الرياض- مصادر:
أثارت تصريحات السيد حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، والتي تطرق فيها إلى الفكر الوهابي ونشره، تفاعلا واسعا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال نصرالله في كلمة له نشرت نصها قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني: “داعش، فكر داعش جاء من السعودية موجود بالتلفزيون والصحف أيضًا الأمير محمد بن سلمان بلحمه ودمه وشحمه وصوته، هو يقول أنّ امريكا هي التي طلبت من المملكة العربية السعودية خلال عشرات السنين الماضية أن تعمل على نشر الفكر الوهّابي في العالم الإسلامي وفي العالم ..”
وتابع نصرالله: “هو (محمد بن سلمان) يقول إنّ المملكة امتثلت لطلب الولايات المتحدة الأمريكية، هذا هو فكر داعش الذي جاء من هناك، ولكنّ أكثر من الفكر كلّنا نتذكّر الموقف الرسمي والإعلامي السعودي في الاستقبال والتهليل لداعش عندما سيطرت على المحافظات العراقية في الأسابيع الأولى، هذه السعودية في العراق. أرسلت شبابها ليقتلوا الرجال والنساء والأطفال العراقيين في العمليات الانتحارية، لكنّ إيران أرسلت رجالها وشبابها ليُقتلوا دفاعًا عن الرجال والنساء والأطفال العراقيين في بغداد وفي كربلاء وفي كل المحافظات العراقية”.
ولي العهد السعودي، وفي مقابلة سابقة مع صحيفة “اتلانتيك” تطرق مطولا للوهابية وتعريفها، حيث قال: “لا أحد يستطيع تعريف – ما تسمونه – الوهابية. ليس هُناك ما يسمى بالوهابية ! نحن لا نؤمن بأن لدينا وهابية. ولكن لدينا في المملكة العربية السعودية مسلمون سُنّةً وكذلك لدينا مسلمون شيعة. ونؤمن بأن لدينا في الإسلام السني أربع مدارس فقهية، كما أنه لدينا العلماء الشرعيين المعتبرين ومجلس الإفتاء. نعم، في المملكة واضحٌ أن قوانيننا تأتي من الإسلام والقرآن، ولدينا المذاهب الأربعة – الحنبلية، الحنفية، الشافعية، والمالكية ـ وهي مذاهب تختلف فيما بينها في بعض الأمور، وهذا أمر صحي ورحمة..”
وتابع قائلا: “الدولة السعودية الأولى، لماذا تم تأسيسها؟ بعد النبي مُحمد وخلفائه الأربعة، عاد الناس في الجزيرة العربية ليُقاتل بعضهم البعض كما فعلوا منذ آلاف السنين. لكن أُسرتنا، قبل 600 سنة، أنشأت بلدة من الصفر تُسمى الدرعية، قبل إنشاء الدولة السعودية الأولى، ومن هذه البلدة انطلقت الدولة السعودية الأولى. وأصبحت الجزء الاقتصادي الأقوى في شبه الجزيرة. لقد ساعدوا في تغيير الواقع. معظم المدن الأخرى، اقتتلت على التجارة، واختطفت التجارة، ولكن أُسرتنا قالت لقبيلتين اُخرَيَيْن، بدلاً من مهاجمة طرق التجارة، لماذا لا نستعين بكم كحراس لهذه المنطقة؟ لذلك نمت التجارة، ونمت المدينة. كانت تلك هي الطريقة. وبعد ثلاثمائة سنة، لم تزل تلك هي الطريقة. كانت الفكرة دائماً هي أنك تحتاج إلى جميع العقول العظيمة في شبه الجزيرة العربية – الجنرالات، وقادة القبائل، والعلماء – الذين يعملون معاً. وكان أحدهم الشيخ محمد بن عبدالوهاب. لكن أساسنا يستند إلى إيمان الناس ثم تأمين المصالح كافة، ومنها الاقتصادية، وليس إلى المصالح الإيديولوجية التوسعية (مثلما لدى مثلث الشر)”، حسب تعبيره .