جور نار

حرّية التعبير وسفينة نوح

نشرت

في

سفينة نوح او فلك نوح كما وردت في القرآن وحتّى في الاساطير القديمة ـ اسطورة الطوفان السومرية ـ تعني عمليّة انقاذ لاهل نوح المؤمنين منهم ولكلّ الحيوانات ومن كلّ صنف اثنان قبل ان يأتي الطوفان العظيم اغراقا على البقية جزاء عصيانهم وكفرهم بالله …

<strong>عبد الكريم قطاطة<strong>

والمتامّل في هذه القصّة يدرك جيّدا حرص الخالق على بقاء الحياة لمن يستحقّ الحياة من بشر وحيوانات …وتطهير الدنيا ولو لفترة من المفسدين …هذا قول الله فماذا كان ومازال قول البشر …؟؟… الحياة معركة ازلية بين الخير والشرّ نعم .. والحياة عبر التاريخ اثبتت انّ وجود هاتين الفئتين وجود جدلي ..اذ لا معنى لايّ شيء دون ضدّه ..لذلك اصطفّ بعضنا مع قوم دعاة الخير والاصلاح والنضال ضدّ قوى الشرّ واصطفّ البعض الاخر في طابور الطغيان والفساد والافساد …

واليوم ونحن في اتون ما يُسمّى بحرّية التعبير بعد جانفي 2011 اين نحن ؟ نحن بكلّ مرارة خارج سفينة نوح …بكلّ مرارة نحن في مستنقع حرّية التعبير …استنادا دائما الى لوبانات عديدة من ضمنها الرأي والرأي الاخر …في تقديري لوبانة الرأي والرأي الاخر استعملت استعمالا سيئا ان لم يكن خبيثا … من حيث المبدأ لا جدال في انّ حرّية التعبير حقّ لكلّ فرد …ولكن السؤال المهمّ هنا ..من هو هذا الفرد ؟ دعوني اطرح مثالا بسيطا للاجابة عن ذالك السؤال المهمّ …

هل بلوبانة الرأي والرأي الاخر تُبيح لي ان اقبل بحوار مع لصّ من لصوص الوطن ؟ هل بلوبانة الرأي والرأي الاخر تُبيح لي ان اقبل بالجلوس محاورا لارهابي او لمساعد ارهابي ؟ هل لوبانة حرّية التعبير تُبيح لي ان اقبل بحوار مع مغتصب لارضي ؟ لعرضي ؟ هل بلوبانة الرأي والرأي الاخر تُبيح لي ان اقبل بحوار مع من فقّر شعبي ومع من ساند من فقّر شعبي وانهكه وجوّعه … في هذه الحالات انا مع غلق الباب وبقساوة على هؤلاء .. بل اذهب الى ابعد من ذلك …في هذه الحالات اسلّط اقسى العقوبات على كلّ القنوات الاعلامية التي تفتح المجال لكشخة هؤلاء …

هؤلاء كنت اقبلهم لو تقدّموا بصدق باعتذاراتهم عمّا ارتكبوه وبعودتهم الى الجادّة والجاّدة عندي القطع نهائيا مع العمل السياسي ..انذاك اقول لهم اذهبوا فانتم طلقاء … امّا ان ياتوا للمنابر الاعلامية بلوبانة حرّية التعبير وان يدافع مالكو تلك المنابر استنادا الى لوبانة الرأي الاخر وميثاق المهنة وهاكة القاوق المعهود .. فذلك يعني في تقديري قلّة حياء واستبلاه للمتلقّي _ واعترف بانّي متخلّف وقديم وراسي كاسح وعنايدي وجهلوت في هذا الباب _ واعترف ايضا بانّي حاولت سابقا ان اغمض عينيّ عن هذه القناعات وانساق في القبول بلوبانة الرأي والرأي الاخر فاكتشفت بعد تلك التجربة القصيرة انّي ما عدت انا …وانّي كذلك الاعرج الذي لم يستطع المشي الّا بضعة امتار ..وقررت ان لا عودة لمثل تلك التجارب …

مع الوطن لا حياد اوّلا وهذه يعرفها عنّي كلّ من عاشرني على امتداد 40 سنة من تجربتي الاعلامية … وفي حريّة التعبير والرأي والرأي الاخر ايضا لا مكان لاعداء الوطن ومسانديهم في ايّ منبر اعلامي … سيقول البعض كيف نحدّد اعداء الوطن من جنوده …؟؟ هذا سؤال مضحك للغاية … القضاء نعم هو المحدّد القانوني لنا جميعا …ولكن هل اطلب من القضاء سنوات لتحديد ماهو ومن هو شعبان و من هو رمضان … ؟؟…..

ثمّ لندع الخير والشرّ على حدة … السنا متفقين جميعا على انّ منظومة ما بعد جانفي 2011 منظومة فاشلة … ؟ الا يكفي عنصر الفشل الذي بدّع بالبلاد والعباد لاقصاء هؤلاء ومسانديهم من المشهد الاعلامي ؟؟ وليحمدوا الله ان افلتوا من المحاسبة والعقاب على فشلهم … هل مازال البعض يدافع عن لوبانة الرأي والرأي الاخر ؟ …نعم وللاسف لانّهم امّا هم متشبثون بلوجيسيال عام ككّح ..او هم مستفيدون بشكل او باخر مع الفاشلين والذين اجرموا في حقّ شعبنا على امتداد عشرية سوداء … زرقاء … حمراء …

لهؤلاء المفسدين ومسانديهم اختم بالقول .. من يقول سفينة نوح يقول الطوفان …فاحذروا الطوفان …احذروه …لانّه لم يات بعد …

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version