تابعنا على

ثقافيا

حوار مع أحمد مطر : أنتم بحاجة إلى نظّارات بعرض المغني بافاروتي … وبطول الرئيس عبده ضيوف !

نشرت

في

كتب علي المسعودي *:

1

إذا كان “بدر شاكر السياب” قد مزق جسد القصيدة، وشكّله من جديد، فإن “أحمد مطر” مزق خريطتها، ونقلها من شرفات العشاق وحدائق المحبين وشواطىء المشتاقين، إلى السجون والمعتقلات وأقبية الظلام، وجعلها تشاهد وتشهد على عذاب المُعَذَبين .. ولؤم المعذِبين. كانت القصيدة العربية، طوال ما مضى من زمن، أداة تطريب ولهو ومرح، حتى جاء “أحمد مطر” ليجعلها بياناً ثورياً، وصفعة تفاجىء وجه النائم .. وتدير وجوه الطغاة. وقد اعتادت القصيدة العربية، طوال ما مضى، أن تدخل قصور الأغنياء مطأطأة الرأس، خاضعة، خاشعة، مادحة .. حتى جاء “أحمد مطر” وحولها إلى سكين في الخاصرة .. وطلقة مفاجئة تعكر انتباه حرس الجبابرة.

2

بقدر ما تأثر جيل الكتّاب الأخير (من الشعراء وغيرهم) بمن سبقهم .. بقدر ما حاولوا نفيهم وإلغاءهم. إنك عندما تقول لي مثلاً: إن أسلوب أحمد مطر ماثل في كتاباتك، أنتفض وأحاول بمضي الوقت إلغاء “التهمة” بإلغاء صاحبها. كثيرون الذين يفعلون ذلك. المتأثرون بأدونيس، مثلاً، هم أكثر الناس شتماً له. والذين حاولوا أن يكونوا “نزار قباني” وفشلوا .. كرهوه بأقصى قدرتهم .. والذين مشوا فوق خطوات المتنبي، لم يحاولوا إخفاء آثاره فحسب، بل سعوا إلى نفيه بذاته، وتحويله إلى كذبة لا أكثر. من هنا تبدأ العلاقة الشائكة بيننا وبين أدبائنا. هل من حقنا أن نجابههم بما يستفز من الأسئلة؟ لا أخفي أنني بعد إجابات أحمد مطر، أحزنني ما سألت، ووجدت أنني تماديت كثيراً في محاولة النيل وتجريح ما كتب. هذه من متطلبات العمل الصحفي “ربما” .. ولكن هل هي من متطلبات الأديب؟

3

منذ عامين وأنا في حالة بحث عن “أحمد مطر”. أعرف أنه في “لندن” .. ولكن أين؟ كلفت أحد الأصدقاء القاطنين هناك .. أن يبحث لي عن رقم هاتفه. وبعد شهر، نقله إليّ. ولكن في تلك الفترة كان الهاتف تغير .. وربما السكن. ركزت الأسئلة على مسيرة شاعر قال يوماً ” كشفت صدري دفتراً .. وفوقه .. كتبت هذا الشعر بالسيْفِ”. عن مسيرة شاعر أسس لمناخ جديد في القصيدة العربية، وجمع بين صلافة الكلمة وصلابتها .. برقة الإحساس الدامي. عن مسيرة شاعر أصبحت “لافتاته” رايات تنغرز في صدور الجيل العربي الشاب من الماء إلى الماء .. الجيل الذي يحلم بأرض لا تأكل أبناءها، وبمهجرين يعودون إلى أوطانهم حاملين آمالهم .. لا محمولين في التوابيت.

إن شاعراً قادراً على اختزال كل الحزن وهذه المأساة في مقطع شعري محبوك بطريقة تصويرية هائلة .. لابد أن تكون مستعداً بما يكفي لكي تجابهه بأسئلتك. وأحمد مطر، الخارج من الكويت، مازال فيها. مازال طلبة الجامعة الذين كانوا يحملون لافتاته، من أبناء “الوسط الديموقراطي” .. وحتى “الإئتلافية”، يتذكرون أنه كان صوتهم المنادي بالحرية. وزملاؤه في “القبس” مازالوا يحتضنون ذكراه .. “سعدية مفرح” تقول، والزهو يفر من عينيها: هذا المكتب الذي أجلس إليه الآن هو مكتب “أحمد مطر”.

قبل أيام جاءني أحد الأصدقاء العائدين من لندن واعطاني هاتف أحمد مطر، فشرعت في تنفيذ ما كان مؤجلاً فوق لائحة الإنتظار الذي طال. أخي “ماضي” قرأ الأسئلة .. وتولى مهمة محادثة الشاعر في بلاد الضباب (ترى ماذا يرى مطر في الضباب؟) ماضي كسب صداقة الشاعر .. وكسبت أنا فكره المحمول بين الإجابات.

4

يقول أحمد مطر في إحدى إجاباته :”قارئي هو حبيبي وسندي وقرة عيني .. هو خط دفاعي الأول والأخير، والسد العالي الذي يعصمني من الطوفان. وإنني إلى هذا السد المنيع أسند ظهري باطمئنان ..” ولم أسأله عن حقيقة إيمانه بهذا القول .. أو مدى تفاؤله بواقع يصدّق هذه القناعة.. ولي أن أتساءل : متى كان القارىء سنداً للكاتب .. ومتى كان الجمهور خط دفاع أول عن نفسه، حتى يكون خط دفاع عن غيره ؟! أترككم مع أحمـد مطر …

* دعنا نترك أشياء كثيرة تحتاج إلى مقدمات .. وندخل عبر سؤال مراوغ مثل هذا : “مطر .. مطر .. مطر أي حزن يبعث المطر؟” الفقر ، والسياب، والحزن، وأحمد مطر ..أي علاقة بين ذلك كله؟

– أما جوابي فلن يكون مراوغاً .. وأبتدىء فأقول إن البيتين المذكورين هما من مقطعين مختلفين .. وأنت جمعتهما إمعاناً في تكرار “مطر” لتقول، ضمناً، إن “مطر” يبعث الحزن. حسناً .. ألم يقل الشاعر في ختام مقطعه : ” كالحب ، كالأطفال، كالموتى هو المطر “؟ المطر ،إذن، يبعث أشياء كثيرة غير الحزن، خذ مثلاً أن كلمة “مطر” لم ترد في القرآن الكريم إلا تعبيراً عن “الغضب” .. لكنها تصبح “غيثاً” في مواضع الرحمة، وتصبح “ودقاً ” أو ” سحاباً” أو ” ماء ” إذا مس الأرض الهامدة اهتزت وربت. إعطني مثل هذه الأرض الخصبة الحبلى ببذور النماء، أُعطك غيثاً .. واعطني سنبلة لا تنحني إذا لم تكن مثقلة ببذور الثورة، وخذ مني الرضا كله.

أما العلاقة بين من وما ذكرت فهي أن الفقر استفرد بالسياب، وان السياب استنجد بالحزن، وان الحزن استحثه على الغضب، وان الغضب احتاج إلى سلاح .. فلم يكن أمام شاعر أصيل إلا أن يشهر “أنشودة المطر”. وأحمد مطر هو قرين هذا الميت جوعاً وتشرداً وقهراً في بلد هو من أغنى بلدان العالم .. فكلاهما نشأ في البصرة وكلاهما فر إلى الكويت، وكلاهما مر بلندن .. الفارق هو أنني قد أجد أكثر من عذر للسياب في تحولاته وانكساراته، لكنني لن أغفر لنفسي أبداً، إذا ألقيت “لافتتي” وأوقفت مظاهرتي، قبل أن أرى بكل جلاء أن خاتمة “أنشودة المطر” قد تحققت فعلاً. سوف لن أهدأ حتى يهطل المطر.

* ” عباس وراء المتراس

يقظ منتبه حساس ..”

برغم أنهم دمروا كل شيء وراءه وهو “يقظ، منتبه، حساس “. كان ذلك سابقاً. الآن أيضاً دمروا كل شيء .. ولكن هو .. أما زال يقظاً منتبهاً، حساساً”؟

– عباس الذي في بالك كان نعمة.. كان لديه، على الأقل، متراس وسيف وبرقية تهديد. سقى الله أيامه .. لو كنت أستطيع لأرسلت إليه سيفاً جديداً حتى يتسلى بتلميعه في وقت فراغه الطويل .. ألم تسمع أن “العبابسة” أقالوه من وظيفته ؟ .. قالوا إنه محافظ متحجر، يظن أن القضية ستنتصر بمجرد اغتصاب زوجته، وقتل أولاده، واحتلال بيته .. هكذا دون أن يكلف خاطره حتى بالتفكير في نزع ثيابه وجلده .. فما بالك والقضية تتطلب منه أن ينبطح بأقصى ما يستطيع من ضبط النفس، حتى لا يقلق راحة اللص الراكب .. بل وعليه أن يحتاط للأمر، فيعطيه مقدماً .. “دعاء الركوب” ! وها أنت ترى أنهم يعلمونه، اليوم، ما كان ينبغي له أن يفعل لكي يكون على مستوى القضية. وإنها لثورة حتى النصب !

* نريد أن نهرب من الواقع إليك .. فنجد الواقع أرحم بكثير مما تكتب : كآبة، وحطام، وانسحاق مهول .. مخابرات، وتجسس، ومخافر بين الكلمة والأخرى في شعرك. دعني أقل لك إن السجن أهون من القراءة لك.

– الواقع أرحم مما أكتب ؟! إذا كنتم ترون هذا فعلاً فلا تهربوا إلي .. مشكلتكم ليست من اختصاصي. أهربوا حالاً إلى طبيب العيون .. أنتم بحاجة إلى نظارات بعرض المغني بافاروتي وبطول الرئيس عبده ضيوف . الواقع زنزانة موصدة مكتظة بالدخان الأسود، وكل ما فعلته هو أنني وصفت هذا الواقع، ودعوت إلى الخروج منه، فما ذنبي إذا كان الوصف يزعج اختناقكم ؟ وما حيلتي إذا أمسيتم- لفرط التسمم – تعتقدون أن الدخان هو جزء من مسامات أجسامكم؟ هاك قطرة واحدة من طوفان الواقع الأرحم : فتى هارب من الجيش، يحكم عليه بالإعدام، يفرض على أبيه أن يطلق عليه الرصاص، وأن يدفع ثمن الرصاصات، وأن يقيم حفلة بدل المأتم، وأن يرفع صوت آلة التسجيل بأغنية لأم كلثوم بدلاً من القرآن، ثواباً عن روح المرحوم. هل تظن أن أحداً، على مر التاريخ، حظي برؤية شيء كهذا في أسوأ الكوابيس؟ الشيطان نفسه، مهما بالغ في حك قرنيه، لا يمكنه أن يوسوس بمثل هذا الواقع الرجيم. فكيف يمكنني،أنا الإنسان الضعيف، أن أوسوس بواقع أسوأ منه ؟ إن من يريد الهروب حقاُ، من هذا الواقع، ليس أمامه إلا كسر الباب مهما كانت العواقب .. ولا توجد طريقة أخرى إلا أن يهرب المرء دون أن يتحرك. والشخص الوحيد الذي يمكنه ذلك هو الحشاش. أما من يجد السجن أهون من القراءة لي، فهو واحد من اثنين : أما أنه لا يعرف السجن، أو أنه لا يعرف القراءة.

* يقول قاسم حداد : ” نترك النسيان يأخذنا على مهل .. لئلا نفقد السلوى “. أما أنت فتنسى النسيان، وتحب العيش في عالم كوارثي كئيب، حتى وأنت في لندن. لم ترقق أوروبا مفرداتك ، ولم تجمل قصائدك بخد ناعم، وقوام فارع، وصدر مغرور. أخبرنا بالله عليك .. إلى متى هذه الكآبة ؟

– أما النسيان، على الإطلاق، فقد تركته لأهل الحداثة، إنهم يحتاجون إلى كثير منه لكي يجعلوا القارىء ينسى الشعر نهائياً. وأما ” نسيان ” قاسم حداد، فأغلب ظني أنه ليس النسيان الذي تعنيه، إذ لا أعتقد أن قاسم حداد ممن ينسون ذاكرتهم . وأما أنني أحب العيش في الكوارث، فهذا غير صحيح. أنا مرغم على هذا العيش .. إذا كنت تسميه عيشاً. وإذا كانت ثمة علاقة حب، فهي من طرف واحد، وهذا الطرف ليس أنا. تقول أن أوروبا لم ترقق مفرداتي .. وأود أن أسألك : كيف ترقق أوروبا مفردات الإنسان؟ تكويها على البخار .. أم تذوبها في “الإينـو”؟ أعرف أن هناك كثيرين ما أن تطأ رؤوسهم حذاء لندن، حتى ينزعوا جلودهم مثل أكياس الرحلات، ويستبدلوا بقلوبهم مكعبات الثلج .. لكن من أنبأك أنني واحد منهم؟ أنا، يا صديقي، رجل أحمل قضية أمتي في كل خلية مني. أنا وطن على هيئة إنسان. لندن ليست أكبر مني، ومباهجها ليست أكثر من آلامي. إذا لم تكن مفرداتي رقيقة، فلأن مشاعري رقيقة. إن حساسية مشاعري تطلب من الهواء أن يكون أقل صلابة .. فماذا تتوقع مني وأنا أستعرض عشرات الديناصورات المثـقلة بالألقاب؟ ثم من قال لك إن الجمال لبس كعبه العالي ومضى ليستقر إلى الأبد على أرصفة “الماي فير”؟ أليس جميلاً عنفوان الخيول البرية وهي تقتحم كبرياء الريح ؟ أليس جميلاً ضرام التنور وهو يحتضن كف الجائع برغيف ساخن ؟ أليس جميلاً حد المقصلة وهو يقطع رأس الجلاد؟ إن النعل العتيق يبدو أجمل من الوردة، عندما يصفع وجه الطاغية الجبار. جمال المفردة لا تحمله المفردة.. جمالها يقرره موضعها في سياق الجملة. وقصائدي الطيبة لا تطلب أطنانامن المساحيق. إنها لا تتكلف . وجهها الطبيعي، على بساطته، أجمل. هي تعرف تحمير الخد، ومشق القامة، وشد الصدر، لكنها تعرف، أيضاً، شيئاً آخر له مفعول السحر، ما إن يمس الكلمة حتى يذوب الجمال على قدميها غراماً. هذا الشيء اسمه ” الصدق “، وهو شيء من دونه ..يصبح الجمال قبيحاً.

أتعرف لماذا لا يستعمله الكثيرون على رغم علمهم بروعة مفعوله؟ إنه مرتفع التكاليف جداً .. وعلى من يريد اقتناءه أن يكون أن يكون مستعداً لدفع آخر قطرة من دمه. إعلم، إذن، أن كآبتي هي جزء من هذه التكاليف .. وعليه فلا تسألني إلى متى هذه الكآبة .. وجه سؤالك إلى منظمة الدول المصدرة للضغط ……….

(يتبع)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مجلة (الحدث) – الكويت، العدد 24- يوليو (جويلية) 1998

أكمل القراءة
انقر للتعليق

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثقافيا

الاتحاد العربي للذكاء الاصطناعي ومهرجان “سينما الجبل” بعين دراهم

نشرت

في

من منصف كريمي

تشهد الدورة 6 لمهرجان “آيام سينما الجبل” Ciné-montagne الذي تنظمه تحت اشراف وبدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بجندوبة وبالتعاون مع دار الثقافة عين دراهم جمعية أحباء دور الثقافة التي تشرف على رئاستها الاستاذة سناء مزريقي من 28 الى 31 ماي وبادارة الاستاذ أكرم القروي، حضورا عربيا مميّزا حيث يشارك في فعالياته الدكتور المهندس جمال أحمد كمال من البحرين بصفته كرئيس للاتحاد العربي للذكاء الاصطناعي والبرمجة، ونظيره البحريني عيسى الغايب وهو مدون سينمائي وناشط ثقافي الى جانب أنور الرشيد وهو صحفي وناقد من الكويت ومحمود أكرم بامية وهو صحفي من فلسطين وأحمد العبري وهو ناقد سينمائي من عمّان ليؤثثوا ضمن برنامج المهرجان الى جانب التونسيين المخرج عادل بكري والاسعد بن حسين والسيناريست والناقد، أشغال ندوة فكرية بعنوان”السينما محمل ثقافي إنساني: تأثير السينما في الواقع” ويشاركون في مجموعة من حلقات النقاش الادبية احتفاء برواية “أشجار بدون أوراق” للناقد أنور الرشيد من الكويت و كتاب”مقهى المعوقين” للأسعد بن حسين وكتاب”عين دراهم :نشأة حديثة وخصوصيات عديدة” للدكتور محمد الدبوسي الى جانب مشاركتهم في حلقة نقاش فيلم “أرض النساء” بحضور المخرج عادل بكري وفريق الفيلم، ومشروع “فالحة” الخاص بالمرأة بالوسط الفلاحي الريفي بالتعاون مع جمعية المرأة الريفية بجندوبة وذلك مساء يوم 30 ماي 2025 بفضاء المكتبة العمومية بعين دراهم.

أكمل القراءة

ثقافيا

اختتام ملتقى روابط الأدباء الشعبيين في الدول العربية

نشرت

في

متابعة وتصوير: جورج ماهر

اختتمت مساء اليوم الخميس 15 ماي 2025 بمقر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) فعاليات الملتقى الأول لروابط الأدباء الشعبيين في الدول العربية الذي تواصلت فعالياته علي مدى يومي الأربعاء 14 ماي 2025 والخميس 15ماي 2025 ، في مقر المنظمة بالعاصمة. وذلك بمشاركة عدد من الباحثين المختصين في الثقافة الشعبية العربية من تونس، والكويت، وقطر، وفلسطين، وعمان، وموريتانيا، ومصر ، والعراق، والجزائر، واليمن، وليبيا، ولبنان.

أكمل القراءة

ثقافيا

عين دراهم: الدورة 6 لمهرجان “سينما الجبل “Ciné-montagne

نشرت

في

من أميرة قارشي

تحت اشراف وبدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بجندوبة وبالتعاون مع دار الثقافة عين دراهم تنظّم جمعية أحباء دور الثقافة التي تشرف على رئاستها الاستاذة سناء مزريقي من 28 الى 31 ماي فعاليات الدورة 6 لمهرجان ” سينما الجبل “حيث يشرف على ادارة هذه الدورة الاستاذ أكرم القروي وهو ناشط ثقافي كان من المؤسسين لهذا المهرجان الذي نظمته جمعية أشبال خمير بعين دراهم لسنوات مضت ثم أنقذته جمعية أحبّاء دور الثقافة من الاضمحلال بعد غياب لسنوات مضت.

ويفتتح هالمهرجان يوم 28 ماي من الفضاء الخارجي لدار الثقافة عين دراهم والذي يقدم معرضا حرفيا ايكولوجيا بيئيا لمستغلات الطبيعة بمنطقة عين دراهم وهو معرض قار ويومي ومن انتاج حرفيات المنطقة ليحتضن إثر ذلك فضاء دار الشباب عين دراهم ورشة تدريبية للشباب في ادارة الحوارات السينمائية من تأطير الاستاذة شيماء العبيدي المنسقة الفنية لقسم السينما بمهرجان قابس سينما في دورته السابعة خلال الشهر الماضي.

ثم يحتضن الفضاء السياحي Zen Camp بمنطقة وادي الزان بالوسط الريفي بعين دراهم ندوة صحفية للتعريف بالمهرجان وبرنامجه ثم يعرض إثر ذلك فيلم قصير بعنوان”يمين يسار” للمخرج مطيع الدريدي وفيلم”لنتريت” للمخرج سمير الحرباوي لتكون السهرة مع حفل غنائي عنوانه “صوت الجبل” للفنان الجمعي لعماري.

مساء يوم 29 ماي يكون الموعد ومن أمام مدرسة شارع الحبيب بورقيبة الى دار الثقافة مع تنشيط شوارع مدينة عين دراهم بعرض للفرقة الجهوية للفنون “الشعبية بجندوبة ثم يكون الافتتاح الرسمي للمهرجان من قاعة العروض بدار الثقافة وتدشين مجموعة من معارض الصور الفوتوغرافية (معرض من ذاكرة المهرجان، ومعرض”من ذاكرة النضال التونسي الجزائري معركة المنكورة/ ساقية سيدي يوسف”ومعرض اللباس التقليدي التونسي) ثم تكريم عدد من المبدعين في مجالي السينما والصورة وتوزيع دروع تكريمية عليهم. وإثر ذلك يعرض ونقاش فيلم Mouvma والذي يدوم 70 دقيقة للمخرجة إيناس بن عثمان وذلك بحضور فريق الفيلم ثم تكون السهرة بدار الثقافة مع الشعر و الموسيقى مع مجموعة “أجراس” بقيادة الفنان عادل بوعلاق وعدد من شعراء الجهة.

يوم 30 ماي تفتح المكتبة العمومية أبوابها لعرض ونقاش فيلم”أرض النساء” بحضور المخرج عادل بكري وفريق الفيلم وعرض مشروع “فالحة” الخاص بالمرأة بالوسط الفلاحي الريفي بالتعاون مع جمعية المرأة الريفية بولاية جندوبة ثم تنتظم حلقة نقاش بعنوان”السينما محمل ثقافي إنساني: تأثير السينما في الواقع” من تأثيث أنور الرشيد وهو صحفي وناقد من الكويت، عيسى الغايب وهو مدون سينمائي وناشط ثقافي من البحرين، محمود أكرم بامية وهو صحفي من فلسطين، أحمد العبري وهو ناقد سينمائي من عمّان، عادل بكري وهو مخرج سينمائي من تونس والاسعد بن حسين وهو سيناريست وناقد من تونس.

ثم ينتظم حفل توقيع رواية “أشجار بدون أوراق” للناقد أنور الرشيد من الكويت وتوقيع كتاب “مقهى المعوقين” للأسعد بن حسين، وكتاب “عين دراهم : نشأة حديثة وخصوصيات عديدة” للدكتور محمد الدبوسي.

وفي الفترة المسائية يحتضن المركز المندمج للشباب والطفولة عرض ونقاش أفلام “نصف روح” للمخرج مروان طرابلسي و”خميرة” للمخرجة لبنى التوكابري من تونس و “ليل” و”فلسطين87″ من فلسطين ومن اخراج بلال الخطيب ثم تحتضن دار الشباب حي الازدهار فقرة “سينما جندوبة للشباب” من خلال عرض مجموعة من الأفلام السينمائية والاشرطة الوثائقية من انتاج مبدعي الجهة على غرار الشريطين الوثائقيين”الفائجة” و”ثروتنا في غابتنا” للشابة سناء مزريقي و شريطي “الحرقة” و”طبرڨة اليوم والبارح” و”نظّف” للشاب أشرف بكري وفيلم “إنسان 2*1” للشابة خلود مثلوثي ليتم إثر ذلك بفضاء دار الثقافة عرض ونقاش فيلمي “صوفيزم” للمخرج يونس بن حجرية و”الحي يروّح” للمخرج أمين بوخريص وبحضور مخرجي وفريق عمل الفيلمين.

ويخصص المهرجان مساحة كبرى للاحتفاء بالسينما الفلسطينية وخاصة يوم 31 ماي بفضاء دار الشباب حمّام بورقيبة ومع فقرة “رؤى السينما الفلسطينية” حيث تعرض وتناقش مجموعة من الأفلام االقصيرة وهي فيلم “الليل” وهو إنتاج مشترك بين فلسطين والاردن و”أزرار” من الاردن و”دموع نهر السين من الجزائر و”after of year “من فلسطين و”حديقة حيوان” من الاردن و”مريم” من فلسطين و” spectateur le grand “للمخرجة أمل بركة من تونس ليتم إثر ذلك بفضاء دار الشباب التباينية عرض ونقاش أفلام”نصف روح” للمخرج مروان طرابلسي و”خميرة” للمخرجة لبنى التوكابري من تونس و”الليل” و”فلسطين 87″ من فلسطين ومن اخراج بلال الخطيب ثم تنتظم بدار الثقافة حلقة نقاش حول واقع آفاق أيام سينما الجبل بعين دراهم فعرض ونقاش الشريط السينمائي التونسي “وراء الجبل” بحضور المخرج محمد عطية وفريق الفيلم وفيلم “فرحة” من فلسطين.

ويكون اختتام المهرجان مع أمسية شبابية تحت عنوان”نحو الدورة السابعة من أيام سينما الجبل” مع عرض فني شبابي يتخللها تكريم وتوزيع شهائد على المشاركين في المهرجان وداعميه.

وفي لقاء مع المنسق العام للمهرجان الاستاذ منصف كريمي أفادنا ان تنظيم هذه الدورة فيه استمرارية للنجاح التنظيمي والصدى الاعلامي الهام لدوراته السابقة وهو اذ يمثّل إضافة نوعية سواء في المشهد السينمائي التونسي او لما يتميز به من خصوصية مرتبطة بالمكان ومستوحاة منه، خاصة ان مدينة عين دراهم كانت ولا تزال منطقة جذب سياحي وثقافي فتشهد هذه الدورة مشاركات ابداعية عربية من شأنها ضمان مزيد اشعاع المهرجان والتسويق السياحي الثقافي العربي للمعالم والخصوصيات والمميزات الثقافية والاثرية والبيئية لجهة جندوبة.

أكمل القراءة

صن نار