كان يا ما كان في قديم الزمان سلطان جائر .. كاسح.. صحيح راس.. يحكم بالشكال و العڨال: لا يعترف بمجلس نواب و لا مجلس أعلى للقضاء و لا مستشارين.. تقول أنت كيما رئيس كوريا الشمالية اليوم.. عاد نهار من النهارات طلع بطلعة غريبة: طلب من الخيّاطة و التوارزية يخيطولو كسوة لا مثيل لها لا في القماش و لا في الفصالة..
باختصار جاء التارزي الأول بكسوة من أغلى الأقمشة.. قال له: برّا روّح لا نعدمك.. جاء التارزي الثاني بكسوة من ريش النعام.. كِيف كِيف: برّا روّح لا نضربك بمرسوم يدخلك الحبس و ما تخرج كان بعد 25 جويلية 2050.. جاء التارزي الثالث و الرابع و الخامس بعد الألف.. و النافع ربي.. سمع المولدي البنّاي بالحكاية قال في نفسه الأمّارة بالسوء: هذي فرصتي.. يا أنا يا هو.. مشى سي المولدي للقصر و أعلم الخدم و الحشم بالموضوع..
دخل سي المولدي بيدين فارغتين فصاح في وجهه السلطان: ثكلتك أمك.. أين القماش..!! أجابه المولدي: سيدي هذا قماش لا يراه إلا الأذكياء و العباقرة و أصحاب الرأي السديد.. بالنسبة للأغبباء لا يمكنهم رؤية هذا القماش السحري. باختصار: السلطان يشوف في يدين المولدي فارغة لكنه تظاهر بالإعجاب بالقماش حتى يكون من العباقرة.. و بدأ المولدي يأخذ الأقيسة وهو زادا يتظاهر بالخياطة..
باختصار مرة أخرى: حضرت الكسوة.. و تظاهر الخدم و الحشم و الوزراء و المستشارون بالإعجاب: حتى واحد منهم ما يحب يصرّح بالحقيقة باش مايظهرش غبي.. ماهو المولدي قال: قماشي لا يراه إلا الأذكياء والعباقرة.. يا سيدي بن سيدي السلطان ولّى يدور في القصر (ربّنا كما خلقتنا..) و يجتمع بالجماعة (قلم رصاص..) حتى قرر ذات عيد ثورة الخروج و الالتحام بالشعب..
و طبعا كان المنافقون يصفقون و يهللون.. و لا واحد تجرّأ على القول إن سيدنا عريان.. شوية خوفا من جبروته و شوية حتى لا يقال عنه غبي.. الى أن مرّ ركب سيدنا امام واحد بالعُو ڨنّوط.. شاف سيدنا فقهقه بأعلى صوته و صاح: السلطان عريان.. السلطان قلم.. و عينك ما تشوف إلا النور يا عبد الصبور..
باختصار أخير: لا محالة السكران شبع مُشطة و فلقة و وضع الدجاجة المصلية و وضع العَجلة و وضع الزقفونة.. و كان على الحِكمة من حكاية السلطان و المولدي البناي: كل واحد و فَهمو..