تابعنا على

ثقافيا

حوار مع أحمد مطر : أنتم بحاجة إلى نظّارات بعرض المغني بافاروتي … وبطول الرئيس عبده ضيوف !

نشرت

في

كتب علي المسعودي *:

1

إذا كان “بدر شاكر السياب” قد مزق جسد القصيدة، وشكّله من جديد، فإن “أحمد مطر” مزق خريطتها، ونقلها من شرفات العشاق وحدائق المحبين وشواطىء المشتاقين، إلى السجون والمعتقلات وأقبية الظلام، وجعلها تشاهد وتشهد على عذاب المُعَذَبين .. ولؤم المعذِبين. كانت القصيدة العربية، طوال ما مضى من زمن، أداة تطريب ولهو ومرح، حتى جاء “أحمد مطر” ليجعلها بياناً ثورياً، وصفعة تفاجىء وجه النائم .. وتدير وجوه الطغاة. وقد اعتادت القصيدة العربية، طوال ما مضى، أن تدخل قصور الأغنياء مطأطأة الرأس، خاضعة، خاشعة، مادحة .. حتى جاء “أحمد مطر” وحولها إلى سكين في الخاصرة .. وطلقة مفاجئة تعكر انتباه حرس الجبابرة.

2

بقدر ما تأثر جيل الكتّاب الأخير (من الشعراء وغيرهم) بمن سبقهم .. بقدر ما حاولوا نفيهم وإلغاءهم. إنك عندما تقول لي مثلاً: إن أسلوب أحمد مطر ماثل في كتاباتك، أنتفض وأحاول بمضي الوقت إلغاء “التهمة” بإلغاء صاحبها. كثيرون الذين يفعلون ذلك. المتأثرون بأدونيس، مثلاً، هم أكثر الناس شتماً له. والذين حاولوا أن يكونوا “نزار قباني” وفشلوا .. كرهوه بأقصى قدرتهم .. والذين مشوا فوق خطوات المتنبي، لم يحاولوا إخفاء آثاره فحسب، بل سعوا إلى نفيه بذاته، وتحويله إلى كذبة لا أكثر. من هنا تبدأ العلاقة الشائكة بيننا وبين أدبائنا. هل من حقنا أن نجابههم بما يستفز من الأسئلة؟ لا أخفي أنني بعد إجابات أحمد مطر، أحزنني ما سألت، ووجدت أنني تماديت كثيراً في محاولة النيل وتجريح ما كتب. هذه من متطلبات العمل الصحفي “ربما” .. ولكن هل هي من متطلبات الأديب؟

3

منذ عامين وأنا في حالة بحث عن “أحمد مطر”. أعرف أنه في “لندن” .. ولكن أين؟ كلفت أحد الأصدقاء القاطنين هناك .. أن يبحث لي عن رقم هاتفه. وبعد شهر، نقله إليّ. ولكن في تلك الفترة كان الهاتف تغير .. وربما السكن. ركزت الأسئلة على مسيرة شاعر قال يوماً ” كشفت صدري دفتراً .. وفوقه .. كتبت هذا الشعر بالسيْفِ”. عن مسيرة شاعر أسس لمناخ جديد في القصيدة العربية، وجمع بين صلافة الكلمة وصلابتها .. برقة الإحساس الدامي. عن مسيرة شاعر أصبحت “لافتاته” رايات تنغرز في صدور الجيل العربي الشاب من الماء إلى الماء .. الجيل الذي يحلم بأرض لا تأكل أبناءها، وبمهجرين يعودون إلى أوطانهم حاملين آمالهم .. لا محمولين في التوابيت.

إن شاعراً قادراً على اختزال كل الحزن وهذه المأساة في مقطع شعري محبوك بطريقة تصويرية هائلة .. لابد أن تكون مستعداً بما يكفي لكي تجابهه بأسئلتك. وأحمد مطر، الخارج من الكويت، مازال فيها. مازال طلبة الجامعة الذين كانوا يحملون لافتاته، من أبناء “الوسط الديموقراطي” .. وحتى “الإئتلافية”، يتذكرون أنه كان صوتهم المنادي بالحرية. وزملاؤه في “القبس” مازالوا يحتضنون ذكراه .. “سعدية مفرح” تقول، والزهو يفر من عينيها: هذا المكتب الذي أجلس إليه الآن هو مكتب “أحمد مطر”.

قبل أيام جاءني أحد الأصدقاء العائدين من لندن واعطاني هاتف أحمد مطر، فشرعت في تنفيذ ما كان مؤجلاً فوق لائحة الإنتظار الذي طال. أخي “ماضي” قرأ الأسئلة .. وتولى مهمة محادثة الشاعر في بلاد الضباب (ترى ماذا يرى مطر في الضباب؟) ماضي كسب صداقة الشاعر .. وكسبت أنا فكره المحمول بين الإجابات.

4

يقول أحمد مطر في إحدى إجاباته :”قارئي هو حبيبي وسندي وقرة عيني .. هو خط دفاعي الأول والأخير، والسد العالي الذي يعصمني من الطوفان. وإنني إلى هذا السد المنيع أسند ظهري باطمئنان ..” ولم أسأله عن حقيقة إيمانه بهذا القول .. أو مدى تفاؤله بواقع يصدّق هذه القناعة.. ولي أن أتساءل : متى كان القارىء سنداً للكاتب .. ومتى كان الجمهور خط دفاع أول عن نفسه، حتى يكون خط دفاع عن غيره ؟! أترككم مع أحمـد مطر …

* دعنا نترك أشياء كثيرة تحتاج إلى مقدمات .. وندخل عبر سؤال مراوغ مثل هذا : “مطر .. مطر .. مطر أي حزن يبعث المطر؟” الفقر ، والسياب، والحزن، وأحمد مطر ..أي علاقة بين ذلك كله؟

– أما جوابي فلن يكون مراوغاً .. وأبتدىء فأقول إن البيتين المذكورين هما من مقطعين مختلفين .. وأنت جمعتهما إمعاناً في تكرار “مطر” لتقول، ضمناً، إن “مطر” يبعث الحزن. حسناً .. ألم يقل الشاعر في ختام مقطعه : ” كالحب ، كالأطفال، كالموتى هو المطر “؟ المطر ،إذن، يبعث أشياء كثيرة غير الحزن، خذ مثلاً أن كلمة “مطر” لم ترد في القرآن الكريم إلا تعبيراً عن “الغضب” .. لكنها تصبح “غيثاً” في مواضع الرحمة، وتصبح “ودقاً ” أو ” سحاباً” أو ” ماء ” إذا مس الأرض الهامدة اهتزت وربت. إعطني مثل هذه الأرض الخصبة الحبلى ببذور النماء، أُعطك غيثاً .. واعطني سنبلة لا تنحني إذا لم تكن مثقلة ببذور الثورة، وخذ مني الرضا كله.

أما العلاقة بين من وما ذكرت فهي أن الفقر استفرد بالسياب، وان السياب استنجد بالحزن، وان الحزن استحثه على الغضب، وان الغضب احتاج إلى سلاح .. فلم يكن أمام شاعر أصيل إلا أن يشهر “أنشودة المطر”. وأحمد مطر هو قرين هذا الميت جوعاً وتشرداً وقهراً في بلد هو من أغنى بلدان العالم .. فكلاهما نشأ في البصرة وكلاهما فر إلى الكويت، وكلاهما مر بلندن .. الفارق هو أنني قد أجد أكثر من عذر للسياب في تحولاته وانكساراته، لكنني لن أغفر لنفسي أبداً، إذا ألقيت “لافتتي” وأوقفت مظاهرتي، قبل أن أرى بكل جلاء أن خاتمة “أنشودة المطر” قد تحققت فعلاً. سوف لن أهدأ حتى يهطل المطر.

* ” عباس وراء المتراس

يقظ منتبه حساس ..”

برغم أنهم دمروا كل شيء وراءه وهو “يقظ، منتبه، حساس “. كان ذلك سابقاً. الآن أيضاً دمروا كل شيء .. ولكن هو .. أما زال يقظاً منتبهاً، حساساً”؟

– عباس الذي في بالك كان نعمة.. كان لديه، على الأقل، متراس وسيف وبرقية تهديد. سقى الله أيامه .. لو كنت أستطيع لأرسلت إليه سيفاً جديداً حتى يتسلى بتلميعه في وقت فراغه الطويل .. ألم تسمع أن “العبابسة” أقالوه من وظيفته ؟ .. قالوا إنه محافظ متحجر، يظن أن القضية ستنتصر بمجرد اغتصاب زوجته، وقتل أولاده، واحتلال بيته .. هكذا دون أن يكلف خاطره حتى بالتفكير في نزع ثيابه وجلده .. فما بالك والقضية تتطلب منه أن ينبطح بأقصى ما يستطيع من ضبط النفس، حتى لا يقلق راحة اللص الراكب .. بل وعليه أن يحتاط للأمر، فيعطيه مقدماً .. “دعاء الركوب” ! وها أنت ترى أنهم يعلمونه، اليوم، ما كان ينبغي له أن يفعل لكي يكون على مستوى القضية. وإنها لثورة حتى النصب !

* نريد أن نهرب من الواقع إليك .. فنجد الواقع أرحم بكثير مما تكتب : كآبة، وحطام، وانسحاق مهول .. مخابرات، وتجسس، ومخافر بين الكلمة والأخرى في شعرك. دعني أقل لك إن السجن أهون من القراءة لك.

– الواقع أرحم مما أكتب ؟! إذا كنتم ترون هذا فعلاً فلا تهربوا إلي .. مشكلتكم ليست من اختصاصي. أهربوا حالاً إلى طبيب العيون .. أنتم بحاجة إلى نظارات بعرض المغني بافاروتي وبطول الرئيس عبده ضيوف . الواقع زنزانة موصدة مكتظة بالدخان الأسود، وكل ما فعلته هو أنني وصفت هذا الواقع، ودعوت إلى الخروج منه، فما ذنبي إذا كان الوصف يزعج اختناقكم ؟ وما حيلتي إذا أمسيتم- لفرط التسمم – تعتقدون أن الدخان هو جزء من مسامات أجسامكم؟ هاك قطرة واحدة من طوفان الواقع الأرحم : فتى هارب من الجيش، يحكم عليه بالإعدام، يفرض على أبيه أن يطلق عليه الرصاص، وأن يدفع ثمن الرصاصات، وأن يقيم حفلة بدل المأتم، وأن يرفع صوت آلة التسجيل بأغنية لأم كلثوم بدلاً من القرآن، ثواباً عن روح المرحوم. هل تظن أن أحداً، على مر التاريخ، حظي برؤية شيء كهذا في أسوأ الكوابيس؟ الشيطان نفسه، مهما بالغ في حك قرنيه، لا يمكنه أن يوسوس بمثل هذا الواقع الرجيم. فكيف يمكنني،أنا الإنسان الضعيف، أن أوسوس بواقع أسوأ منه ؟ إن من يريد الهروب حقاُ، من هذا الواقع، ليس أمامه إلا كسر الباب مهما كانت العواقب .. ولا توجد طريقة أخرى إلا أن يهرب المرء دون أن يتحرك. والشخص الوحيد الذي يمكنه ذلك هو الحشاش. أما من يجد السجن أهون من القراءة لي، فهو واحد من اثنين : أما أنه لا يعرف السجن، أو أنه لا يعرف القراءة.

* يقول قاسم حداد : ” نترك النسيان يأخذنا على مهل .. لئلا نفقد السلوى “. أما أنت فتنسى النسيان، وتحب العيش في عالم كوارثي كئيب، حتى وأنت في لندن. لم ترقق أوروبا مفرداتك ، ولم تجمل قصائدك بخد ناعم، وقوام فارع، وصدر مغرور. أخبرنا بالله عليك .. إلى متى هذه الكآبة ؟

– أما النسيان، على الإطلاق، فقد تركته لأهل الحداثة، إنهم يحتاجون إلى كثير منه لكي يجعلوا القارىء ينسى الشعر نهائياً. وأما ” نسيان ” قاسم حداد، فأغلب ظني أنه ليس النسيان الذي تعنيه، إذ لا أعتقد أن قاسم حداد ممن ينسون ذاكرتهم . وأما أنني أحب العيش في الكوارث، فهذا غير صحيح. أنا مرغم على هذا العيش .. إذا كنت تسميه عيشاً. وإذا كانت ثمة علاقة حب، فهي من طرف واحد، وهذا الطرف ليس أنا. تقول أن أوروبا لم ترقق مفرداتي .. وأود أن أسألك : كيف ترقق أوروبا مفردات الإنسان؟ تكويها على البخار .. أم تذوبها في “الإينـو”؟ أعرف أن هناك كثيرين ما أن تطأ رؤوسهم حذاء لندن، حتى ينزعوا جلودهم مثل أكياس الرحلات، ويستبدلوا بقلوبهم مكعبات الثلج .. لكن من أنبأك أنني واحد منهم؟ أنا، يا صديقي، رجل أحمل قضية أمتي في كل خلية مني. أنا وطن على هيئة إنسان. لندن ليست أكبر مني، ومباهجها ليست أكثر من آلامي. إذا لم تكن مفرداتي رقيقة، فلأن مشاعري رقيقة. إن حساسية مشاعري تطلب من الهواء أن يكون أقل صلابة .. فماذا تتوقع مني وأنا أستعرض عشرات الديناصورات المثـقلة بالألقاب؟ ثم من قال لك إن الجمال لبس كعبه العالي ومضى ليستقر إلى الأبد على أرصفة “الماي فير”؟ أليس جميلاً عنفوان الخيول البرية وهي تقتحم كبرياء الريح ؟ أليس جميلاً ضرام التنور وهو يحتضن كف الجائع برغيف ساخن ؟ أليس جميلاً حد المقصلة وهو يقطع رأس الجلاد؟ إن النعل العتيق يبدو أجمل من الوردة، عندما يصفع وجه الطاغية الجبار. جمال المفردة لا تحمله المفردة.. جمالها يقرره موضعها في سياق الجملة. وقصائدي الطيبة لا تطلب أطنانامن المساحيق. إنها لا تتكلف . وجهها الطبيعي، على بساطته، أجمل. هي تعرف تحمير الخد، ومشق القامة، وشد الصدر، لكنها تعرف، أيضاً، شيئاً آخر له مفعول السحر، ما إن يمس الكلمة حتى يذوب الجمال على قدميها غراماً. هذا الشيء اسمه ” الصدق “، وهو شيء من دونه ..يصبح الجمال قبيحاً.

أتعرف لماذا لا يستعمله الكثيرون على رغم علمهم بروعة مفعوله؟ إنه مرتفع التكاليف جداً .. وعلى من يريد اقتناءه أن يكون أن يكون مستعداً لدفع آخر قطرة من دمه. إعلم، إذن، أن كآبتي هي جزء من هذه التكاليف .. وعليه فلا تسألني إلى متى هذه الكآبة .. وجه سؤالك إلى منظمة الدول المصدرة للضغط ……….

(يتبع)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مجلة (الحدث) – الكويت، العدد 24- يوليو (جويلية) 1998

أكمل القراءة
انقر للتعليق

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثقافيا

بنزرت… ملتقى إقليمي عن برامج المؤسسات الثقافية وتوقيت عملها

نشرت

في

من منصف كريمي

تحت إشراف الأستاذة أمينة الصرارفي وزيرة الشؤون الثقافية وتحت شعار “مقاربة تشاركية من أجل ريادة المؤسسات الثقافية” تنظّم الإدارة العامة للعمل الثقافي بالتعاون مع المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بجندوبة، الملتقى الدراسي الإقليمي لمديري المركبات الثقافية ودور الثقافة لولايات بنزرت، الكاف، باجة وجندوبة وذلك من اليوم 22 الى 24 نوفمبر.

تفتتح أشغال هذا الملتقى بعرض لمشروع الخطة الوطنية لريادة المؤسسات الثقافية من قبل الاستاذة ربيعة بالفقيرة المديرة العامة للعمل الثقافي. ومن الغد نتظم أشغال الورشة الأولى بعنوان “إطار قانوني وتشريعي ينظم توقيت العمل بالمؤسسات الثقافية” ومن خلال التطرّق الى موضوع “مقاربات الزمن الثقافي وتوقيت عمل المؤسسات الثقافية” بتقديم عرض لمخرجات اللقاءات الجهوية للإقليم الأول حول الزمن الثقافي” وذلك بمشاركة ممثل عن إدارة الشؤون القانونية والنزاعات بوزارة الشؤون الثقافية والاستاذة منيرة بن حليمة مديرة عامة سابقة والاستاذة عفاف المحرزي متفقد أول بالتفقدية العامة والاستاذ كمال هنيد المندوب الجهوي للشباب والرياضة ببنزرت.

اثر ذلك تنتظم أشغال الورشة الثانية بعنوان “البنية التحتية لمؤسسات العمل الثقافي” وموضوعها “واقع البنية الأساسية للمؤسسات الثقافية:الإشكاليات والحلول” من خلال عرض مخرجات اللقاءات الجهوية للإقليم الأول حول البنية التحتية” وذلك بمشاركة الاستاذة شيراز سعيد المكلفة بتسيير الإدارة العامة للتراث والاستاذ زياد العرفاوي كاهية مدير الشؤون المالية وممثل عن إدارة البناءات والشؤون العقارية والاستاذ عاطف الجويني رئيس دائرة المجلس الجهوي ببنزرت والاستاذ علية الهذلي رئيس مصلحة الأبحاث ومتابعة استغلال أملاك الدولة غير الفلاحية بوزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية، والاستاذة أم الزين الطمني المديرة الجهوية للتجهيز والإسكان ببنزرت والاستاذة فاتن بن صالح رئيس دائرة المجلس الجهوي بباجة والاستاذ عماد العبيدي رئيس دائرة المجلس الجهوي بجندوبة والاستاذ رضا بوسليمي منسق برامج بالإدارة الجهوية للتجهيز بجندوبة والاستاذ حسن غضباني تقني رئيس بدائرة المجلس الجهوي بالكاف.

ثم تنتظم أشغال الورشة الثالثة بعنوان “المضامين:نحو تطوير مقاربات العمل الثقافي” وخلالها يتمّ التطرّق الى موضوع “هندسة البرامج الثقافية وتنفيذها وفق آلية المشروع” في تسيير للاستاذ أيمن بن يوسف كاهية مدير بالإدارة العامة للعمل الثقافي وبمشاركة الاساتذة رضا الغربي رئيس مصلحة مؤسسات التنشيط الثقافي بالمندوبية الجهوية ببنزرت وفتحي باباي مدير عام الخلية المركزية للحوكمة ومراد عمارة المندوب الجهوي بولاية تونس والاستاذة يسر الحزقي مكلفة بتسيير مكتب الإعلام.

ثم يقدّم عرض مشروع المنصة الرقمية لنظام المعلومات الخاص بمؤسسات العمل الثقافي من قبل الاستاذة سامية بن شيخة مديرة التنظيم والأساليب والإعلامية ثم عرض لمشروع الدراسة الاستراتيجية من أجل تطوير آليات العمل الثقافي بدور الثقافة والمركبات الثقافية، من قبل الاستاذة ليندا شبيل مديرة الدراسات والنهوض بالعمل الثقافي.

في الفترة المسائية تنتظم ورشة أولى تحت عنوان “إطار قانوني وتشريعي ينظم توقيت العمل بالمؤسسات الثقافية” حول صياغة مشروع “روزنامة توقيت عمل المؤسسات الثقافية” وذلك بمشاركة ممثل عن إدارة الشؤون القانونية والنزاعات والتفقدية العامة. واثر ذلك تنتظم ورشة ثانية تحت عنوان “البنية التحتية لمؤسسات العمل الثقافي” وموضوع “مرفق ثقافي متطور وأكثر جاذبية” في تسيير للأستاذة شيراز سعيد المكلفة بتسيير الإدارة العامة للتراث ومداخلات الأستاذة سلوى عبد الخالق مديرة عامة لمركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي حول “المخابر الإبداعية” والأستاذة الجامعية سيماء صمود وهي خبيرة في إدارة المشاريع ومديرة عامة سابقة بالوزارة حول “المراكز الإبداعية”، والأستاذ عماد عمارة كاهية مدير بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات، ليقدّم اثر ذلك الاستاذ محمد المسعودي مؤسس الجمعية التونسية للنهوض والمحافظة على المهن والتراث مداخلة بعنوان “تشكيل الفضاء الثقافي وإعادة تكييفه وتوظيفه حسب خصوصيات الفضاء”.

اثر ذلك تنتظم ورشة ثالثة بعنوان “المضامين: نحو تطوير مقاربات العمل الثقافي” وموضوعها “الشراكة الفاعلة: من أجل مؤسسة ثقافية حاضنة للإبداع” في تسيير للاستاذ خالد عازق مدير مؤسسات العمل الثقافي ومداخلات للاستاذ رمزي القرواشي مدير عام المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة حول”نوادي الإبداع: مشروع تشاركي واعد” والاستاذ يوسف بوفايد وهو خبير لدى المركز الوطني للاقتصاد الثقافي الرقمي حول”مشروع المنتديات الإقليمية للريادة الثقافية والإبداعية الممول من قبل UNESCO “والاستاذ عبد المنعم درويش المنسق الجهوي لمشروع برنامج” Jeun’ess”والاستاذة عايدة الدقي مديرة برنامج “Maghroum’In”والاستاذ الأسعد شوشان مكلف بمأمورية بديوان وزير التربية حول”الشراكة بين وزارة التربية ووزارة الشؤون الثقافية: من أجل بناء مشروع متكامل”، والاستاذة إيمان بالهادي مديرة تنفيذية بمركز إفريقية للأرضية المشتركة حول مساهمة المركز في الإنتاج الثقافي التشاركي ودوره في الوقاية من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر.

ويختتم هذا الملتقى يوم 24 نوفمبر بورشات عن التشريعات الخاصة بـ”الزمن الثقافي”،والبنية التحتية، والمضامين، ثم حلقة نقاش تفاعلي فتلاوة التقرير الختامي للملتقى وتوزيع شهائد على المشاركين.

أكمل القراءة

ثقافيا

قريبا وفي تجربة مسرحية جديدة: “الجولة الاخيرة”في دار الثقافة “بشير خريّف”

نشرت

في

من منصف كريمي

تعرض مساء يوم 23 نوفمبر مسرحية “الجولة الأخيرة” في دار الثقافة بشير خريف بتونس العاصمة، لتكون بداية رحلة مسرحية استثنائية تنبض بالحياة… حيث يعدّ هذا العرض من أبرز الأعمال الفنية لهذا الموسم لأنه عمل فني يأخذنا إلى عالم من الأحاسيس العميقة والعواطف المتناقضة، في تجربة لا مثيل لها على خشبة المسرح… اذ أنها تجربة تُبهر الحواس وتغني للروح.

كتب نص هذا المنتج الفني الكاتب الذي يعيد رسم الملامح الإنسانية، الاعلامي عبد الحفيظ حساينية… صاحب هذا النص المبدع، يعدّ حجر الزاوية في هذا العمل المسرحي الفريد بحبكة درامية محكمة، يُقدّم لنا خلالها قصة “الزيتوني” الرجل الذي يعاني اغترابًا داخليًا في وطنه ويواجه حياة مليئة بالآمال المتناثرة… وقد عمد المؤلّف الى حبك الصراع النفسي لشخصيته بأسلوب غارق في التفاصيل الإنسانية مما يجعل من هذا النص مرآة تعكس واقع كل فرد منا في لحظات العزلة…

اما مخرج العمل حاتم الحشيشة فقد حوّل المسرح من خلال هذا المنتج الفني إلى سحر مرئي، والنص إلى عرض بصري مذهل… لان المخرج معروف بقدرته على استخدام الإضاءة و الموسيقى والرقص في تكامل فني يعزز مشاعر التوتر والراحة في ذات الوقت، ذلك ان كل حركة و كل شعاع ضوء وكل نغمة موسيقية تحمل رسالة تُعمّق من التفاعل بين المسرح والمشاهد فتغمره في عالم يختلط فيه الخيال بالواقع.

ومن جهته تميّز الممثّل منير العلوي في دور “الزيتوني” بآدائه الذي يجسد قسوة الحياة وتناقضاتها… وهو أداء مسرحي يستحق التقدير اذ نجح في تجسيد تداخل مشاعر الألم والأمل والحزن والفرح، ليخلق شخصية حية تشبه كل واحد منا حيث يتنقل بين أبعاد الشخصيات وكأنها ألوان على لوحة فنية، من الحزن العميق إلى لحظات من الضوء، لتكون النتيجة عرضا يعكس معاناة الإنسان في أكثر تجلياتها صدقًا.

أنتجت هذا العمل الفنانة حنان عبيد وقد عرف عنها انها تمنح المسرح روحا جديدة ذلك اننا نجدها في قلب هذا العرض المنتجة التي تمتلك رؤية فنية واضحة اذ جعلت من هذا العمل حقيقة فنية تنبض بالحياة وحرصت على دعمها غير المحدود لهذا المشروع لتؤكّد من خلال ذلك أن الفن ليس مجرد تسلية بل وسيلة لتحقيق التأثير الاجتماعي والجمالي في وقت واحد، ولذلك كانت مساهمتها حجر الزاوية لتحقيق هذا العرض المسرحي الذي لا توقفه حدود إبداعية.

وعموما سيكون لأحبّاء الفن الرابع بمشاهدة هذا العرض موعد خاص مع مزيج من الأداء المدهش والإخراج المتقن والإبداع في النص ليعيشوا تجربة مسرحية لا تُنسى تأخذهم في رحلة عاطفية تتنقل بين ألوان الحياة المتعددة.

أكمل القراءة

ثقافيا

زغوان… الأيام الثقافية الطلابية

نشرت

في

من منصف كريمي

افتتحت مساء اليوم 20 نوفمبر فعاليات الدورة السادسة لـ”الآيام الثقافية الطلابية” التي تنظّمها ادارة المركّب الثقافي بادارة الاستاذ بلال بوهريرة بالشراكة مع المؤسسات الجامعية بالجهة وبدعم واشراف من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية حول تتواصل على مدار 3 آيام والى حدود يوم 23 نوفمبر.

تضمن اليوم الافتتاحي تقديم محاضرة بعنوان” Les techniques de communication de base pour une meilleure insertion professionnelle des jeunes diplômés” من قبل الأستاذ بشير شيكربان وذلك بفضاء المركّب الثقافي، ثم قدّم بفضاء المطعم الجامعي بالمقرن عرض فني لفرقة البحث الموسيقي بقيادة نبراس شمام.

يوم 21 نوفمبر تنتظم جولة في المدينة العتيقة بزغوان ثم زيارة لمعرض أبواب المدينة بالمركب الثقافي بزغوان فورشة في التصوير الفوتوغرافي بإشراف الأستاذ عزيز مرجان.

اما يوم 22 نوفمبر فتقدّم بفضاء المركّب الثقافي المدربة أميرة الجبالي محاضرة للطلبة بعنوان “اختيار التدرّب ومنهجية تقريره” (Choix du stage et méthodologie de rédaction) ثم تنتظم أمسية موسيقية يؤثثها الفنان سيف الدين غلاب تليها ورشة في اللعب الدرامية بإشراف الأستاذة سارة بوزيان.

وتختتم هذه التظاهرة الثقافية التي تستهدف الفئة الطلابية تفعيلا للشراكة بين وزارتي الشؤون الثقافية والتعليم العالي يوم 23 نوفمبر بعرض مجموعة من الومضات التحسيسية للطلبة حول السلامة المرورية ثم تنتظم ورشة في المسرح لفائدة الطلبة من تأطير الاستاذ أحمد بالشيخ.

أكمل القراءة

صن نار