للامانة ليست لي ايّة فكرة عن مسرحية نموت عليك التي اثارت ضجة كبيرة بين النقاد ..كلّ ما اعرف انها لطاقتين ابداعيتين في تونس …نصّا واخراجا هي للمنصف ذويب وتمثيلا هي للعملاق لمين النهدي ..
هنا ساتناول موجة التعاليق التي صاحبتها …اقبل جدا بانّ بعضهم لم يتفاعل بل ولم يهضم مسرحية نموت عليك وقاطع العرض وغادر ..هذا امر معقول ومقبول ..ما لم افهمه بل لن افهمه اسلوب الناقدين لهذا العمل …ان تعبّر عن رايك حول ايّ عمل فني هذا ايضا حقك ..ولكن ان تنهال على صاحبه بسيوف مسمومة الكلمات دون مراعاة لماضي لمين النهدي فهذا هو المرفوض …
لنفترض جدلا انّ العمل كان مخيّبا لآمال وانتظارات الجمهور … هل من المنطق ان تكون كلمات الناقدين كوخز الابر ولسعات العقارب ..ايّ ذوق وايّة اخلاق في نقد واحد من كبار الركح باسلوب مدمّر ؟؟ لندع لمين والمنصف جانبا ولناخذ مثالا اخر ..امّ كلثوم مثلا هل كانت ام كلثوم في اخر حياتها سلطنة وطاقة كما في عزّ ايّامها ؟؟ لماذا تراودنا شياطيننا بدعوى “كبر ويزّيه” و”فاته القطار ويخلّلي بلاصتو للشباب” كي نطلق عليه براجمة الصواريخ كلّ انواع الصواريخ القذرة …
ثمّ هل لمين ومن مثله وقفوا “دو دان” ضدّ الشباب ؟؟ ثمّ ماذا تقولون على شباب من طائفة ولد الغربي وولد العبدلّي ؟؟ ام ولانهما من الشباب نقبل ببذاءتهما ؟؟… سماء الفن والتحليق متاحة للجميع والبقاء فقط للافضل … ماذا لو قبلنا بلوبانة خلّلي بلاصتك للشباب هل كنّا نسعد بالكبير فنّا وسنّا محمد عبدالوهاب في الياذته “من غير ليه ” وفي رائعته لحنا لوردة “في يوم وليلة” وهو يصوغهما في خريف العمر ..
الفنّ لم يلتصق يوما بعمر ما ..الفنّ موهبة قبل كلّ شيء ثمّ كدّ وعمل ..مرة اخرى لنفترض جدلا انّ لمين والمنصف فشلا فشلا ذريعا في “نموت عليك” هل نطلق عليهما الرصاص ؟؟ وهل هنالك ابشع من رصاص الكلمات ….. للاسف نحن قوم ناكل لحم بعضنا البعض واذا اكلنا لا نشبع ..
شكرا لمين لانك امتعتنا منذ الكريطة وفر فر .. حتى آخر اعمالك ..وحتى اذا كانت لك كبوة في “نموت عليك” فانا وتضامنا معك … نموت عليك!