شعريار
خماسية الروح
نشرت
قبل 3 سنواتفي
سعدي يوسف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
يوم عالجتها بالترابْ
-هذه الروح – قال التراب :
بالضياء احترقتُ.
كيف يمضي إلى كوكب ليس يعرفه؟ هذه الطرقُ
المستقيمات ماثلة منذ أن كان طفلا…وهذا التراب
الذي ظلّ دهرا يبعثره ، أو يسفّ احتمالاته: البذرة
الأمّ ، والدرَنةَ القاتلةْ.
بالأظافير يحتثّه ، بالأكفّ الرقيقات يحثوهُ…
هذا التراب الجميل ، التراب المموّه بالناس ، من أين
يأتيه؟ من أين يقتادُه للمتاعب؟ دارت به السنواتُ :
التراب المبعثر بين أصابعه ، والسبيل المبعثرُ ،
والنظرة الحائلة.
(2)
حين عالجتها بالهواءْ
-هذه الروح – قال الهواء :
يومَها ، ما هببتُ.
هو ، والبحر ، كانا شقيقين… ذاك الهواءُ المشبّعُ
باليود ، والسمك المتعفّن ، والثوم… ذاك الهواءُ
الذي يتسرّب بين القواقع ، والهبَّةُ البكرُ تزهرُ
فقَّاعةً…
هو ، والبحر ، كانا شقيقين… من يملأ الرئةَ اليومَ؟
إني أحشرجُ بين الرفوف التي سكنتها الرواسبُ ،
والفيضاناتُ…
هذا الهواءُ الذي جاء من نينوى ، والهواءُ الذي ظلّ قنينةً…
والهواءُ – الهواءْ.
(3)
يوم عالجتُها بالحجرْ
-هذه الروح – قال الحجر :
هل أكون انتهيتُ؟
كم دُفعنا إلى حجرْ كي نطوّف دهرا بهً…
أمس قلَّبتُه في يدي… أيها الحجر النيزك ، الحجر
الأبيضُ ، الحجرُ المتلوّن: أيّ زمانْ قطعْنا معاً ،
أيّ أرض حللنا، وأيُّ مواطنَ لم تنفتح وطناً ،
ربما كنت لي ساعداً يوم كنا صغاراً… وصرت الهراوةَ
في الرأس حيناً. ولكننا الآن ندّانً: أنت الذي
جئتَ من أول الكون… هل جئتني؟ وأنا الناهضُ
-الدهر – هل أنثني؟
(4)
يوم عالجتُها بالشجرْ
-هذه الروح – قال الشجر :
كالتراب احترقتُ.
شجراتً الطفولةً ، يا شجرات الطفولة ، يا شجرات الطفولةْ
لنكن مرّةً واضحينْ ،
لنقلْ مرةً إن أقسى الحنينْ
نُدبة في الجبينْ.
لنقلْ مرةً إن أبهى الغصونْ
ما اختفى في العيونْ.
لنقل إننا ما عرفنا الطفولةْ :
أنت يا شجراتً الطفولةْ
كنتً ممتدّةً…
وأنا كنتُ أبكي.
(5)
يومَ أطعمتُها نارَها
قالت الروح :
إني استرحت.
طلْقة هذه الروحُ…
مجنونة ، هي لا تشتري بالفداحة غير عذاباتها.
تستجير بـ “رامبو” لتأخذ من شُحُنات بنادقًه
الحبشياتً واحدةً. تهبط الليلَ في الماء مأخوذةً
بارتعاشات بشَّارْ المحتضَرْ.
طلقة هذه الروحُ…
هل سوّرتْها سماء؟ وهل صوَّرتْها ممالكُ مثل
المماليكً ، هَلْ أودًعتْ في روائح طابوقةْ منذ بابلَ؟
نيرانُ جنْ يغنُّون ، أم نارُ مجمرةْ عند رأسً
الشهيد… أم الغائبُ المنتظَرْ؟
بهاء الدين الجيوشي:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
متى يـــــــــــــا كـرام الحيّ عيـــــــــــــني تراكـُمُ
واسـمع من تلك الديـــــــــــــــــــــــــار نداكـُمُ
أمـُرّ على الأبواب من غيــــــــــر حـــــــــــــــاجة
لعــــــلّــــي أراكـــــم أو أرى من يـــــــراكـُــــــــمُ
سقاني الهوى كأساً من الحب صافياً
فيـا ليته لمـا سـقاني سقــــــــــــــــــــــــاكـم
أيا سـاكنيـــــن القلب والروح والحشى
فحاشاكـُمُ ان تقطعون حشــــــــــاكـم
حلفت يميــــــــــناً لست أسـلو هواكـم
وقلبـي حزيــــــــــــــــــــــــــن مغـرم بهواكـم
ويا ليت قاضي العشـق يحكم بيننا
وداعي الهوى لمـا دعـــــــــاني دعاكـم
فأن تطردوني كنت عبداً لعبــــدكـم
وإن تصلوني كان قصدي رضاكـم
أيـا بهجة العينين يـا غــــــايـة المنى
تُـرى هل تجودوا باللقـــــــــــــا لأراكـم
وإن قيل لي ماذا على الله تشتهـي
لقلت رضى الرحمن ثم رضـــــــــاكـم
متى تجمع الدنيا التي فرقت بنــــــا
ويحظى بكم قلبي وعيــــــني تراكـم
كريم العراقي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيت من الشعر أذهلني بروعته
توسّد القلب مذ أن خطه القلم
أضحى شعاري وحفزني لأكرِمَه
عشرين بيتا لها من مِثلِهِ حِكمُ:
لا تشكُ للناس جرحا انت صاحبه
لا يؤلم الجرح الا مَن به المُ
شكواك للناس يا ابن الناس مَنقصة
ومَن مِنَ الناس صاح ما به سقمُ؟
الهمّ كالسيل والامراض زاخرة
حُمر الدلائل مهما اهلها كتموا
فإن شكوت لمن طاب الزمان له
عيناك تغلي ومن تشكو له صنمُ
وان شكوت لمن شكواك تسعده
اضفت جرحا لجرحك اسمه الندمُ
هل المواساة يوما حررت وطنا
ام التعازي بديل ان هوى العلمُ
من يندب الحظ يُطفي عين همّته
لا عين للحظ إن لم تبصر الهمم
كم خاب ظني بمن اهديته ثقتي
فأجبرتني على هجرانه التهمُ
كم صرت جسرا لمن احببته فمشى
على ضلوعي وكم زلّت به قدمُ
فداس قلبي وكان القلب منزله
فما وفائي لخلّ ماله قيمُ؟
لا اليأس ثوبي ولا الاحزان تكسرني
جرحي عنيد بلسع النار يلتئمُ
اشرب دموعك واجرع مُرّها عسلا
يغزو الشموع حريق وهي تبتسمُ
والجم همومك واسرج ظهرها فرسا
وانهض كسيف اذا الأنصال تلتحمُ
عدالة الأرض مذ خُلقت مزيّفة
والعدل في الأرض لا عدل ولا ذِمم
فالخير حمل وديع طيّب قلِق
والشر ذئب خبيث ماكرٌ نهِمُ
كل السكاكين صوب الشاة راكضة
لتُطمِن الذئب أن الشمل ملتئم
كن ذا دهاء وكن لصا بغير يدٍ
ترى الملذات تحت يديك تزدحمُ
فالمال والجاه تمثالان من ذهبٍ
لهما تصلّي بكل لغاتها الاممُ
والاقوياء طواغيتٌ فراعنةٌ
واغلب الناس تحت عروشهم خدمُ
شكواك شكواي يامن تكتوي الماً
ما سال دمع على الخدّين سال دمُ
ومن سوى الله نأوي تحت سدرته
ونستعين به عوناً ونعتصمُ
كن فيلسوفاً ترى ان الجميع هنا
يتقاتلون على عدمٍ وهم عدمُ .
مختار اللغماني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
…عربيّ والحلاّج أبي
في يوم مجروح بالأمطار
كان الجلاّدون يقودونه موثوقا نحو النّار
كم كان جميلا في جبّته
كم كان عظيما في هيبته
كنت أنا في الساحة صحت :
” لمن تتركني يا حلاّج “
والمطر الغاضب لم يفلح في تحريك الأمواج
والبحر سيبقى بعدك مسجونا محزونا ! “
نظر إليّ بغضب الواله . كان غضبه حنونا
قال :
” أتبكي
هل علّمتك أن تبكي
إنّي يا ولدي أدفع روحي والجبّة حطبا آخر للنّار المشتعلة
روحي والجبّة بين يديك
لا تبك ولا تهرب وافتح في ناري عينيك
وتعلّم أنّ النّار تعيش على حطب الفقراء
حتّى تترعرع يوما تتغذّى فيه بحطب القتلة ! “
صحت به :
” معك الله سيأمرها كوني بردا وسلاما ! “
قال :”
يا ولدي : لا يخدعك الأمل الكاذب لا تحمل
من أجل العشق سلاحك أوهاما
تعرف يا ولدي أنّ الجبّة آخر حصن للرّبّ
تدفّأ فيها أعواما .
تعرف يا ولدي أنّ الربّ الآن سيحرق في الجبّة..
أو فانظر..انظر فوق الغصن هناك إلى الرّكن
الأيسر في الساحة
ذاك العصفور المقرور تساقط منه الريش وكسّر
صيّاد في البرد جناحه
بعد قليل يذبحه جنديّ حرّاسه
خذه يا ولدي واطعمه حبّة قمح وامسح بالزيت
على رأسه وأطلقه نهار تعود الشمس وتورق
أغصان الأشجار فذاك هو الربّ وإنّي
أسمع في الروح نواحه ! !
استطلاع
صن نار
- ثقافياقبل 5 ساعات
صاحب دور “يوزرسيف” في تونس
- جور نارقبل 20 ساعة
ورقات يتيم … الورقة 86
- ثقافياقبل يوم واحد
الإبداع الأدبي والفكري التونسي في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر
- صن نارقبل يوم واحد
الحوثيون يستهدفون قاعدة للاحتلال قرب حيفا
- ثقافياقبل يومين
كسرى: الدورة الثالثة لملتقى “سينما الذاكرة”
- جور نارقبل يومين
آفة المخدرات بتونس: التاريخ… والتوسع… والحلول (2)
- رياضياقبل يومين
معين الشعباني يواصل تصدر البطولة المغربية
- صن نارقبل يومين
اختتام المؤتمر الدولي للطب وعلوم الرياضة