لن أتوقف عن مطاردة وطني الحبيب…
سأفتش جيوبه لأغلق سنوات الوهم التي تقودني باستمرار إليه…
سأبحث من جديد عن كل قصائدي التي أخطأت عناوينها…
و عن كل القصائد التي صارت تلوّن خطوط كفّي وتنثر عبق الزهر بين أصابعي…
لقد أصبحت ضيفا ثقيل الملامح هذه المساءات المتثائبة…
شاحبة كرماد ذكرى..
طفلا منبوذا…
محطم الخطوات !
تفيض من ظني أحزان طريق مفتوحة على كل الإحتمالات…
تلتف حول عنق ذكرياتي…
هذه الأيام القاصمة المستبدة تأكل أعمارنا و تذوي أيامنا ككومة قش شيح الجبال العنيدة…
هذه الأماسي الهاربة بأعمارنا و أسمال ذكرياتنا تحملنا إلى حافة البئر التي إبتلعت صوت “يوسف” و حشرجة أنفاسه و نشيج روحه الذاوية..
تلتهم أحلى الآثام وأجمل ليالي الشتاء الحزينة…
بنهم لا يرحم…
ذهب العمر يا صديقي و أصبح وطني يزحف إلى زاويته الأخيرة كملاكم منهك يلتقط آخر خطواته للهرب من خصم داهم…
ذهب المدى و أرض الجمال المطلق إلى حافة واد غير ذي زرع…
ذهب الضرع و الزرع…
ذهبت أرض الله الواسعة..!!