دُمّـنار

تونس الأمل المتجدّد

نشرت

في

صدر على إثر تعيين والي بنزرت الجديد سمير عبد اللاوي تفاعل اجتماعي وسياسي كبير في تونس بين قبول ورفض مفاده أن المتقلد لمنصب الوالي لا يمتلك الخبرة والكفاءة لتسيير هكذا منصب، وهو صاحب الإجازة في الحقوق والناشط السياسي والحقوقي والذي لم يحظ بانتداب مثل أغلبية الشباب الجامعي العاطل عن العمل.

<strong>د أمل الهاني<strong>

إن التنصيب الحكومي لأصحاب الشهادات العليا العاطلين عن العمل، الناشطين سياسيا و الحاملين لوعي سياسي و اجتماعي، و المنتمين للطبقات الكادحة، يعتبر مبادرة هامة و جديرة بالاحترام. رمزيا و عمليّا،هو رد اعتبار للشهادة العلمية و الشباب المعطّل و المهمّش و المتروك لليأس و الإحباط في أفق يشتد قسوة و إقصاء، و تحت منظومة إدارية مهترئة نخرتها المحسوبية و المحاباة، وحكومية فاشلة مرتهنة لصناديق الدعم و الاتكال على قوت الشعب.

الخبرة والتجربة المهنية تعتبران من مقومات النجاح والتطور، ولكن تسيير الإدارة والإشراف على المصالح والمؤسسات العمومية هي أيضا مسؤولية وأمانة وجب الحفاظ عليها وحمايتها من الخروقات والفساد المستشري في البلاد وهو رهان المرحلة للارتقاء نحو الأفضل. إن أساسيات الديمقراطية هي العدل والانصاف والمساواة، وتشريك الفئة الشبابية في القرارات الحكومية بروح جديدة ورؤية جديدة ونفَس جديد،هي علامة من علامات الديمقراطية وتحتسب لصالح الدولة الديمقراطية وليس ضدها.

هذه هي براعم الثورة وبوادر الأمل نحو تونس أخرى ممكنة. إلى حد هذه اللحظة ومنذ 25 جويلية تتنامى إشارات الإصلاح والتغيير وتعتبر نسبيا ناجحة وثابتة نحو أهداف صارت واضحة للجميع، وهذا لا يعتبر تأليها لشخص قيس سعيد كرئيس جمهورية، بل هي قراءة موضوعية إيجابية تجسّدت في القرارات والإجراءات التي تم و يتم العمل بها تدريجيّا آملين أن تستمرّ هذه الوتيرة الاصلاحيّة ولا تشوبها أيادي الغدر والعمالة.  أنا لا أطابق ولا أشابه التجربة التونسية بأي تجربة أخرى في العالم لأن هناك خصوصية محلية اكتشف في كل مرة أنها برعم التغيير و قائدة لمصير هذا الوطن.

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version