحاليل و الاختبارات بسرعة لم يعهدها عالم الأدوية منذ أن عرفت الإنسانية التصنيع العصري للدواء، إذ أن بروتوكولات صناعة الأدوية تعتمد على مراحل طويلة من البحث و التثبّت و التجارب السريرية التي تتطلّب سنوات قبل الحصول على ترخيص لبيع الدواء في الأسواق، و لكن في هذه المرّة اضطرّت مخابر عالمية كثيرة لمسابقة الزمن و اختصار السنوات في بضعة أشهر لنجدة العالم و الانتصار على الوباء…

و إذا تبيّن أنّ لقاح مخابر بفايزر الأمريكية ضدّ الكورونا له نفس النتائج التي حقّقتها حبّة الفياغرا الزرقاء فإنّ Pfeizer سيحصل على مداخيل ماليّة خياليّة لعلّها ستكون الأعلى في تاريخ التجارة الدولية … كلّ ذلك و بنو سُلالتنا من العرب العاربة يلعنون الغرب الكافر في جهرهم و ينتظرون منه الدواء في سرّهم… و في انتظار حصولهم على لقاح الكوفيد 19 من مخابر العلماء الحقيقيين  يواصل بنو جلدتنا من علماء “بو دورو”  اتحافنا بوصفات من الثوم إلى البصل إلى زيت الزيتون إلى زرّيعة الكِتّان لمواجهة الكورونا .. تماما كما كانوا يلجؤون إلى الهريسة أو العقُد أو الهرقمة لعلاج الوهن الجنسي قبل حلول موكب الفياغرا في أواخر التسعينات…

دون جلدٍ للذّات أو تجنٍّ على أهلنا من عرب المشرق إلى عرب المغرب أعتقد أنّه لا مُستقبل لنا مالم نحرق آبار البترول و نهدم مناجم الفسفاط حتى نرتاحَ من التعويل على ثروات باطن الأرض و نهتمّ بثروات ما فوق الارض… بالشباب و الأطفال نعلّمهم العلوم الصحيحة و نُيسّر لهم الأخذ بناصية العِلم حتى يمكنهم مواكبة العصر و المساهمة في مسيرة الإنسانيّة… و في إنتظار أن يأتي ذلك اليوم (و يا ذنوبي كان يجي) لنواصل شُرب الماء و التضييق على الشجر.

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version