جانفي 2021 ماذا في جرابه ؟

شهر جانفي في خارطة تونس السياسية شهر ليس كسائر الاشهر ..برجه عجيب للغاية فهو نظريا شهر شتوي بامتياز الّا انه سياسيا كان ساخنا وبامتياز ايضا …ولعلّ اهمّ احداثه جدّث في ثلاث مناسبات .. 26 جانفي 78 والصراع المرير انذاك بين اتحاد الشغل وحكومة نويرة … 3 جانفي 1983 واحداث الخبز والتي انتهت بتلك العبارة الشهيرة انذاك للرئيس بورقيبة _ نرجعو كيف ما كنّا قبل الزيادة … و14 جانفي 2011 ونهاية عهد بن علي بعد 23 سنة من الحكم …والرابط المشترك بين هذه الاحداث العنف والدماء والشهداء …

والان وبعد 10 سنوات من انتفاضة الشعب على حكم بن علي ماذا ينتظرنا كاقدار في جانفينا لهذه السنة ..؟؟ لا احد منّا مهما كانت قناعاته وتموقعه الايديولوجي ان يتمنى الدماء والعنف والشهداء …ولا احد له من رجاحة العقل ولو قليلها ان ينظر او يسمع او يشاهد عصابات الابراج في توقعاتهم فهؤلاء هم في تصوّري تجّار كلام وبائعو اوهام …الّا انّ واقعنا السياسي يقول انّ تونس لا تختلف في حاضرها عن تلك السفينة التي تتقاذفها امواج السياسيين سفينة في حاجة الى ربّان ….وهذا من وجهة نظري المتواضعة ما لم يحدث منذ جانفي 2011 …

كلّ الثورات عبر التاريخ نجحت متى كان هنالك زعيم فذّ له رؤية ومشروع … والذين ركبوا سفينة تونس وحاولوا ايهامنا بانّهم ربّان مهرة هم في الحقيقة ابطال من كرتون …لم تكن تهمهم مشاغلنا وهمومنا بل كان كلّ همّهم اعتلاء القيادة في قرطاج او القصبة او باردو ..في جانفي 2011 خرجنا جميعا آملين في تحوّل حقيقي يبني للشغل والحرية والكرامة الوطنية … فاذا بنا تحت عتبة الفقر واصبح للحرية مفهوما اخر _ الجعجعة والصياح والبونية وديست كرامتنا تحت الاقدام …

ولا مناص لتونس في هذا الوضع الا باقصاء اعداء انتفاضة 14 جانفي 2011 واعداء 14 جانفي 2011 هم بالنسبة لي تلك الكمشة من اشباه السياسيين الذي انقضّوا على تونس فالتهموا فيها كلّ شيء وازداد الجوع وازداد الفقر وازدادت المديونية واولائك الاعداء في فلكهم يسبحون _ واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون الا انهم المفسدون ولكن يشعرون .. __ وكلّما وجدوا انفسهم في مأزق رموا باخطائهم على الدولة العميقة … انها ذريعة الضعفاء والفاشلين ..الدولة العميقة ان وُجدت فعليك محاربتها وازاحتها انت كالملاكم في الحلبة هل تنتظر من خصمك _ الدولة العميقة _ ان يتركك تلاكمه ..؟؟ … اذن فشلك في ازاحته يعني فقط انك غير مؤهّل للنزال ….

لا ارجو لبلدي مزيدا من العنف والدم والشهداء ولكن وبكل صدق ارجو ان ينتفض الشعب ليكنس عصابات المتاجرين بتونس بلدا وشعبا …والمجد لجانفي جديد جانفي العزة والشغل والكرامة بحقّ ….