الرسالة الاولى … كان الخليفة عمر الفاروق يتجوّل يوما بسوق المدينة المنوّرة رأى شيخا كبيرا يتسوّل حاجته اقترب منه عمر وسأله من انت ؟ اجاب الشيخ ..انا يهودي اتسوّل الناس صدقة لافيكم بالجزية وانفق الباقي على عيالي … قال عمر متألّما: ما انصفناك يا شيخ، اخذنا منك الجزية شابا وضيّعناك شيخا …
وبعد ان حمله الى بيته واطعمه امر خازن بيت مال المسلمين بتخصيص راتب شهري له ولامثاله من الشيوخ من اهل الذمة واهل الذمة …انها منحة التقاعد التي نتنعّم بها انا وامثالي الان …ويأتي احدهم المتشبثين بتلابيب كل ماهو آت من وراء البحار ليسرد علينا مزايا الغرب في سنّهم لمنحة التقاعد …وعن الحرية والديموخراطية وحقوق الانسان …وتاريخهم وحاضرهم ملوّث بجرائم لا تُحصى ولا تُعدّ …
الرسالة الثانية (وهذه للعملاء) … عندما هاجم القائد المغولي جنكيز خان مدينة بخارى في اوزباكستان استعصى عليه اخضاعها فكتب لاهل المدينة من وقف في صفنا فهو آمن …انشق الاهالي الى صفّين صفّ رفض الوقوف مع جنكيز خان وصفّ انضمّ الى القائد المغولي .. بعدها جمع خان الذين قرروا الانضمام اليه وعرض عليهم محاربة الرافضين واعدا اياهم بتسليمهم حكم بخارى بعد القضاء على الرافضين ..
ومكث خان وجيشه متفرّجين على الحرب بين الاخوة الاعداء وانتصر من تحالف مع جنكيز في نهاية المعارك … هلّل وكبّر القائد المغولي ـ رغم انو اكل الثوم بافواه الآخرين ولم يخسر جنديا واحدا من جيشه ـ وامر بقتل كلّ افراد جيش من ناصره ..اندهش البعض من جزاء سنمّار المغولي فقال لهم قولته الشهيرة: لو كان يُؤمن جانبهم ما غدروا باخوانهم من اجلنا ونحن الغرباء
الرسالة الثالثة:
(سامحونا ان تبوّلنا على كلّ التماثيل
التي تملأ ساحات المدينة
وعلى كلّ التصاوير التي
الصقها البوليس بالغصب
على حوانيت المدينة
وعلى كلّ الشعارات
التي يقذفها بالطوب اطفال المدينة
سامحونا ان تجمّعنا كاغنام
على ظهر سفينة
وتشرّدنا على كلّ المحيطات
سنينا وسنينا
لم نجد ما بين تجار العرب
تاجرا يقبل ان يعلفنا او يشترينا
لم نجد ما بين ثوار العرب
ثائرا لم يغمد السكّين فينا
سامحونا ان رفضنا كلّ شيء
واقتلعنا كلّ شيء
فالبوادي رفضتنا
والمواني رفضتنا
ان شمس القمع في كل مكان احرقتنا
سامحونا ان بصقنا
فوق عصر ما له من تسمية
سامحونا ان كفرنا
سامحونا ان كفرنا
سامحونا ان كفرنا…)
سامحونا فنحن المذنبون، فلا في البحار ولا في الانهار علّمونا العوم او تعلّمنا …