أيّ نار !

جنة تغلق الأبواب … والبريكاجي هرب بالمفاتح !

نشرت

في

أتساءل مع كل ما يحدث امامنا من متغيرات ومستجدات لماذا نحن بارعون في تحطيم ما بنيناه وما حققناه ؟ لماذا نحن فاشلون في المواصلة وإكمال المشوار طالما ان الموجود جيد وقابل للتجديد والإضافة ؟ ولنا في مثال البنية التحتية وتسيير بعض مؤسساتنا الوطنية خير دليل ,

<strong>نبيل بن زكري<strong>

هل تذكرون كيف جاء المترو الخفيف من المانيا في اواسط الثمانينات ؟وهل نسيتم جمالية المحطات وأكشاك الاستخلاص ونظافة المحيط العام ؟ وننسى ولا ننسى حسن المعاملة والتحية المحترمة للأعوان في كل الاوقات وإذا اضفنا الصيانة الدورية الجدية واحترام المواقيت، فلن نزيد عن استعمال مثل شعبي دارج يصور لنا الجنة وينضاف اليها بريكاجي ,,, وانا هنا مصرّ ملحّ على توجيه تحية الى رجالات مؤسسة المترو الخفيف انذاك وهو وان تأخر علينا لردح من الزمن فقد جاء ليريحنا من عناء الكار الصفراء التي حملت ما حملت وكركرت اناسا واناس الى مواطن اشغالها وتلامذة الى معاهدها ومدارسها وكلياتها,

اسمحوا لي في توجيه تحية خاصة جدا دون مجاملة ولا شخصنة ساذجة الى العزيز الحبيب علاق الذي كان حينها مشرفا على مؤسسة المترو الخفيف لمدينة تونس، وانا اعرف واعلم وأدرك ما بذله وما حققته المؤسسة في حقبته الوردية الانيقة، و هو سبب رئيس في النجاح المادي والمعنوي و في سلامة المناخ الاجتماعي للمؤسسة …,اما اليوم فمحطات المترو خراااب واكشاك الملاوي والدخان والحماصة وبانوات القصدير واغطية الشوالق واللوح الخارث والبارات الحديدية واقصد الاعمدة المسروقة او المفكوكة من الاسواق القصديرية … اما البارات التي ذهبت بعض الاذهان اليها فهي على ارصفة المحطات نفسها بحيث لم يعد الواحد مطمئنا فيها بجميع المقاييس…

هذه واحدة من المؤسسات الوطنية التي يتم التفنن في تدميرها وفي محو الصورة الجميلة التي انطبعت لها بأذهاننا في بداياتها وفي نصيب كبير من تاريخها، اما الان فلهفي عليها وهي في عداد عالم رزق البيليك و”اضرب مازال يتنفس”… اتساءل مع كل ما يحدث امامنا من متغيرات ومستجدات لماذا نحن بارعون في تحطيم ما بنيناه وما حققناه ؟ لماذا نحن فاشلون في المواصلة وإكمال المشوار؟

مطار تونس قرطاج الدولي وما ادراكم ,كنت رغم صغر سني شاهد عيان على تدشينه سنة 1972 بعد ملحمة مطار العوينة الذي كنا نستقبل فيه المسافرين ونودعهم على بعد امتار قليلة من مهبط ومكان ارساء طائرات الكارافيل الشهيرة، يا حسرة… مطار تونس قرطاج بعد عزه ودلاله وتوسيعاته وتحسيناته ودخوله مواقع منافسة مطارات عالمية، يتحول في الفترة الاخيرة الى شبه توأم لمحطة النقل البري بباب عليوة او باب سعدون …نعم اقصد واقصد واقصد …اقصد مظاهر التخلف والتأخر وجحافل المنتظرين والمودعين تحت القنطرة والسقنطري لاوقات طويلة تتوج “ببنطاطة” شتاء وحاشاكم “بقلة” صيفا,..

مطار تونس قرطاج الدولي وما ادراكم, لم يعد مطارنا الذي عرفت وبه انبهرت ,صار تعيسا يبكي حاله ويرثي من مر عليه من رجالات كانوا يقدسون العمل فيه بل ويعتبرونه نضالا وواجبا وطنيا شريفا … يا حسرة يا سادتي وبالله لا اريد ان استمع الى انشودة اجراءات صحية ووقائية، فالحلول اكثر من ان تحصر في هذه القرارات البلهاء المتخلفة المتخذة في لحظات غائب فيها حسن التفكير والتدبير…

انها ليست مسألة امكانيات وليست مسألة موارد مالية وميزانيات …انها مسألة فكر ورجولة وشعور بالوطنية وبالانتماء، ومن يرى عكس هذا فهو واهم واهم واهم… ولنا عودة,,,

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version