توْقُ نار

د. علي أبو سمرة: حقل الثقافة الفلسطينية (ج5) … درويش والباقون في حيفا

نشرت

في

هنالك ما يزيد عن مائة بحث و دراسة أدبية و شعرية حول مدونة شاعرنا و ما تضمنته يمكن العودة إليها …أما انا العبد الفقير غير المختص بالشعر و النقد فلست مؤهلا للكتابة عن قامة و هامة شعرية كمحمود درويش .لذلك سأكتفي بأهم محطات شعره و أولاها القصيدة الأبرز، و هي سجل انا عربي و رقم بطاقتي خمسون ألف…التي أعطت للشعب الفلسطيني دفعا معنويا في فترة جزر و هزائم عربية

<strong>علي أبو سمرة<strong>

ثم قصائد أخرى أشهرها احن إلى خبز امي وقصيدة ريتا تلك الفتاة اليهودية التي عشقها واكتشف انها مجندة بجيش الاحتلال… و قصيدة عاشق من فلسطين التي تغزل فيها بالحبيبة حتى كدنا نعتقد انها فتاة يسميها … ثم حاصر حصارك لا مفر. …ثم كانت فلسطين و عادت فلسطين بعد أوسلو، و لماذا تركت الحصان وحيدا، و هو هنا يعاتب ربما ابو عمار عن التخلي عن الثورة …

” و قال لهُ
وهما يعبران سياجاً من الشوك :
يا ابني تذكّرْ!

هنا صلب الإنجليزُ
أباك على شوك صبارة ليلتين،
ولم يعترف أبداً.

سوف تكبر يا ابني،

وتروي لمن يرثون بنادقهم
سيرة الدم فوق الحديدِ …

لماذا تركت الحصان وحيداً؟
ـ لكي يؤنس البيت ، يا ولدي ،
فالبيوت تموت إذا غاب سكانها”

و كتب درويش بكل محبة عن مدن عربية مخصوصة بادلته حبّا بحب … كتب عن القاهرة في “للنيل عادات و قلبي راحل” … و كتب عن بيروت أثناء حصارها “بيروت نجمتنا، بيروت خيمتنا” و ما رافق ذلك من جبن للنظام العربي و تآمره على الأعناق الفلسطينية … إلى أن أرست القضية العادلة على بر الأمان التونسي التي بقيت به و التحم شهداؤها بشهدائه في حمام الشاطئ … و عند مغادرتها الطوعية، كان من اجمل قصائده ما القاه وداعا بتونس والعودة إلى الوطن: يا تونس كيف نشفى من حبك …

في هذا الوداع نحبك يا تونس

حافظي على نفسك يا تونس

سنلتقي غداً على أرض أختك فلسطين

هل نسينا شيئاً وراءنا

نعم نسينا تلفّت القلب

و تركنا فيك خير ما فينا

تركنا فيك شهداءنا الذين نوصيك بهم خيرا».

و يقول من حضر الأمسية إنه عندما وصل درويش إلى عبارة «نوصيك بهم خيرا» بكى وهو يلقي كلمته و أحنى برأسه على خشبة المنبر ليخفي دموعه عن الجمهور

و تقلد درويش مناصب ثقافية و سياسية عليا منها رئيس اتحاد كتاب و أدباء فلسطين و رئيس تحرير مجلة شؤون فلسطينية المعروفة و المشهود لها بالرصانة. العلمية .كما رأس تحرير مجلة الكرمل بقبرص…..و كان عضوا باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حتى استقال هو و عبدالله حوراني و شفيق الحوت … اجمل ما تحدث نثرا هو رثاء المرحوم ياسر عرفات و وصفه بيدي النجاة، لكثرة ما تعرض للموت و نجا منه … أما شعرا، فقد استمرت تجربته في النضج و مرافقة تطورات قضية شعبه و قيادته الصامدة التي كان درويش واجهتها الفنية و الفكرية دون أن يتخلى عن حساسيته الذاتية و إبداعه الخاص كشاعر حر متفرّد و صاحب مدرسة لها مكانها في تاريخ الشعر العربي قاطبة … …

اهم دواوينه في المرحلة الثانية .ديوان اعراس .دار العودة بيروت 1977، ديوان مديح الظل العالي بيروت 1983. ديوان حصار لمدائح البحر .دار العودة بيروت .1984. ديوان هي اغنية هي اغنية .دار الكلمة بيروت 1986. ديوان ورد اقل .دار العودة بيروت 1986. ديوان أحد عشر كوكبا .بيروت 1992. ديون لماذا تركت الحصان وحيدا .بيروت 1995 ديوان سرير الغريبة بيروت 1999. ديوان جدارية بيروت .2000. ديوان حالة حصار .رياض الريس .بيروت 2002. ديوان كزهر اللوز أو أبعد…رياض الريس بيروت 2005 ديوان أثر الفراشة .رياض الريس بيروت .2008 و اخيرا ديوانها أريد لهذه القصيدة أن تنهي .رياض الريس .بيروت 2008 صدر بعد وفاته

مع محمود درويش و أبناء جيله من رواد شعر الثورة، لا نغفل عشرات الشعراء الفلسطينيين المبدعين من أبي سلمى إلى هارون هاشم رشيد و علي الخليلي و احمد دحبور .و غسان زقطان.و متوكل طه .وخالد ابو خالد. و يوسف الخطيب ..و بفضلهم تمكن الشعب الفلسطيني من أن يتحدى تلك المستعمرة الصهيونية غولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل التي أنكرت وجود الشعب الفلسطيني و تناست اجياله متسائلة بصلف اين هو الشعب الفلسطيني وأين آدابه فخرج درويش و قال لها سجل انا عربي وأضاف مارون في كلام عابر .و قال لها الروائي و السياسي الفلسطيني إميل حبيبي باق في حيفا و قال لها غسان كنفاني عائد إلى حيفا .و يستمر نهر الشهر الفلسطيني في السيلان و الهدير بقصائد جديدة و أجيال جديدة و روح مندفعة نحو حرية فلسطين عاجلا أم آجلا …

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version