منبـ ... نار

خواطر سريعة … على هامش الاحتفال باليوم العالمي للغة العربيّة

نشرت

في

هل ما زال يفيد العربيّة اليوم استرجاع  مجدها في الشعر والخطابة وهل تضيف إليها غنائيّة المتعصّبين لنقائها الفصيح ولدورها في تدوين المقدّس وتفسيره وتفسير التفاسير المتتابعة؟

<strong>فتحي بوغرارة <strong>
  1. هل ما زال يفيدها التأكيد على ما حمله فكرها وفلسفتها وطبّها وجبرها من إضافة كونيّة إلى الغرب في العصر الوسيط؟ هل من فائدة من كلّ ذلك ونحن لا نكاد نشارك في إنتاج المعرفة والعلم الحديثين؟
  2. أم – وعلى نقيض ذلك – هل يجدر بنا أن نلتفت إلى فريق آخر لا يتقن غير النحيب على حالها وعلى تخلفها وعجزها الراهن عن مواكبة العلوم والتكنولوجيا وعلى مواكبة الثورة التي أحدثتها الرقمنة وهزّت بها العالم فنسلّم كما يسلّمون بكونها لغة “ميتة” يستحيل إحياء قدرتها على استيعاب منجزات الحداثة؟
  3. هل نواصل دعم قوالب الصراع والتنافر بينها وبين اللهجات العاميّة أم نبحث بمساع إبداعيّة متنوّعة عن حيويّة التفاعل بينهما كما بادر بذلك مبدعون عرب راسخون في الخلق وهم كثر؟

    ليس في ثبات المواقف الثلاثة السّابقة دليل واحد عميق على حب العربيّة….

  • لم تعد العربيّة – ولم تكن يوما – في حاجة إلى المزايدين من أهل الصراع السّياسوي ومن مختلقي الصِّراع الهوويّ… بل هم أكبر عبء عليها … هم يستعملونها حطبا و”كنتولا” فيلوكونها في خطابات رديئة تافهة عاجزين في أغلبهم حتّى على مجرّد النطق السّليم لحرفها….هم أعداء حقيقيّون لبهجتها الدّفينة ولدقائق معانيها وأجراس موسيقاها الأبديّة…

العربيّة تنادي كلّ صباح وتحنو كلّ مساء على من يلتهم أدبها وفكرها ..من يقاتل لنشر الكتاب الناطق بها ….من يبدع بها وفيها على هواه فتبادله وجدا بعشق وتفتح له مسارب وثنايا …تعمّق أحلامه وتعطي لكوابيسه معنى فتقلبها كشوفا…

  • آخر ما تحتاجه العربيّة اصطناع الاستماتة في الدّفاع عن عبقريّتها الرّاقدة في كتب الماضي وحِكَم الغابرين …هي في حاجة جامحة إلى من يدفع بها إلى خطر التجربة والمراس والمخاتلة… إلى مزالق التفاعل مع المتغيّر والهارب …إلى مزيد من المغامرة الشيّقة الوعرة …

من يخاف عليها من التشويه …من يريد المحافظة عليها مصونا نقيّة فخير له وخاصّة لها أن يدعها “تنام على أنوثتها كاملة”….فيريحها ويريح محبّيها أكثر…

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*أستاذ أدب عربي، مستشار عام في الإعلام و التوجيه المدرسي و الجامعي

                                                                           

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version