دُمّـنار

ثقافة ماذا يا أخي؟

نشرت

في

جوائز نوبل من 2011 إلى اليوم

كان يفترض أن يكون لي في مثل هذا اليوم من كل أسبوع مقال ثقافي أو مقال عن الثقافة بحسب رغبة صديقي عبد القادر المقري … و رغم أني عملت كل ما في وسعي لإثنائه عن هذه الفكرة إلا أنه اصر عليها لاعتقاده أنني الأصلح لهذا الدور لاعتبارات كثيرة ليس هذا مجالها… و رغم أنني لم أغير موقفي من هذه المسألة إلا أني أرى أن من حق صديقي أن يعرف سبب أو أسباب العزوف عن القبول بهذه المهمة…

<strong>محمد الواد<strong>

و الآن سأسأله بدوري هل ترى أمامك و خلفك و فوقك و تحتك شيئا يمكن أن نصطلح عليه بالفعل الثقافي ؟ …شخصيا لا أجد مبررا للتفكير طويلا فالأمر واضح وضوح الشمس و كذلك الجواب… يا أخي افتح أية قناة تلفزيونية أو أية إذاعة و أرني إنتاجا ثقافيا يمكن أن يكون مادة لمعالجة نقدية؟ أين الإنتاج المسرحي أين الكتب الأدبية أين الإبداعات الموسيقية أين الأفلام الجديدة؟ … لا شيء لاشيء … الثقافة اليوم هي ثقافة الهادي الزعيم و ما شابهه و الإبداع إبداع لطفي العبدلي و ما شابهه …

أتراني يا صديقي بين هؤلاء أقتات من أخبار الحوامل و “سكوبات” الطلاق و حمالي الإشاعات و التفاهات المقرفة.ثقافة من يتحدث بكل صفاقة عن ثمن العملية التجميلية التي أجرتها فلانة للتكبير في حجم ثديها أو سر الزواج من رجل متزوج أو سر الفستان الذي ظهرت به علانة في حفل ختان ابن سرحان؟ … إذا كانت هذه هي الثقافة فتبّا و إذا كان هؤلاء هم المثقفون فألف تبّ … قل لي صديقي متى استمعت إلى أغنية يجدر أن تكون اغنية؟ … افتح أذنيك جيدا و استمتع بكلام الرابورات و بذلك الذوق الرفيع و المعاني الرومانسية الجميلة … اقرأ تصريحاتهم و كلاشاتهم وستكتشف فداحة القصور المعرفي و حجم الخساسة في ما يتبادلونه من أوصاف ونعوت ….

أهُنت عليك إلى هذه الدرجة أخي عبدالقادر؟ أيرضيك أن تر اني أتسكع بين هذه الجموع مطبقا على أنفي حتى لا استنشق رائحة الجيف؟…أنزهك طبعا و لا اتمنى لك مطلقا أن تقتات مما يقتاتون … قالت أم كلثوم في أروع ما لحن لها العبقري بليغ حمدي: حب إيه اللي انت جاي تقول عليه؟

2 تعليقان

صن نار

Exit mobile version