دراما نار
جراح عزيزة (2)
تنهدت عزيزة تنهّدة حارة وهي تستعيد الايام الجميلة التي قصتها بالجامعة قبل ان تنقطع بسبب الظروف المادية القاسية لاسرتها …
سنوات تتسم فيها الاجواء الطلابية بالحرية و التفاؤل وتزخر الجامعة ودور الثقافة بالنشاطات….ومن حين لاخر يتم تنظيم حفل راقص اواخر السنة تهزج فيه الطالبات الجميلات بالغناء والرقص وتجاوز حدود المعتاد في بعض العلاقات الحميمية … لكن قل ما تعيش الجامعة جوا من الاحتقان تختلط فيه الاعتصامات و الصياح و لتلاسن و تصادم الاراء الفكرية ..كما تختلج من حين لاخر النقاشات و الحديث الصريح حول الحب و الجنس دون عقد او خجل …..
اما ارتياد المقاهي او قاعات الشاي القريبة من الجامعة صحبة الاصدقاء لدى اوقات الفراغ، فهو يعد امرا عاديا تؤثثه الضحكات وتبادل النظرات الدافئة و تدخين النارجيلة والسجائر بعيدا عن الضغوط الاجتماعية …
في بداية اول اسبوع من شهر ماي قبل انطلاق امتحانات اخر السنة الجامعية تذكر عزيزة لحظة دعتها زميلتها سامية لتسر لها بصوت خافت و البسمة على ثغرها :
ـ-عزيزة هل عرفت هيكل ؟ ..انه يستلطفك ويود التقرب منك …
ـاعرفه ..لكن لماذا لم يتصل بي مباشرة؟ انا لا احبذ انطلاق العلاقات بهذه الطريقة الركيكة .
ـلا يا عزيزة ..لو تعرفين كم هو خجول ومنكمش ..لفد لوح بذلك لفريد حبيبي منذ يومين بالمقهى …يبدو انه مغرم بك كما يقول فريد.
ـانه لا يعجبني يا سامية وارفض أسبوب المغازلة هذا ….انه مثل احزاب المعارصة هذه الايام لا يدركون حتى الطريق السالكة. ههههه.