أخاطبُ الأحفادَ بعد ألفِ جيلْ أولئكَ الذين لم يصلْ من قبحِنا إلى أسماعِهمْ … إلا القليلْ أحفادَنا الذين كمْ سيخجلونَ كلما ذُكرنا في حديثهمْ و يأسفونَ أنهمْ من صُلبنا و يحملونَ البعضَ من جِيناتِنا كما في المرضِ الخبيثِ… … يحملُ الخليةَ المعطوبةَ العليلْ أخاطبُ الأحفادَ جيلاً بعد جيلْ معتذرًا عمّا ارتكبنا من أذًى في حقِّهم معترفًا بأنّنا، أسلافَهم، لم نعرفِ الحياةَ…
كان عيشُنا موتًا، قتلْنا كلّ ما يربطُنا بالعالَمِ الجميلْ معصوبةً عيونُنا… معطوبةً عقولُنا ليس لنا إلى الحياةِ من سبيل أخاطبُ الأحفادَ عبرَ ما أثارتِ الرّياحُ منِّي من نُثارْ و صوتي الضائعُ المربدُّ في الفضاءِ كالغبارْ يرتجُّ تارةً و تارةً يلينْ… منكسرا ذليلْ أقول في حشرجةِ الأمواتْ أو صوتِ كائنٍ بدائيِّ الصفاتْ: “البؤسُ لي و العارْ ! و الخزيُ للأسلافِ حين صاحَ العالمُ المذبوحُ: “أنقذوني !” … أغلَقوا أبوابَهم و أسدَلوا السّتارْ بل حطَّموا كلَّ المنافذِ التي تُفضي إلى غدٍ… و سكةَّ القطارْ”. يجتازُ صوتي حاجزَ المكانِ و الزمانْ منتقلاً من ظُلمتي إلى شروقٍ قادمٍ… في سفَرٍ طويلْ أقول للأحفادِ: “يا أحفادْ ! أدركتمُ التاريخَ فالمجدُ لكمْ … المجدُ للإنسانْ !”