شعريار

دائرتان و خطوط

نشرت

في

بكى الطّفلُ فيَّ اشتياقا إليهِ

وناداني: “لا تُغلقِ البابَ دون  !”

<strong>عبد الرزاق الميساوي<strong>

و كان ينافسُه النّهرُ ماءً

و تهطلُ كلُّ السّماواتِ في غيمةٍ واحدهْ

… و عاد إلى بيْدرِ القمحِ حيثُ اليماماتُ

يأتينَ بعدَ الشّروقِ … ليلْقطنَ حَبًّا و حُبًّا

و حين يشاكسُهنَّ  يُحلّقن غيرَ بعيدٍ

… يُغافلِنه و يَعُدنَ

فيضحكُ يضحكُ يضحكُ … حتّى المساءِ

… و أضحكُ حتّى جنوني

و ذاك الكتابُ القديمُ

يَفُكُّ حروفَه في لهفةٍ…

بين حرفٍ و حرفٍ … يُطيلُ تساؤلَه في سكونِ

و يَرسُمُ أصعبَ ما في الوجودْ

فتى و فتاةً، يدًا في يدٍ …

بدائرتين و بعضِ خطوطٍ

و قلْبٍ حوى الكوْنَ … أَغرقَ فيه جميعَ الفنونِ

و تسألُ أمُّه ضاحكةً:

“أينها الأرضُ ؟ أين السّماءُ ؟

و لستَ إلهًا أتى معجزاتٍ

و لم يكنِ الكونُ غيرَ حدودٍ تحدُّ حدودْ ؟”

يجيبُ:

“سأرسمُ صوتَ الضّبابِ …

يلامسُ شَعرَ السّنابلِ صُبحًا

و رفرفةً و هواءً تماوجَ بين الخوافي و ريشِ الطّيورْ

و دفءَ الأشعّةِ حين تُلامسُ خدّي

و رقصَ الفراشاتِ بين الزّهورْ

سأرسُمُ حُلمي الذي كلًّ ليلٍ …

يخبّئُ سرَّه عندي”

…………..

بكى الطّفلُ و هو يسائلُني:

“أأنتَ أنا ؟ أم سَرقْتَك منّي ؟”

أجبْتُ:”أنا ………… !!!”

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version